ايلاف من لندن: رسخت نتائج نهائية للانتخابات العراقية المبكرة اعلنت مساء السبت فوز التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بحصوله على 72 مقعدا في البرلمان الجديد واكدت خسارة التحالف المرتبط بالمليشيات الموالية لايران فيما رفضتها قوى شيعية وطعنت بصحتها.

واعلنت المفوضية العراقية العليا خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقده رئيس مجلس المفوضين القاضي جليل عدنان في وقت متأخر ليل السبت النتائج النهائية للانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي حيث حصلت الكتلة الصدرية (شيعية) على 72 مقعدا برلمانيا وجاء بعده المستقلون الذين حصلوا على 38 مقعدا ثم تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان الاخير محمد الحلبوسي (سني) بحصوله على 38 مقعدا وبعده ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي (شيعي) على 35 مقعدا ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني (كردي) بنيله 33 مقعدا.

تأكيد خسارة الموالين لايران
اما تحالف الفتح الشيعي برئاسة زعيم منظمة بدر المقربة من المليشيات الموالية لايران هادي العامري فلم يحصل الا على 16 مقعدا في هزيمة تشكل صفعة وجهها العراقيون لانصار طهران بعد ان كان يحوز على 37 في برلمان انتخابات عام 2018 ما فجر غضبهم ورفضهم للنتائج مهددين باستخدام السلاح.

وحصل تحالف كردستان للاتحاد الوطني الكردستاني (كردي) على 16 مقعدا وتحالف عزم بقيادة رئيس المشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر (سني) على 12 مقعدا والجيل الجديد (كردي) على 9 مقاعد واشراقة كانون على 6 مقاعد.في البرلمان الذي يضم 329 نائبا.

أما تحالف امتداد الممثل لمتظاهري الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام2019 واسقطت الحكومة السابقة فقد حصل على 9 مقاعد.

وكانت نتائج الكتل الاخرى كما يلي : تحالف العقد الوطني 5 مقاعد تحالف قوى الدولة 5 مقاعد ،تصميم 4 مقاعد ،مسيحيون – كوتا/ 5 مقاعد ،جماهيرنا 3 مقاعد ،حركة حسم للاصلاح مقعد واحد ،المشروع الوطني مقعدان .

كما حصلت كل من هذه القوى على مقعد واحد : ،تحالف النهج ،تجمع اهالي واسط المستقل ،التحالف العربي في كركوك ،المكون الفيلي ،قادمون ،الجماهير الوطنية ،تحالف الامال الوطني ،الشبك ،المنتج الوطني ،الصابئة ،حركة بلادي ،حقوق ،الايزيديون ،اقتدار ،تيار الفراتين ،الوفاء والتغيير ،جبهة تركمان العراق ،السند الوطني ،جماعة العدل الكردستانية.
وخلال المؤتمر الصحافي قال القاضي جليل عدنان إن المفوضية انتهت اليوم من عملية تدقيق نتائج الانتخابات موضحا انها نتائج يمكن الطعن بها .
وشدد بالقول “نحن ملزمون بأن نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين”. وأشار إلى أن “هناك 3681 محطة تم عدها يدوياً”. واشار الى ان نتائج المحطات المحجورة أضيفت إلى النتائج الأولية المعلنة سابقا. وأكد إن المفوضية لم تتأثر باي صراع سياسي “فنحن ملتزمون بالوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية”.

القوى الشيعية ترفض النتائج

ومن جهتها رفضت القوى الشيعية المنضوية تحت مسمى “الإطار التنسيقي” للنتائج الاخيرة للانتخابات المبكرة محذرة من انها ستنعكس سلبا على ما اسمته “المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي”.

نص البيان التنسيقي لقوى شيعية في رفض نتائج الانتخابات (تويتر)

وقالت هذه القوى اثر اجتماع في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في بيان حصلت “ايلاف” على نصه “كنا نأمل من مفوضية الانتخابات تصحيح المخالفات الكبيرة التي ارتكبتها اثناء وبعد عد الاصوات واعلان النتائج، وبعد اصرارها على نتائج مطعون بصحتها نعلن رفضنا الكامل لهذه النتائج”.
وحملت هذه القوى “المفوضية المسؤولية الكاملة عن فشل الاستحقاق الانتخابي وسوء ادارته مما سينعكس سلباً على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي”.

