عزز نجاح المعارضة السورية المسلحة في السيطرة على جسر الشغور ومدينة إدلب، أهمية توحيد فصائلها في مواجهة قوات النظام والمليشيات الموالية لها، خصوصا أن هذا التقدم الميداني جاء ثمرة تشكيل جيش الفتح الذي يشارك فيه عدد من الفصائل.
ويواصل جيش الفتح -الذي يضم: جبهة النصرة، وأحرار الشام، وجند الأقصى، وفيلق الشام، وفصائل عسكرية معارضة أخرى- هجومه على معسكر المسطومة والقرميد في محاولة لتدمير آخر خطوط قوات النظام عند مدينة أريحا الإستراتيجية الواقعة في ريف إدلب.
ويرى الناشط الإعلامي عبد الرزاق سليمان أن “انتصارات جيش الفتح جعلت الأهالي أكثر ثقة في تحقيق انتصارات جديدة في ما تبقى من ريف إدلب والانتقال إلى جبهة حلب”، معتبرا أن هذه الانتصارات قد “أحبطت طموحات البعض الذين ينادون بقدوم تنظيم الدولة الإسلامية عند كل فشل من قبل المعارضة المسلحة باقتحام أي مقر للنظام”.
ويوافقه الرأي أبو محمد -أحد أهالي مدينة كفرنبل بريف إدلب- قائلا إن حلمه بإسقاط معسكر وادي الضيف والحامدية قد تحقق ومن ثم معركة تحرير إدلب وجسر الشغور، ويضيف “بتوحد الفصائل لم يعد شيء مستحيلاً، وتجربة جيش الفتح هي تجربة يحتذى بها للإجهاز على قوات النظام بعد توحد الفصائل”.
غنائم من معركة إدلب (الجزيرة) |
ثمار الوحدة
من جانبه، قال أبو عبد الله القائد عسكري في جبهة النصرة “إن ملامح التوحد بين الفصائل في هذه المعركة بدأت تؤتي ثمارها من خلال تحرير عشرات الحواجز بتلك السرعة القصوى، وهذا يعود إلى تنسيق عالي المستوى بين فصائل جيش الفتح التي توزعت على كل فصيل مهامه”.
ويضيف للجزيرة نت أن مما يجعل هذا التوحد حاجة ماسة “هو عدم تشتيت جهود المجاهدين في المعركة وجمعهم في غرفة عمليات موحدة تمكنهم من العمل بخطة عسكرية واحدة وتوزيع المهام الموكلة لكل فصيل يشارك بالمعركة”.
وقبل بدء معركة مدينة إدلب بأيام، أعلن فصيل صقور الشام مبايعته لحركة أحرار الشام الإسلامية، الأمر الذي رأى فيه ناشطون رغبة بين الفصائل المعارضة لتوحيد جهودها، خصوصا بعد نجاح التكتلات الموحدة بين الفصائل في حسم المعارك كما حصل في معارك ريف درعا وكذلك وادي الضيف في ريف إدلب.
ويعلق أبو يوسف القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية على هذا الأمر قائلا “إن الفصائل عندما تشعر بأن توحدها في غرفة عمليات يحقق نجاحا في المعارك سيدفعها مجبرة للتوحد”.
وخلص أبو يوسف إلى القول “يجب على كل الفصائل التنازل من أجل بناء قوة عسكرية موحدة تستطيع حسم المعارك مع قوات النظام والمليشيات المساندة له، خصوصا بعد وصول قوات عسكرية إيرانية مساندة له بشكل علني”.