يوليو 27, 2024 8:13 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار عالمية / سليماني اختفى بعد فشله: ثوار الشام أثبتوا زيف “ النمر” الإيراني

سليماني اختفى بعد فشله: ثوار الشام أثبتوا زيف “ النمر” الإيراني

خسر الأسد أكثر جنوده في حربه على الثورة الشعبية وتصدعت قوة إيران وحزب الله وغرق بوتين في عقوبات اقتصادية لا نهاية لها قريبا، في حين يتقدم الثوار على مختلف… فما مصير الأسد بعد كل هذا؟

ظهرت في الأيام الأخيرة ملامح لانهيار نظام بشار الأسد، وقد كانت هذه الصورة، منذ ثلاثة أشهر، مغايرة تماما. في حينها توقع المحللون استمرار النظام وتحول الحرب لتكون باتجاه تنظيم الدولة الإسلامية، لكن قلب الثوار الوضع. وقد لا تكون هذه النهاية، فإيران لن تسمح لنظام الأسد بالانهيار بهذه السهولة. لكن المهمة تزداد صعوبة مع مرور الوقت، وإيران الغارقة في أوحال الحرب في سوريا ما عادت قادرة على الصمود أكثر من ذلك. ثمن عوامل تدفع اليوم نظام الأسد نحو هاوية السقوط ؟

أولا، الضعف الحاصل في بنية الجيش السوري، فمن جيش تعداده ما يقارب 350 ألف جندي عامل في عام 2011 قبل بداية الثورة الشعبية، بقي منه اليوم، وفقا لبعض التقديرات، حوالي 150 ألف جندي. كما إن الإحباط الذي بات يسيطر على معنويات ما تبقى من جنود بسبب ضخامة الخسائر الفادحة التي تكبدها وكان لها الأثر الأكبر في إضعاف الجيش. وتشير تقارير إلى أن خسائر جيش الأسد خلال الأربع سنوات الماضية وصلت إلى أكثر من 40 ألف جندي.

وثمة من يشير إلى أن ما تبقى من نظام الأسد يحاول في الفترة الأخيرة تعويض هذا النقص الهائل في القوى المقاتلة من خلال الدفع لتجنيد العديد من جنود الاحتياط ومتطوعين جدد، لكن الاستجابة لهذا محدودة، وأعداد الفارين من الجيش يتزايد بشكل ملفت. لذا، وفقا لما أوردته بعض التقارير، تقوم قوات الشرطة العسكرية وميليشيات الشبيحة بمداهمة منازل المتهربين من الخدمة وسوقهم بالقوة للالتحاق بوحداتهم ومعاقبة أهالي العسكريين المتخلفين في كثير من الأحيان.

ومع ذلك، لم تولد هذه التهديدات إلا النفور والسخط بين الذين لا يزالون يناصرون النظام، فالدورز أصبحوا يهربون من الالتحاق بقوات الجيش في أغلب القرى الدرزية، وتحديداً في مدينة السويداء معقل الطائفة الدرزية، وباتت مداهمات قوات الأسد لبيوتهم تثير الغضب والحنق في صفوف الأهالي. والظاهرة نفسها تتكرر في بعض المناطق التي لا يزال يسكنها أقلية شيعية من الموالين للنظام.

ثانيا، ثم إن حزب الله لم يظهر أي قدرات استثنائية في الحرب على الثورة السورية، فالهجوم الذي شنه مقاتلوه بالاشتراك مع قوات جيش الأسد وضباط من الحرس الثوري الإيراني في الجولان في فبراير الماضي تم صده من مقاتلي جبهة النصرة وكتائب أخرى، وبذلك فقد الأسد السيطرة على مناطق هضبة الجولان، وهو ما دفعها مع قوات حزب الله للانسحاب على طول سفوح جبل الشيخ.

وما بدأ بالتهديد والوعيد انتهى إلى الفراغ، كما حدث لجيش الأسد في مناطق الشمال، فقد شن الثوار هجوماً في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، فقام الإيرانيون بإرسال قوات كبيرة من جيش الأسد ومقاتلي حزب الله لمنع سقوط المدينة، لكنهم فشلوا في صد الهجوم.

ويبدو الوضع اليوم، أن جنود الأسد مع المدد لإيراني وميليشيات حزب الله عاجزون على التعامل مع هجمات الثوار التي تتركز في أربع جبهات فعالة. فما تبقى من الوحدات المقاتلة لجيش النظام والمليشيات السورية والشيعية الموالية له تنتقل من منطقة إلى أخرى بمرافقة مقاتلين من حزب الله وتحاول صد وإيقاف تقدم الثوار، لكن ما عاد لديها ما يكفي من القوة، والنظام أصبح يفقد سيطرته مرة بعد مرة ومنطقة بعد أخرى.

ثالثا، سبب آخر يدفع النظام نحو التفكك، وهو ضعف إيران. فالصورة المرعبة التي ترسمها إسرائيل لإيران تبدو فعلياً أقل بكثير. فالإيرانيون، بطموحاتهم التوسعية، متورطون في معارك كثيرة في مناطق مختلفة، هم غارقون في القتال في جبهات عديدة في العراق، يحاولون دعم الحوثيين في اليمن ويغرقون شيئا فشيئا في المستنقع السوري. كما إن قدرتهم الاقتصادية على دعم الأسد أصبحت محدودة، وحزب الله لا يصله كل ما يحتاجه من الدعم المالي واللوجستي بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على إيران رداً على مشروعها النووي، كما تشير تقارير.

