مايو 13, 2024 10:59 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / أويس بن عامر القرنى

أويس بن عامر القرنى

قصتنا اليوم مع سيد التابعين أويس بن عامر القرني والذي يشفع يوم القيامة في عدد ربيعة ومضر كما اخبر الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ..

 

وفد قوم من أهل الكوفة على أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ، وكان بينهم رجل يسخر من سيدنا أويس، فقال سيدنا عمر: هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذاك الرجل.

فقال سيدنا عمر: إن رسول الله قد قال: إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم، فقدم علينا فسألته من أين؟ قال من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لى، قلت: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهب عنك؟ قال: نعم، قلت: فاستغفر لى، قال: أو يستغفر مثلى لمثلك يا أمير المؤمنين، فاستغفر له، قال: أنت أخى لا تفارقنى، فانملس منى وأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة.

قال: فجعل ذلك الرجل الذى كان يسخر منه يقول: هذا فينا ولا نعرفه، قال عمر: بلى إنه رجل كذا، كأنه يضع شأنه، قال: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له: أويس قال: أدركه ولا أراك تدركه، فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتى أهله، فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟

قال: سمعت أمير المؤمنين عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لى أويس. قال: لا أفعل حتى تجعل لى عليك أن لا تسخر بى فيما بعد وأن لا تذكر الذى سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له.

قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة، قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخى ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال: ما كان فى هذا ما أتبلغ به فى الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم انملس منهم فذهب. رواه حماد بن سلمة عن الجريرى نحوه ورواه زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى خيثمة عن أبى النضر مختصرا وعن اسحاق بن ابراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن زرارة عن أسير مطولا.

وعن أبى هريرة قال: بينا رسول الله فى حلقة من أصحابه إذ قال (ليصلين معكم غداً رجل من أهل الجنة) قال أبو هريرة: فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل فغدوت فصليت خلف النبى فأقمت فى المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده فى يد رسول الله ثم قال: يا نبى الله ادع الله لى فدعا النبى له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر، فقلت: يا رسول الله أهو هو؟ قال (نعم إنه لمملوك لبنى فلان) قلت: أفلا تشتريه فتعتقه يا نبى الله؟ قال (وأنى لى ذلك، إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة، يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكاً وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم يا أبا هريرة، إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء، الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا).

قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟ قال (ذاك أويس القرنى) قالوا: وما أويس القرنى؟ قال (أشهل ذا صهوبة، بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين، لا يؤبه له، متزر بإزار صوف ورداء صوف، مجهول فى أهل الأرض، معروف فى أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفع الله عز وجل فى مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر ويا على إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، يغفر الله تعالى لكما).

قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان فى آخر السنة التى توفى فيها عمر فى ذلك العام، قام على أبى قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال: إنا لا ندرى ما أويس، ولكن ابن أخ لى يقال له: أويس وهو أخمل ذكراً وأقل مالاً وأهون أمراً من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا، فعمى عليه عمر كأنه لا يريده، قال: أين ابن أخيك هذا؟ أبحرمنا هو؟ قال: نعم، قال: وأين يصاب؟ قال: بأراك عرفات، قال: فركب عمر وعلى سراعاً إلى عرفات فإذا هو قائم يصلى إلى شجرة والإبل حوله ترعى، فشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا: السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، قالا: من الرجل؟ قال: راعى إبل وأجير قوم، قالا: لسنا نسألك عن الرعاية ولا الإجارة ما اسمك قال: عبد الله، قالا: قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله، فما اسمك الذى سمتك أمك؟ قال: يا هذان ما تريدان إلى؟ قالا: وصف لنا محمد أويساً القرنى فقد عرفنا الصهوبة والشهولة، وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا، فإن كان بك فأنت هو، فأوضح منكبه فإذا اللمعة، فابتدراه يقبلانه وقالا: نشهد أنك أويس القرنى فاستغفر لنا يغفر الله لك، قال: ما أخص باستغفارى نفسى ولا أحداً من ولد آدم ولكنه فى البر والبحر فى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا هذان قد أشهر الله لكما حالى وعرفكما أمرى فمن أنتما؟ قال: على أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلى بن أبى طالب، فاستوى أويس قائماً وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وأنت يا ابن أبى طالب، فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا، قالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيراً، فقال له عمر: مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائى وفضل كسوة من ثيابى هذا المكان ميعاد بينى وبينك، قال: يا أمير المؤمنين لا ميعاد بينى وبينك، لا أراك بعد اليوم تعرفنى، ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة؟ أما ترى على إزاراً من صوف ورداء من صوف، متى ترانى أخرقهما؟ أما ترى أن نعلى مخصوفتان، متى ترانى أبليهما؟ أما ترانى أنى قد أخذت من رعايتى أربعة دراهم، متى ترانى آكلها؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدى ويديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فاخف يرحمك الله.

فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت أم عمر لم تلده، يا ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها، ألا من يأخذها بما فيها ولها. ثم قال: يا أمير المؤمنين خذ أنت ههنا حتى آخذ أنا ههنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل.

 

وصلى الله على سيدنا محمد …

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …