صحيفة رباع
انتصار الحق
د .موسى بن محمد بن هجاد الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم
انتصار الحق
من قديم قصائدي
د : موسى بن محمد آل هجاد الزهراني
الخبر : 28-5-1415هـ
أيها الفارسُ مهلاً ..
لا تغادر صهوة الحقِّ ..
ولا تُلقِ اللِّجامْ .
واستمع يا فارسَ الحقِّ ..
صدى صوتِ الكرامْ .
هل تذكّرتَ الأُلى ساروا حُفاةً ؟!
والألى راموا القيامْ ؟!
والأُلى من شرفة التاريخ ..
أعلوا هامة الصدق الهمامْ .
والأُلى لم يعشقوا النومَ ..
وما أغضوا لتسفيهِ اللِّئامْ .
* *
أيها الفارسُ ..
لـمَّا تذبلِ الأشجارُ في وادي الربيع ..
لم تودعنا الأزاهيرُ ..
التي تحلم بالظلِّ الصَّريع ..
والإباء الشامخُ الورديُّ ..
لم يستهوه الصوتُ الوديع ..
لم يزُرْ خيمةَ ليلى العامرية ..
ما رأى قيساً وأطمارَ الشقاءِ الجاهلية ..
ما رثى للشعر إذ ينسابُ في عشقٍ ..
ولم ينسيه أوراق (القضية) ؟ ..
ما عفى للقوم آثارَ الحمية ..
والخريف الهازلُ الهشُّ ..
ارتمى حُزناً بأحضانِ المنية ..
ساءَه (الترتيلُ) في قارعة الليلِ البهيمْ ..
واحتسى قسراً من الإعجاز .. آياتِ النعيمْ ..
لم ينمْ .. في ذلك الليلِ ..
رمى عن جفنه اللهوَ القديمْ ..
صاح مذعوراً ..
تخطى حاجزَ الصمتِ .. الأليمْ ..
كيف أحيا في صباح الصيف .. مزهوّاً ..
وقد طال الأرق ؟ !
* *
كيف أستعذبُ أنغامَ الهوى ..
يُصغي لها سمعُ الشفق ؟!
أين يا فارسُ مأوايَ الرفيقْ؟! ..
أين أحلامُ الصُّبَاةِ ..
استنفرتْ ..من كاهن الليل النعيقْ ..
لم يعبّرها (التُّقَاة) ..
استعجمتْ أشباحُ أحلامِ الغريقْ ..
* *
أيها الفارسُ ..
لا تجزع ..إذا طال الطريقْ ..
وأسألِ التثبيتَ .. في وقتٍ ..
علا صوتُ (النقيق)!
واختفى في زحمة الأصوات ..
مصداقُ الصديقْ ..
صافح التاريخُ أقواماً ..يُحبون الشقاءْ ..
دفنوا في وقتنا المذبوحِ .. طُهرَ الإنتماء ْ!..
قلّدوا الظالمَ أطواقاً .. من الحبِّ ..بكتْ ..
لـمَّا رأتْ زيف (الإخاء) !.
نالّ ألقاباً .. وحُبَّاً .. وصفاءْ..
والغريبُ الحرُّ .. لم يأبهْ بما قالوا !..
ولم يلبس عباءات (الخفاء) !
* *
أيها الفارسُ ..
نوحٌ عانقَ المأساةَ .. أحقابَ السنينْ ..
أعرضوا .. صمّوا .. عمُوا
لا يستكينْ ..
صفّقتْ أشرعةُ المركبِ ..
تستهزئُ بالكفر الدفينْ ..
واستفاق القومُ ..
في لُجَّةِ طوفانٍ من الحقِّ المبينْ ..
فانظروا ..
(لا عاصمَ اليوم) من الإغراقِ ..
(إلا من رحم) ! ..
وارجعوا .. لا تركضوا ..
لن يبلغ (الجوديَّ) عُبّادُ الصنم !!
* *
أيها الفارسُ ..
.. واذكرْ في قديم الوقتِ .. أسرارَ القلمْ..
أين أصحابُ الجنانِ الخُضر .. أصحابُ النعمْ ؟!
قُتِلَ الكُفرُ بطوفانِكَ .. يا (سيل العرِم)!
أيها الفارسُ ..
أسرجْ خيلكَ الحُرَّ ..
ولا تَلوي القدمْ .
أخرجَ الحقَّ ..
ولا تستبطئَ النصرَ ..
ولله استقمْ..
لا تخفْ ..
فالمعمعاتُ الحمْرُ ..تستبشرُ ..
قد تُفني (النُّظُم)!.
