اليوم سأقدم لكم أنموذجاً للفساد ، الذي تقوم به “لوبيات” السرورية ، وقد اخترت قطاع التعليم لأنه الأخطر والأهم لنا جميعاً ، كما أنني اخترت منطقتي ، التي أنتمي إليها ، وأعرفها جيداً “منطقة الباحة” ، حتى لا يتهمني أحد بالتعصب ضد منطقة أخرى ، فهذه النغمة “العنصرية” – مع الأسف – موجودة ، مع أنني وغيري نستهدف حماية مصلحة الوطن كله ، وحين نركز على أنموذج “فساد” نملك أدلة موثقة عليه ، فنحن نعلم – وأنتم المفروض تعلمون – أن له نظائر وأشباه في مناطق وإدارات أخرى ، فوطننا واحد ، والمواطنون يجب أن يكونوا أخوة في الوطن أينما كانت مواقعهم الجغرافية ، و”السرورية” تفعل كل هذا لتهيئة المجتمع لتحقيق جريمتها الأكبر وهي الاستيلاء على “السلطة” ، وأريد أن أوضح أن الأخوين العزيزين “مدير تعليم الباحة ومدير جامعتها” من جماعتي ومن أبناء قريتي “الطويلة” وهما شقيقان “سعيد مخايش ، ود.عبدالله مخايش” وأنا أحترمهما وأقدرهما ، ومدير التعليم “سعيد” كان له موقف إنساني رائع مع أحد “الأقارب” كانت له ظروف معينة ، لكنه ساعده ، وأعاده إلى العمل ، وأنا أعرف أنني سألقى لوماً ، وربما خصاماً وقطيعة من كثير من جماعتي ، ومن أقاربي تحديداً ، بسبب هذا المقال ، لكنني أود أن أقول أنني لو تيقنت أن أخي أو ابني يفعل أمراً يضر الوطن ، فإنني لن أتردد لحظة واحدة في الإبلاغ عنه ، والكتابة علناً عن فساده ، فإن تمت الاستجابة لبلاغي وكتابتي ، وإلاّ فإن ذمتي برئت ، وضميري ارتاح ، ولا يهمني أن أخسر الناس – كل الناس – في سبيل هذا الوطن العظيم ، ولهذا أقول ، أن الشقيقين العزيزين ، إمّا أنهما أعضاء في التنظيم “اللوبي” السروري الفاسد ، أو أنهما يخافان منه ، أو أنهما لا يعلمان ، لكن الإحتمال الأخير “مستحيل” لأنهما لا بد بحكم المسؤولية مطلعان ويعلمان عن فساد يعيث في الإدارتين “التعليم والجامعة” وهما قطعاً مطلعان ومشاركان في بعض القضايا ، بل إن أحدهما عليه قضية تزوير مثبته ومحكوم فيها حكماً نهائياً ، ومرفوعة إلى الوزارة لكن “اللوبي” الأضخم والأهم في أروقة الوزارة بالرياض حفظها ، أو جمّدها ، أو مزق أوراقها ، أو اعتبرها من المؤامرات التي تحاك ضد التنظيم الحركي “السروري” الذي يهمهم أمره أكثر الف مرة من “الوطن” ، والآخر أصدرت لجنة نظامية شكّلها مدير سابق قراراً بعدم تمكينه من أي عمل إداري مطلقاً لعدم قدرته على التعامل مع الناس ، بعد قضية معروفة وصلت إلى المحكمة ، لكن المدير السابق “واللوبي” أخفوا هذا القرار ، و”اللوبي” السروري ، الذي يهيمن على معظم الإدارات والوزارات إن لم يكن كلها ، يمارس فساداً إدارياً ومالياً هائلاً ، لإقصاء من يشاء وتقريب من يشاء ، وإرهاب أولئك الذين لا ينسجمون مع تطلعاته ، أو لايخضعون لمطالبه في التجسس وابتزاز من يشاؤون للإيقاع بهم بتهم كاذبة يستخدمون فيها الدين كأقوى سلاح مقنع ، ومن خلال هذا السلاح يشوهون سمعة ضحاياهم ، والمجتمع “المدجن” على مدار اكثر من ثلاثة عقود بفكرهم ، جاهز لتقبل مايفعلون ونبذ من يشوهون سمعته ، وهم لا يتورعون عن ارتكاب الأمور المشينة من كذب وتلفيق وتزوير في سبيل تحقيق مآربهم ، بل وارتكاب جرائم ، منها التسبب في طلاق نساء بريئات من أزواجهن “المغفلين!!” أو “الدراويش” ، و كما قلت فإن “الدراويش” الأتباع في هذا التنظيم “الخطير” يعادلون تسعة أعشاره ، أمّا المخططون الحركيون أصحاب الأطماع السلطوية والسياسية فلا يمثلون أكثر من العشر حسب انطباعي ، وليت من يجري دراسة مسحية منهجية لنرى كم نسبة كل من الطرفين والآن إلى المثال الحي ، والمستمر ، والذي أعرف تفاصيله وخباياه بدقة ، وبتوثيق رسمي ، كما أنني أعرف الوقائع واحدة واحدة ولدي نماذج منها موثقة بوثائق رسمية ، وأطرافها أحياء معروفون.

