كانت تلك كلمات الأمير محمد بن نايف، وهو يتصل بوالد القنصل السعودي في عدن، عبد الله الخالدي، زافّاً إليه البشارة بعودة ابنه، في أول اتصال هاتفي بعد تحرير القنصل من قبضة القاعدة في اليمن، في عملية استخباراتية، أمنية، نوعية، بمتابعة مباشرة من سموه.
قبل الفرحة بعودة أحد أبنائنا من يد خاطفيه، نفخر بحرص القيادة على كل أبنائها في الخارج، تجلّى ذلك الحرص من خلال الجهود الاستخباراتية المستمرّة، حتى تحرير القنصل السعودي.
اهتمام القيادة ليس مستغرباً، لكن الاتصال «الرائع» الذي أجراه الأمير محمد بن نايف مع والد القنصل، فيه دلالة على معدن الرجل، وتواضعه الجمّ، فبالإمكان أن يتصل أحد المسؤولين قبل اتصال الأمير ويعرّف به من البروتوكول، فمقام الأمير كبير، لكنه لم يأمر بشيءٍ من هذا، واتصلَ هو شخصياً معرّفاً بنفسه: «معك محمد بن نايف، عبد الله عندنا، وهو بخير». يا لروعة الموقف! يا لعلوّ مكانة الرجل، ورِفعة قَدْره! إنها أخلاق الكبار.
جميلة كلها عملية تحرير الخالدي، وقمّة جمالها تكمن في طريقة إيصال الخبر لوالده، عملية فيها جهود ضخمة، انتهت بتوجيه صفعة لتنظيم القاعدة في اليمن، وعودة المواطن عبد الله الخالدي إلى أرض الوطن، بعد أن قضى 3 سنوات عجاف، يرى فيها الموت كل يوم، في مكان منعزل.
ليس مستغرباً منك، أيها الأمير المميز، هذا الإنجاز المتميّز، وليس بغريب عليك سموّ أخلاقك في تواصلك بطريقتك النادرة، التي تخلو من تعالي المسؤول، وتتّصف بالتواضع الجمّ، هذا أنت مذ عرفناك، تعمل في صمت، ليتحدث عنك إنجازك، فلك المحبّة منّا أيها الرائع، محمد بن نايف، كما وصفت أنت نفسك دون ألقاب.
وطني إلى الأمام، في ظل سلمان الهُمام، الذي أكرمَ بمنزلٍ ووسام!