وعلى هذا، سارع الإيرانيون لجلب مليشيات شيعية عراقية لتقوم بدعم جيش الأسد في سوريا، لكن مع اشتداد معارك العراقيين ضد تنظيم الدولة في تكريت، اضطر الإيرانيون لإعادة تلك المليشيات لخوض الحرب في العراق، ترافقهم وحدات من الحرس الثوري التي كانت تدير المعارك على الجبهات السورية.

ثم إن قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي تولى إدارة العمليات العسكرية في مناطق التوسع، فشل تقريبا في جميع العمليات التي أدارها. وقد اختفى فجأة عندما تبين فشله في إدارة تلك العمليات.

ففي هجوم تنظيم الدولة على مدينة تكريت، مثلا، اضطر سليماني لسحب المليشيات الشيعية من مراكز المدن كشرط أمريكي لقصف تنظيم الدولة. فالجيش العراقي والمليشيات التي أرسلها الإيرانيون كانت على وشك الانهيار أمام ضربات داعش الوحشية ولم ينقذهم إلا القصف الأمريكي.

رابعا، روسيا أيضا لم تعد قادرة على التأثير في التطورات الميدانية ترجيحا لكفة الأسد. فقدرتها الاقتصادية على دعم الأسد باتت شبه معدومة، وفقا لتقارير، نتيجة التراجع الحاد لأسعار النفط في الأسواق العالمية وكذا العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على بوتين بعد الأزمة الأوكرانية.

ورغم أن شحنات الأسلحة الروسية ما زالت تتدفق لميناء طرطوس في مناطق النفوذ العلوي، وفقا لبعض التقارير، لكنها ليست كافية لترجيح كفة الميزان لصالح قوات الأسد. وأغلب الشحنات الروسية عبارة عن صواريخ يستعملها الأسد بالمئات ضد شعبه.

خامسا، التقارب السعودي التركي، وما ترتب عنه من اتفاق على دعم تقدم ثوار سوريا في جبهات القتال. كما إن المملكة اتخذت موقفا أكثر حزما من محاولات إيران التوسع في المنطقة بعد مجيء الملك سلمان. وهذا راجع، إجمالا، لحالة الإحباط من سياسة أوباما المترددة والخوف من وضعه جميع أوراق المنطقة في السلة الإيرانية.

* ماذا تبقى للأسد؟
في الشمال السوري خسر الأسد محافظة حلب، إدلب ومدن إضافية، وفي الآونة الأخيرة سيطر الثوارعلى بلدة النبي يونس في المنطقة المطلة على مدينة اللاذقية، ويعتبر ذلك في الوقت الراهن التهديد الأكبر على معاقل العلويين المتمركزين في الساحل السوري المسمى “دولة العلويين” اللاذقية جنوباً.

لم يقصف الثوار حتى الآن مدينة اللاذقية، لكنهم يحيطون بالمدينة من ثلاث جهات، وفيما لو قرر الثوار الهجوم من الجبال المحيطة ستصبح المدينة في خطر حقيقي.

في الجنوب، خسر الأسد هضبة الجولان، وفي جبال القلمون، إلى الحدود مع لبنان ثمة قتال ضد قوات حزب الله. وكان الحزب قد خطط لعملية كبيرة تهدف للحفاظ على تلك التلال الإستراتيجية، لكن الثوار صدوا الهجوم. وشنت هجوما مباغتا استهدف قوات لحزب الله في مناطق انتشارهم، حيث استطاع الثوار إلحاق خسائر هائلة بقوات الحزب وقتل عدد من قادته الميدانيين.

كما سيطر الثوار، في وقت سابق، على معبر الحدود السوري التركي، معابر العراق والأردن. وبذلك فقد النظام القدرة على استيراد وتصدير البضائع الأساسية عبر تلك الحدود. وما بقي له إلا ميناء طرطوس واللاذقية، تحت سيطرته، يستقبل من خلالهما احتياجاته الأساسية.

بالإضافة لذلك، يحيط المقاتلون بالعاصمة دمشق من ثلاث جهات. كما يخوض النظام معارك طاحنة في مدن حمص وحماة شمال دمشق. قصر الأسد في قلب العاصمة دمشق يحاول الثوار قصفه، وتشير تقارير إلى أن عائلة الأسد باتت تقضي معظم وقتها في أماكن محصنة داخل القصر، وبات الجميع في عائلة الأسد يقضي يومه داخل جدران الملاجئ، فيما هرب بعض الأقارب إلى الخارج. في حين أُبعد العديد من أقارب الأسد، أبناء عائلته ومقربين علويين له، عن مناصبهم.

* مستقبل الأسد؟
تشير بعض التقديرات إلى أن هناك احتمالا أن يقوم الأسد وعائلته وموالين له بالخروج من دمشق والتوجه إلى “علويستان”، دولة العلويين المفترضة والتي تمتد من اللاذقية شمالاً حتى طرطوس جنوباً، بما يمكنه من المحافظة على طرق تصل بين المعقل العلوي السوري والمعقل الشيعي في البقاع اللبناني. ولكن لتحقيق هذا الهدف يتوجب على قوات حزب الله وما تبقى من جيش الأسد صد هجمات الثوار في جبال القلمون، ويبدو هذا، وفقا لمراقبين، مهمة مستحيلة.

ووفقا لتقديرات، فإن الأسد لا يزال يسيطر اليوم، بمساعدة الإيرانيين، على ربع الأراضي السورية، ولكن حتى هذه المناطق من المحتمل أن تفلت من سيطرته، وربما قريبا.

شاهد أيضاً

انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس

تفسيرات مختلفة حول الكتلة الاكبر ومهمتها انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس الناشطة العراقية …