فعن طريق “لوبي” الفساد “السروري والمتمصلح معه” في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الباحة تم عزل تسعة مديري مدارس “ثانوي ومتوسط وابتدائي” وتحويلهم إلى معلمين ، وهؤلاء المديرون تشهد سيرهم الأخلاقية والعملية بنزاهتهم وكفاءاتهم والناس في منطقة الباحة يعرفون بعضهم بعضاً فهم أبناء قرى وفي القرى الكل معروف ، وأقلهم قضى في الإدارة المدرسية بنجاح – بشهادة إدارة التعليم نفسها – خمسة عشر عاماً ، وبعضهم تجاوزت خدمته وخبرته ، ثلاثين عاماً ، ومع ذلك تم تلفيق تهم مكذوبة ومزورة لهم كلهم وبطرق مختلفة ، وكان الدين “بطلها ومحورها” ، فهذا “مزور” وذاك “ينتهك الأخلاق العامة” وثالث “زار مدرسة بنات بعد العصر ومعه آخرون” ، ورابع “أهان مقدساً” ، وخامس “يكفر الضالين – الدواعش طبعاً – ” و….و….و….إلخ ، وأحد هؤلاء المديرين صدر له حكم من ديوان المظالم بإبطال توجيه عقاب “اللوم” له ، ومع ذلك تم إنهاء تكليفه ، ولم يأبه “اللوبي” بالحكم القضائي ، وآخر ، وصلت قضيته عن طريق “اللوبي” إلى “اللوبي” الآخر في الوزارة ، الذي أيد القرار فوراً ودون نقاش ، لكن هذا المدير ، اكتشف أن ملف القضية المرفوع إلى “لوبي” الوزارة لم يضم محضر التحقيق ، وقرار البراءة ، فأوصله بنفسه ، لكن رئيس “اللوبي” في الوزارة رفضه ، غير أن مسؤولاً آخر في الوزارة ، ربما لا يدري أن حوله “لوبي” ضخم ، أو أنه يدري ويريد كسر شوكته ، قبل الأوراق من المدير “المعزول” الذي مازال ينتظر الإنصاف.

أمّا جرائم “الطلاق” ، فقد تم طلاق نحو ثلاث عشرة زوجة ، بعضهن معلمات ، أمّا الأزواج فكلهم معلمون ، إذ تم ابتزازهم ، بتهم مكذوبة لزوجاتهم البريئات العفيفات ، عن طريق “لوبي” إدارة التعليم الذي يتعاون معه ويخدمه “لوبي” آخر في جهاز آخر اسمه “هيئة الأمر بالمعروف” بالمنطقة ، ويتولى “لوبي” ادارة التعليم إبلاغ الأزواج “المغفلين” بالتهم المدونة – وهي كذب وغير مدونة أصلاً ولا صحيحة ولم تحدث – لزوجاتهم ، فإمّا أن ينفذ هؤلاء الأزواج المطلوب منهم في التجسس وشهادة “الزور” في التهم التي تلفق لغيرهم من غير المرضي عنهم ، أو يهددون بفضح زوجاتهم ، فيقوم هؤلاء “المغفلون” المساكين بتنفيذ طلباتهم طمعاً في الستر ، لكنهم يطلقون “زوجاتهم” لأنهن مذنبات بل مجرمات إذ مازالت المرأة في العرف القبلي الذي كرّسه “السروريون” مجرمة بمجرد تهمة تافهة مكذوبة ، أمّا الذكر “وليس الرجل” في هذا العرف البليد فلا يعيبه شيء!! ، وتبعاً لهذا عليكم حساب عدد الضحايا من الأطفال الأبرياء.