الصدر يعلن شكل حكومته
وفور تأكيد فوزه في الانتخابات فقد كتب الصدر تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” تابعتها “ايلاف” قائلا
” بعد ان تأكد ان الكتلة الصدرية هي الكتلة الاكبر انتخابيا وشعبيا سنسعى لتحالفات وطنية لاطائفية ولا عرقية وتحت خيمة الاصلاح لتكون حكومة خدمية نزيهة ساهرة على حماية الوطن وأمنه وسيادته وكرامة شعبه لاتقدم المصالح الشخصية او الحزبية او الفئوية والعرقية على الصالح العام للعراق وشعبه.

تغريدة الصدر مساء السبت يؤكدفيها ان تياره هو الكتلة الاكبر وسيشكل حكومة ابوية (تويتر)

واضاف انه لافرق بين شيعي او سني او مسيحي او صابئي او كردي او تركماني او فيلي او او شبكي او ايزيدي الا بالاصلاح والتفاني في حب الوطن فهي حكومة ابوية فانية في الوطن.
ووجه نداء الى العراقيين وقواهم قائلا “هلموا لنصلح الوطن معا ونخلصه من فكوك الفساد والاحتلال والتطبيع والارهاب والتبعية والخضوع بلا خلافات وتسقيط وتشهير واقتتال فالعراق لايحتاج الى حرب بل الى سلم وسلام”.

استنفار أمني
وجاء الاعلان عن النتائج النهائية هذه في وقت تم وضع القوات العراقية في حالة الانذار القصوى ونشرها في مناطق وسط العاصمة وحول المنطقة الخضراء والمراكز الرسمية والدبلوماسية.
وقالت مصادر عراقية ان القوات العراقية انتشرت في مناطق وسط بغداد وحول المنطقة الخضراء مقر الرئاسات الثلاث والسفارات الاجنبية وخاصة الاميركية والبريطانية ومقري بعثة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي كما انتشرت حول المراكز الرسمية المهمة وذلك قبيل اعلان النتائج بساعات.

استنفار أمني كثيف في بغداد ومحافظات جنوبية رافق اعلان النتائج النهائية للانتخابات (الاعلام الامني)

واوضحت ان الانتشار الامني الذي تم تعزيزه مساء الشبت شمل محافظات جنوبية منعا لاي مظاهر مسلحة قد تخرج لرفض النتائج وللحيلولة دون تفجر اي مواجهات بين القوى والفائزة في الانتخابات.

نتائج العد اليدوي أضيفت الى الالكتروني
وقبيل اعلان النتائج بساعات قليلة اكدت المفوضية العليا للانتخابات، اليوم أنه تم التعامل مع الطعون بحيادية وأغلبها ليست مؤثرة في نتائج الأصوات.
وقال مدير دائرة الاعلام والاتصال في مفوضية الانتخابات حسن سلمان في تصريح للاعلام الرسمي العراقي أنه قد تم إضافة نتائج الفرز اليدوي للمحطات المحجورة إلى النتائج الأولية المعلنة.. وأضاف أن “معظم الطعون لم ترق إلى مستوى التأثير على العملية الانتخابية”، مؤكداً أنه “تم التعامل بالطعون بحيادية وأغلبها ليست مؤثرة في نتائج الأصوات”. وبين انه
“بعد إعلان النتائج النهائية ستكون هناك مدة جديدة لتقديم الطعون”.
يشار الى ان 3249 مرشحاً تنافسوا لخوض الانتخابات بينما تولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوروبيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.. فيما كان مجموع عدد الناخبين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة فيها 23 مليون و986 الفا و741 مواطنا فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم البلاد 8273 مركزا بواقع55041 محطة اقتراع ضمن 83 دائرة انتخابية لكن المواطنين الذين شاركوا فيها وادلوا باصواتهم فقد بلغ 9 ملايين شخص حيث جاءت نسبة التصويت متدنية ولم تتجاوز 41 بالمائة.
يذكران هذه الانتخابات المبكرة التي جرت الاحد الماضي هي سادس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم.
وأوقعت مواجهات القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين بالرصاص الحي حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.