في كل مرة يخرج فيها مندوب النظام السوري، لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لقراءة بيان أو كلمة أو تعليق، ثم يستشهد بأبيات من الشعر، تتعرض اللغة العربية إلى “قصف” يصيب أهدافه بدقة عالية، كما سخر المعلقون.

وتنقل الأنباء أن الجعفري ما قرأ شعرا، ومن منبر حساس كالأمم المتحدة، إلا وأخطأ أو لحن أو كسر وزناً من أوزان الشعر.

ففي آخر مرة قرأ فيها شعرا من على منبر الأمم المتحدة، قال “أوليس يكفينا العراق وبؤسِه” قالها بالكسر، خطأً. والصحيح “وبؤسُهُ”. وفي المناسبة نفسها، كسر الوزن الشعري لما قرأه عندما لفظ “لا تنتظر من ضمير العَرَب” فكسر الوزن بالتحريك، والصحيح العُرْب. هذا فضلا عن بقية ما قرأه الذي يتضح فيه كسر الوزن الشعري، حتى لغير العارفين بالبحور وتفعيلاتها، لأن موسيقى الألفاظ اضطربت في شكل واضح، وللجميع. إلا هو بالطبع.

وتسجل الأخبار المصورة من أروقة الأمم المتحدة، أخطاء متواصلة لمندوب نظام الأسد في اللغة العربية وأوزان الشعر. فقال من على هذا المنبر العالمي: “ألقاه في اليم مكتوف اليد، ثم قال له إياك إياك أن تبتل بالماء”. مذبحة كاملة من أول البيت لآخره والذي صوّبه له مندوب السعودية هناك. والبيت الصحيح هو “ألقاه في اليم مكتوفا وقال له.. إياك إياك أن تبتل بالماء”.

وفي مناسبة أخرى، كان الشعر العربي محظوظا هذه المرة، فلم يقبض عليه الجعفري ويشبعه لحناً وكسراً، بل اللغة العربية، فيقول “إن الحكومةِ الإسرائيلية” لفظ الحكومة بالكسر بينما الصحيح أن ينصبها فتصبح الحكومةَ. وفي المضمون نفسه أخطأ مرة أخرى، وفي مناسبة أخرى بقوله “إن إسرائيل وحكامِها وساستِها” والصحيح أن يلفظها منصوبةً، لا بالكسر، كما هو معلوم.

لا تحصى أخطاء المندوب السوري “الذي لا يكف عن قراءة الشعر” كما قال معلق طالبه بأن يرحم “ما تبقى من اللغة العربية في العالم”.

ففي مرة كان يستعرض موقف نظامه من “الأزمة الإنسانية” التي دخل فيها السوريون بسبب حرب الأسد على شعبه فيقول الجعفري: “والتي تمر بها شرائحَ واسعة من سوريا” مع أنه كان يقرأ من ورقة مكتوبة، فأخطأ مجدداً، والصحيح شرائحُ، لا شرائحَ.

وأخطاء الجعفري متوفرة بكثرة إلى درجة أن أي عودة لكلماته المرفوعة على “يوتيوب” توفر مادة خصبة لأخطاء اللغة العربية والبحور الشعرية ومعها النحو في مطلق الأحوال. من مثل قوله “موقف شعبَ سوريا” والصحيح شعبِ. وقوله “أغلب أعضاءَ مجلس الأمن” والصحيح أعضاءِ، بالكسر. وغيرها كثير.

معلق تساءل عن سرّ ولع الجعفري بالشعر مع أنه “يخطئ فيه لفظاً وتفعيلات” وآخر اعتبر أن النظام السوري “ترك أثره حتى بالقصف على اللغة العربية فلم يستطع أن يشرّدها لتطلب اللجوء، فيقصفها على لسان مندوبه في الأمم المتحدة”. وآخر يقول إن ما خرّبه الجعفري باللغة العربية قام به بشار الأسد في سوريا “التي خرّبها ودمّرها بالصواريخ والبراميل المتفجرة كما يخرب الجعفري اللغة العربية بأخطائه الرهيبة”.

آخر التعليقات التي سُجّلت على عجز مندوب نظام الأسد، عن نطق العربية بشكل سليم، أو عجزه عن “الحفاظ على الشعر العربي” كما عجز “هو ورئيسه بالحفاظ على سوريا بل سلّماها لميليشيات وأحزاب الحلفاء” هو ما ذكره تعليق يقول: “يعني السوريين صار بدن كمان (أصبحوا يريدون أيضاً) سلاح روسي حتى مايغلطو بالعربية”!