هكذا تفوقت العربية على منافسيها بتغطية انتخابات أميركا

تحويل بحيرة مائية إلى شاشة مسطحة للعرض البياني

تمكنت قناة “العربية”، من تحقيق إنجاز غير مسبوق في التغطيات الإخبارية المفتوحة من خلال مفاجآتها الجمهور العربي باستخدام البحيرة المائية والمسطحات الخضراء المتاخمة لمقر مجموعة أم بي سي، كأضخم استوديو مفتوح خصصته القناة لتغطية الانتخابات الأميركية، وفاجأت القناة متابعيها بعرض صور المرشحين على جدار مبنى المجموعة فيما تحولت البحيرة المائية العملاقة التي تغطي مساحتها حوالي عشرة آلاف متر مربع إلى شاشة تنقل المشاهد في رحلة إلى تفاصيل المباني السيادية الأميركية.

وقد جندت القناة وفق مديرها للعمليات الفنية محمود عيسى أكثر من 100 تقني من مصورين ومخرجين وفنيي إضاءة وتقنيي إسناد عملوا خلال الأيام الماضية بلا كلل من أجل إطلاق التغطية وتأمينها، في ظروف يرى محمود عيسى أنها استثنائية ومختلفة عن أجواء الاستوديوهات المغلقة حيث تتحرك الطواقم الفنية على مساحات شاسعة تتطلب أمر تهيئتها كمسرح تصوير أسابيع طويلة بينما يتطلب تجهيزها بالإضاءة المناسبة مئات الكشافات من مختلف الأحجام إضافة إلى تهيئة منصات متعددة لظهور المذيعين الذين يطلون عبر مختلف النشرات من على ضفاف البحيرة.

 

فيما يتم عرض الصور والرسوم البيانية على جدار المبنى وهو ما يعتبره مدير قسم الجرافيكس فادي راضي إنجازا غير مسبوق لا في العالم العربي فقط بل على مستوى القنوات الإخبارية العالمية، ويعتبر فادي راضي أن قناة العربية قد خبرت تغطية الانتخابات الأميركية منذ العام 2004، لكن يبقى الهاجس دوما هو الوصول إلى الجديد والتميز من أجل تبسيط أعقد نظام انتخابي في العالم إلى المشاهد.

وقال فادي راضي إن “العربية” استخدمت لأول مرة تقنية الكاميرا العنكبوت والمستخدمة عادة في الملاعب الرياضية مع دمج تحركاتها بالواقع الافتراضي الذي يتحدث باللغة العربية، وهو ما يعني أن القناة وبالاعتماد على فريقها الفني في قسم الجرافكس قد تمكنت من تطوير هذه التقنية المتطورة وتطويعها في بيئة إخبارية عربية، وإلى جانب المحسنات البصرية وعناصر الإبهار التي تضمنتها التغطية ركز المحتوى الإخباري على المواكبة الميدانية لأبرز الولايات الرئيسية التي يتم بها الاقتراع بالإضافة إلى عشرات التقارير التوضيحية التي تشرح النواحي المختلفة للانتخابات الأميركية لتقريبها من المشاهد العربي.

 

وفي هذا السياق يقول محمود رواشدة المنتج المسؤول عن التغطية إن العمل انطلق لتأمينها منذ شهور، وقد جندت العربية لهذا الهدف فريقا متكاملا من الصحفيين والتقنيين والمهندسين، عملوا مع بعضهم منذ شهور لتجسيد هذه الفكرة المختلفة شكلا ومضمونا وعن المحتوى المقدم قال الرواشدة “التغطية إضافة إلى الجانب التقني غير المسبوق كان المضمون قوي والمعلومات متوفرة على الشاشة عن كل ولاية وعن كل رئيس أميركي منذ الرئيس جورج واشنطن”، مشيراً إلى أن “المعلومات موجودة لدى الجميع، ولكن التحدي في طريقة عرضها، لتكون مشوقة للمشاهدين”.

وكذلك تقارير تتضمن الإحاطة بكل ما يتعلق بالانتخابات وتهم المواطن العربي إضافة إلى استطلاع لآراء الشارع العربي أجراه مراسلو العربية من مختلف دول الشرق الأوسط العربية فلسطين، العراق، الأردن السعودية، الكويت، اللاجئين الفلسطينيين، اللاجئين السوريين.

الحدث الذي صنعته قناة العربية لقي استحسانا من قبل المشاهدين عبّر عنه آلاف المغردين عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تداول مغردون عرب صوراً وفيديوهات من التغطية معتبرين ما تقوم به القناة مرحلة متقدمة من العمل التلفزيوني العربي، وسابقة تأتي من مدينة دبي التي اعتاد منها الناس الجديد والمتميز وهو ما أكده نخلة الحاج مدير الأخبار والبرامج في قناة العربية والذي اعتبر أن قناة العربية تفخر بفريقها الذي يعد من أبرز الكفاءات الإعلامية في المنطقة العربية وهو ما تراهن عليه دوما القناة التي لا تفرض قيودا على الأفكار الجديدة وهو ما جعل هذه الفكرة الاستثنائية تتبلور منذ نحو خمسة شهور، حيث سعت القناة إلى الدمج بين مضمون جيد وتكنولوجيا متطورة، وذلك قدر قناة العربية دوما، فهي سباقة في مجال الصناعة الإخبارية وهو ما يجعل قنوات أخرى تلاحقها وتقلدها مثلما حصل في عديد البرامج الأخرى للقناة.

 

وعن هذا التحدي الجديد الذي أنتج هذه التغطية بهذه الصورة يقول الحاج “اعتمدنا على قدرات أبناء القناة في جميع النواحي باستثناء شخص واحد من خارج القناة وهو التقني المتخصص في تشغيل “الكاميرا العنكبوت” وهو ما دفع بالشركات المقدمة للتكنولوجيا والخدمات إلى إيفاد ممثلين عنها إلى القناة للاطلاع على التجربة وعلى قدرة قناة العربية على توليف التقنية مع المحتوى العربي الذي نقدمه، كما أشار الحاج إلى بعض المصاعب التي واجهت قناة العربية في هذه التقنية وعزا بعضها إلى بعض الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بالحصول على التراخيص خاصة وأن الساحة المتاخمة لمبنى قناة العربية تقام بها عديد الحفلات والمهرجانات الفنية وقد كان أحدها قبل ليلة واحدة من الحدث، أما الصعوبات الأخرى فتتلخص في التغييرات المناخية وسرعة الرياح بينما كان من أغرب الصعوبات التقنية تأثير حركة دوران الأرض على نظام التعقب الذي تتحرك بمقتضاه الكاميرا العنكبوت.