وإحدى المعلمات ، وهي “فاطمة الغامدي” تم تكليفها بإدارة مجمع “الحجرة” في تهامة ، وكانت تداوم من بيتها في أقصى بلاد زهران ، حيث أنها متزوجة من رجل نبيل نابه إسمه “سعيد الزهراني” ، وبعد مباشرتها اكتشفت فوضى إدارية في المجمع وتسيب وتزوير وفساد ، بل إن وكيلة المجمع قامت بنزع الشعارات الوطنية في مناسبة اليوم الوطني ورمتها في “الزبالة” ، ورفعت المديرة “الجديدة” تقريراً للإدارة عن كل ذلك ، ولم يتم التحقيق فيه ، فأرسلت خطاباً “سرياً” لمدير عام التعليم تطلب فيه الإعفاء من الإدارة ، وأوضحت له الأسباب ، وكان هذا في عام 1432هـ ، ومن هنا بدأت معاناة “فاطمة” التي فوجئت أن خطابها “السري” ، تحول إلى معاملة إستنفر “اللوبي” بشقيه الرجالي والنسائي ، للتحقيق معها ، وإيذائها واضطهادها ، بل وجعلوها تراجع وتلف بين المكاتب ومن درج إلى آخر ، حتى اسقطت جنينها ، ثم تشكلت لجان امتدت إلى “لوبي” الوزارة ، واثناء ذلك سُرقت المعاملة ، أو ضاعت ، وبدأ التحقيق من جديد ، وتدخلت هيئة الرقابة والتحقيق ، وأسفرت تحقيقاتها عن إدانة ثمانية عشر متورطاً آخرين ، مع أن شكوى “فاطمة” للهيئة كانت ضد ثلاث من منسوبات التعليم فقط، والمعاناة مستمرة !!

معاناة “فاطمة” التي رويتها لم تتوقف ، فقد قررت هيئة الرقابة تحويل كل المتورطين إلى المحكمة ، وفي هذه الأثناء ، قامت ان إحدى المشرفات التربويات بقذف “فاطمة” عبر إحدى وسائل التواصل ، فرفعت عليها قضية وكسبتها ، واكتسب الحكم صفة القطعية ، من محكمة الاستئناف ، وفي انتظار التنفيذ ، ومع أن “فاطمة” تم نقلها إلى مجمع تعليمي آخر في “زهران” كمعلمة ، فإن المضايقات والتهم والمكائد تلاحقها ، بل وطالت زوجها “سعيد” بتهم ملفقة كاذبة ، وقد رفع “سعيد” أمر زوجته إلى وزير التعليم السابق ، ومازال ينتظر الإنصاف لزوجته ، مطالباً تركها “في حالها” وكف أذى “اللوبي” عنها ، وجعلها تتفرغ لعملها ونفسها وبيتها دون أذى ، إذ مازالت حتى هذه اللحظة تتعرض لأذى ، وتشويه سمعة ، ولو كان “سعيد” من “الدراويش المغفلين” لكان طلقها من سنوات ، لكنه انتبه “للعبة القذرة” وهو واثق في شرف زوجته وفي نفسه ، أمّا المعاملة المسروقة فأظنها ذهبت إلى “قبر” فطن الجديد ، والمتورطون المدانون سينجون بأفضال هذا “القبر” الواسع الهائل!! أمّا “فاطمة” فهروباً من القمع والمؤامرات مازالت “تتمارض” وتراجع المستشفيات للحصول على إجازات طويلة لإكمال الفصل الدراسي الحالي في بيتها ، علّها ترتاح نفسياً بعض الوقت!! لأن “اللوبي” مازال يواصل جهوده في اضطهادها وتشويه سمعتها عن طريق وسائل التواصل والرسائل على جوالها وجوال زوجها وهواتف أهلها وأقاربها ، وهي ليست الوحيدة فلأسباب غير معروفة يتم إنهاء تكليف مديرات “أكفاء” ، ونقل معلمات إلى مدارس بعيدة عن مقار سكنهن ، لأنهن جميعاً لسن من نفس التيار الذي يحبه “لوبي” الإدارة العامة للتعليم ، ولا أعرف كم عدد المعلمين والمعلمات المتضررين من فساد هذا “اللوبي” السروري في المنطقة ، فأحد مديري المدارس الثانوية الكبرى الذي مازال على رأس العمل دعاني وهو يقول: سأستأجر قاعة كبرى على حسابي الخاص ، وأجمع لك أعداداً هائلة من المعلمين والمعلمات المتضررين لتسمع منهم ، شريطة ألاّ تذكر اسمي ولا اسم أي منهم ولا منهن ، لأن كل من يعرف “اللوبي” اسمه ، سيرى ألواناً من الضرر والإضطهاد وتشويه السمعة.

