مايو 13, 2024 11:54 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / دهاء علوش

دهاء علوش

علي بن محمد الرباعي
كان العريفة سخيا وحضاريا أسهم مبكرا في افتتاح المدارس للبنين وللبنات وكان يحزم الشور ويعزم على فعله، وعندما عاتبه البعض على أنه يصغي للحرمة رد عليهم (تباركوا بالنواصي والأقدام والبعض من الذرية، والله أن شورها مثمر وأنها أطيب من بعض رجال القرية) حقد البعض على هذا العريفة التقدمي الذي يسمع إذاعة صوت العرب ويصف من يكره مصر والقومية بالرجعيين، وبعد موته دخلت القرية في جدل حول العريفة الخلف فالموالون للراحل يرون في ابنه صورة مصغرة لأبيه الفقيد ويصرون على تنصيبه، فيما يطمح البرجماتيون إلى نقلها إلى منزل له مزرع وصحفة يؤمن لهم الدسمة عند الحاجة والكفاية التي تسد الجوع، وانقسم الفريقان في منزلين كل منهما في منزل يحبك الحبكة ويضع الخطة ليطيح بالآخر ويفوز بالأكثرية أو الأغلبية، والقرى كانت مدنية لها برلمانها ومجلس شيوخها. كان جانب النفعيين أقوى، وبما أن العريفة الوارث يحتاج شورا اقترب من أمه (سعدية) يطلب الشور المثمر وكانت تغسل كفيها من بقايا العجين في طاسة معدنية وتصب الماء من إبريق فضي. فركت الطاسة من بقايا العجين وكبتها على فمها وقالت: تخبر عن صديق لأبيك اسمه علوش، فهبط سوق الأحد في رغدان ونشد الهباطة عن رجال عارفة له ثقله وحلال إشكالات قالوا ليس بعيدا عنك وركب مشدودة مع الصدارة ولم يقف إلا عند صاحبه، رحب وسهل وأعطاه العلم ودسمه بمبلغ يبيض الوجه وقال له نام وبكرة يحلها الحلال، في الصباح انطلقوا إلى الظفير وقال للعريفة المرشح (خلك تحت الحماطة إلين أدعيك)، دخل على الطارفة وقال يا طويل العمر لي مبلغ عند فلان (منافس العريفة) وماطل بي وأطلب إنصافي، سأله: ما اسم عريفتهم، فأجابه: فلان، وها هو في ساحة الإمارة، فدعاه أحد الأخوياء وسلمه الرسالة التي تثبت عرافته وتطلب حضور خصمه. ولعل العرافة مازالت في ذلك البيت حتى اليوم ببركة دهاء علوش وسلامتكم.

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …