في الوقت الذي تجددت فيه الحرائق بمجمع البتروكيماويات الإيراني في مدينة (معشور) أمس (الخميس)، أكدت وسائل إعلام فارسية حدوث حرائق جديدة في مخزن 2001.

وقالت مصادر المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز لـ«عكاظ»، إن الانفجار وقع في المخزن رقم 8001؛ إحدى منشآت مجمع (بوعلي سينا) للبتروكيمياويات، وتسبب في اندلاع حرائق واسعة وأدى إلى تدمير المنشآت بشكل شبه كامل.

ورغم النفي الإيراني لوجود ضحايا، أكدت مصادر الحركة أن شخصين على الأقل، أحدهما أحوازي، قتلا في الانفجار، لكن نظام الملالي يتكتم خوفا من انتشار حالة من الهلع والفوضى في صفوف العمال والموظفين. وعلمت «عكاظ» أن سبب الحريق يعود إلى حدوث تسرب في الغاز.

وعزا أحوازيون مختصون الانفجار إلى أن العقوبات الدولية طوال السنوات الماضية، جعلت الدولة الفارسية تعتمد على إمكانياتها الذاتية التي تعاني من تخلف علمي في هذا الشأن، ما أدى إلى حدوث خلل تقني في العديد من المرافق الصناعية.

وكشف نشطاء أحوازيون أن سحب الدخان المتصاعد من مجمع البتروكيمياويات غطت سماء معشور، الأمر الذي آثار حالة من الخوف والفزع بين المواطنين خشية إمكانية وجود مواد كيميائية ملوثة في الهواء. وأكد خبراء أن المجمع ينتج مواد كيمياوية (الهيدروكربونات الأروماتية) متعددة الحلقات التي تعرف بخواصها المسببة للسرطان.

وتنذر حوادث المنشآت الإيرانية بأزمة حقيقة ستواجه قطاع الطاقة خلال الفترة القادمة؛ بسبب اعتماد الاقتصاد بشكل شبه كامل على عائدات النفط والغاز الأحوازي. كما أن استهداف هذه المنشآت من قبل الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في السنوات الأخيرة ساهم بشكل كبير في مضاعفة الضغوط على اقتصاد الملالي.

وقد تبنت مجموعة تسمى (حركة صقور الأحواز) التي تعلن عن نفسها، لأول مرة مسؤولية استهداف المجمع. وأوضحت في بيان أمس، أنها نفذت العملية ردا على السياسات الإيرانية التعسفية التي تمارسها ضد الشعب الأحوازي، وحذرت من أنها سوف تستمر في استهداف الروافد الاقتصادية للنظام الإيراني.

في غضون ذلك، تظاهر الأحوازيون أمس، في بلدة النعيمية ضد النظام الإيراني؛ إثر قتل قوات الأمن لأحد الأحوازيين وإصابة خمسة آخرين. واندلعت مواجهات عنيفة بين مواطنين غاضبين وقوات الأمن الفارسية، التي أطلقت النار بشكل عشوائي.

وندد المتظاهرون بهذه الجريمة وبممارسات النظام الإيراني العنصرية ضدهم، وأحرق المتظاهرون سيارة لقوات النظام.