وفي جامعة “الباحة” حدث عن الفساد الإداري الذي يمارسه “اللوبي” السروري و ” المتمصلح” معه ، أو الخائف منه ولا حرج!!، فقد تم تعيين نحو عشرين موظفا بواسطة من مسؤول آخر نافذ بالمنطقة ، وأحد “دكاترة” الجامعة السعوديين – وهو من جماعتي – واسمه “الدكتور جمعان عبدالكريم” مورست عليه ضغوط ومؤامرات منذ أن كان عضو هيئة تدريس في كلية المعلمين ، حيث اتهمه مديرها آنذاك بتهمة توزيع منشورات سياسية ، ولم تثبت التهمة ، وحصل الدكتور جمعان على البراءة من لجنة التحقيق ، ومن وزارة الداخلية وحين تم ضم الكلية إلى الجامعة ، استمر الكيد للدكتور “جمعان” وغيره من دكاترة الجامعة ، ومحاضريها أيام مدير الجامعة السابق ، وحاولوا توقيع الدكتور جمعان على تعهد بتهم لم يقترفها ، ورفض ، وذهب مدير الجامعة السابق ، واستمر المكلف الحالي “عبدالله مخايش” في نفس النهج ، وكتب لوزير التعليم السابق يطالب بإقصاء “د.جمعان” عن التدريس وتحويله إلى عمل إداري ، ومازالت المعاملة هناك في مكتب وزير التعليم ، والدكتور “جمعان” طلب النقل إلى جامعة الملك عبدالعزيز للخروج من هذه البيئة الموبوءة لكن جامعة الباحة التي تشتكيه وتشوه سمعته ، رفضت طلب النقل هذا!! فما السبب؟ السبب أن الدكتور جمعان كتب مقالاً في إحدى الصحف عام 1427هـ ينتقد ضم عميد كلية المعلمين “آنذاك” الذي أصبح مدير الجامعة “المكلف” ، إلى عضوية مجلس إدارة النادي الأدبي بالباحة ، وقال الأولى أن يكون أحد المتخصصين في اللغة العربية ، وليس “الشريعة” كما هو حال المدير ، ومن هنا بدأت رحلة العناء ، حيث أن “الدكتور جمعان” محروم من الترقيات ، ومن المشاركات العلمية خارج الجامعة ، ومحروم من كل المميزات التي يتمتع بها زملاؤه ، بل وحرم من إكمال دراسته للغة الإنجليزية مع أن غيره ، أخذ ستة أشهر ، وعاماً كاملاً ، ومنهم مدير الجامعة “المكلف” نفسه ، أيام مدير الجامعة السابق ، ولكن لأن “د.جمعان” قاوم ولم يستسلم ووقف في وجه العقوبات الظالمة التي كادت أن تقصيه من التدريس بالجامعة نهائياً يلقى كل هذا الحرمان والاضطهاد ، وهو رفع أمره لوزير التعليم السابق وسيجدها الدكتور أحمد في ملفات “اللوبي” في الوزارة ، وأعرف أن هناك دكاترة آخرين مثله ، وطلبة وطالبات.

وأحد اصدقائي المعروفين ، حصلت ابنته على حكم “قطعي” من ديوان المظالم واجب التنفيذ بتعيينها “محاضرة” لأنها تحمل الماجستير وتعويضها عن المرحلة السابقة ، بدلاً من وضعها “معيدة” ، ومع ذلك فإن العميد المسؤول قال لأبيها هذا الحكم لا يعنينا ، وكل هذا تحت سمع ونظر مدير الجامعة “المكلف” ، وهناك وقائع وشواهد أخرى ، تستطيع أي لجنة تحقيق محايدة تفتح ملفات الجامعة أن تكتشفها بسهولة ، فالجامعة – مثلاً – لم تحقق في إنجاز مدينتها الجامعية إلاّ 30% ، في حين أن جامعة جازان التي أنشئت معها في نفس الفترة حققت 150% في الإنجاز ، والإمكانيات واحدة والدعم واحد ، وجامعة الباحة في آخر دراسة أجرتها الجامعة نفسها ، وبطريقة بدائية مقصودة ، قبل نحو شهرين ، ومع عشوائية الدراسة التي كان هدفها تحسين الصورة فقد حققت الجامعة نسبة مابين 60% ، و89% في “عدم الرضا” من أساتذتها وطلابها ، والتشدد والتطرف “السروري” شائع ومهيمن داخل الحرم الجامعي ، وأفضاله وآثاره ، ممتدة إلى خارجه.

والآن ، وقبل أن أضع القلم من يدي ، – فأنا مازلت استعذب الكتابة به وغيري يطبع – أقول: لم استغرب هجمة “السروريين” على الدكتور احمد العيسى وزير التعليم الجديد قبل ان يباشر عمله ، فهم شعروا أن مصيبة كبرى حلت ، وستدمر التنظيم و”لوبياته” المنتشرة في إدارات التعليم والمدارس “بنين وبنات” بعد أن تنفس التنظيم الصعداء فرحاً بعودة الأمير خالد الفيصل إلى إمارة مكة ، إذ أن السنة التي قضاها في الوزارة كتمت أنفاسهم ، وجعلتهم يوالون التهم لسموه دون جدوى ، لكن حدث مالم يكن في حسبانهم حيث انتقل “الفيصل” ، وجاء الدكتور عزام ، وهو رجل مجتهد ، لكنهم نجحوا في احتوائه ، وكما قلت في مقال سابق قدموا له مشروعين هما “تحفيظ القرآن ، وفطن” وأكل معاليه الطعم ، ولو فكر قليلاً لعرف أن المملكة منذ قيامها وهي تدعم القرآن وليست محتاجة الآن لمن يقول للعالم بطريقة غير مقصودة من الوزير ، أن “السعودية” أنتبهت متأخرة لكتاب الله الذي هو دستورها ومصدر تشريعاتها ، وحين جاء الدكتور أحمد العيسى إنهالت التهم ، والتشكيك والشتائم ، لكنهم – وهم يظنون أنهم أذكياء – يبررون هجومهم عليه بالخوف على الدين الذي قامت عليه الدولة وتستمد تشريعاتها منه ، ومعنى هذا أنهم خائفون على “كيان الوطن” ، وكأن أحمد العيسى “بوذي أو يهودي أو عدو للدولة” ، وليس مواطناً مسلماً متميزاً بعطائه وفكره وحزمه ، وإخلاصه لدولته ونظامها وقيادتها.

ولهذا أقول للدكتور احمد العيسى ، أن وزارة التعليم بشقيها – العام والعالي – موبوءة بهذا التنظيم الحركي “الخطير” ، ولا شك عندي أنك تعلم ذلك جيداً ، لكني أريد أن تعرف أن قطاعاً ضخماً جداً من المجتمع يعلم أيضاً وسيدعمك ، فلا يغرّك ولا يخدعك إرجاف “السروريين” فهم يشعرون الآن أن لحظة الحق والحساب قد حانت ، وأنه لامناص من أحد أمرين ، إمّا التوبة الذاتية ، والاستقامة ، وتقديم مصلحة الوطن ومصالح الناس والكف عن نسج المؤامرات والتهم ، وإمّا العقاب ، وإذاقتهم من ذات كأس الإقصاء التي اسقوا الناس منها على مدار عقود.

وأرجوا ألا يعتقد أحد أن مايحدث في إدارة تعليم الباحة وجامعتها ، هو خاص بها ، فهي تمثل أنموذجاً لما يحدث في مناطق تعليمية وجامعات أخرى في المملكة ، فبركات ماسمي “الصحوة” – وهي غطاء السرورية – لم تصل مناطق الأطراف مثل “الباحة” إلاّ بعد ان كرست وجودها في مناطق قلب المملكة ، ولأن التعليم أخطر ماهيمنت عليه ، فإنني أعرف أن الدكتور “العيسى” يعرف – قطعاً – ، وهو قادر بإذن الله – وبدعم القيادة – على إتخاذ سبل حكيمة تراعي خواطر “دراويش التنظيم” وهم الأكثرية الساحقة ، واجتثاث الرؤوس المدبرة وهي الأقلية القليلة ، وقد وجدوا في التعليم ميدانهم الخصب ، وأولهم بعض مديري التعليم ومديري الجامعات ، فتنظيف “الدرج” يبدأ من الأعلى ، والعيسى يعرف – قطعاً – كيف ينظف “درج” منزله ، ومنزله الآن أكبر وأهم وأخطر وزارة في المملكة!.