عميد رؤساء التحرير السعوديين “تركي السديري” 40 عاما كان عمر رحلته في رئاسة التحرير في عالم الصحافة المشوق والمرهق، شاكس خلالها أصدقاء وزملاء المهنة، وقاتل من أجل أفكار ومبادئ، أبرزها كان التنوير والحداثة، وهو ما آمن به من أجل تحقيق مسيرة البناء الوطنية، كانت كفيلة بإشعال أصوات معارضة مطالبة بإيقافه عن الكتابة، رفض بحسبه “حتى مجرد التفاهم معها”.

لم أحاول التفاهم مع معيقي التقدم والحداثة الاجتماعية

السديري الذي كانت أول وظيفة رئيس قسم الأرشيف بوكالة وزارة الداخلية للشؤون البلدية على المرتبة السادسة في عام 1387هـ بمرتب قدره 800 ريال، قبل أن يتم الموافقة على إعارته موظفاً متفرغاً في تحرير صحيفة الرياض في عام 1392هـ براتب شهري قدره 2000 ريال، لتستقر خطاه وتبدأ في مؤسسة اليمامة الصحافية.

كان لـ”العربية.نت” فرصة إجراء الحوار معه في منزله على يومين متتالين، لم يبخل فيهما بالحديث عن محطات مشوقة مختلفة من حياته، كان منها معاركه مع مخالفيه وحنكته في الإبقاء على مسيرة صحيفة الرياض بنهجها الحداثي التنويري، وقصة يتمه التي بدأت مبكرا وهو لا يتجاوز الـ10 أشهر، فكانت والدته بالنسبة له “أسرة بكاملها”، وعن حكايته مع “الكتاب”، وحقيقة الاتهامات التي طالت صحيفته بتحيزها لأحد الأندية السعودية، وفيما يلي نص الحوار.

 

لم أتابع كرة القدم منذ أصبحت رئيسا للتحرير

ما زلت أعمل يوميا.. وغياب الخلافات سبب نجاح “الرياض”

يعتبر كثيرون صحيفة الرياض أكثر الصحف المحلية رصانة واستمرارية إلى اليوم، كيف أوصلتم هذه الصحيفة لهذا المستوى حتى اليوم، إلى جانب ما لها من الاستقرار المادي؟

في الحقيقة هناك أسباب عديدة ومختلفة، من ضمنها أسباب مركزية أساسية تتعلق بأسرة التحرير، والتي لم تدخل في أية خلافات، بما في ذلك المستوى المهني والكفاءة، اللذان تميز بهما طاقم التحرير، وتجلى هذا في عدم الانقياد والاستجابة لأي فئات محدودة المفاهيم والقدرات، والحقيقة يشكرون جدا على ما كانوا عليه وما زالوا عليه من كفاءة، مما أوصلهم إلى التنافس ليس فقط على الصعيد المحلي، وإنما أيضا على المستوى العربي، حيث أصبحت صحيفة “الرياض” في السنوات الأخيرة أحد الصحف العربية المرموقة والمتميزة، واستطاعت الحفاظ على كفاءاتها من خلال تقدير المرتبات ومنح المكافآت.

مرض في الصغر وثق علاقتي بالكتاب

دعنا نتحدث عن الحوافز المالية التي اعتادت تقديمها الصحيفة وتفردت كذلك عن بعض الصحف بمنح النسب المالية السنوية من أرباح الصحيفة في الوقت الذي تعاني منه المؤسسات الصحافية الأخرى من عجز مالي، فكيف استطاعت الصحيفة تحقيق ذلك؟

لم يحصل للصحيفة أي تراجع يوصلها إلى مستوى العجز المالي، وإنما عكس ذلك فلا زالت الأرباح تحقق أدوارها بتقدير من يعملون فيها، فأي نقص في الإيرادات لم يكن ليصل إلى مرحلة خطرة، خلافاً لما هو معروف حاليا من تراجع أرباح المؤسسات الصحافية بصورة كبيرة.
اليوم وكمشرف عام على جريدة الرياض.. كيف اختلف عملكم بعيدا عن كرسي رئاسة التحرير لهذه الصحيفة؟

والله هو لا يوجد اختلاف كبير.. فأنا أداوم يوميا مع الزملاء ونتشاور فيما ينشر وما لا ينشر، هناك تعاون ولا يوجد اختلاف، فبالأساس نحن متفاهمون من قبل هذه المرحلة.

تركي السديري المشرف العام على صحيفة الرياض

البعض يرى أنك ما زلت تمارس سلطاتك في الصحيفة؟

نعم قد يكون هناك تفاهم للتوصل لقرار أو موقف مطلوب.

ألا يغضب هذا الأمر البعض؟

لا.. فأنا لا أبحث عن السلطات، فبالأصل أني اعتذرت على تولي المهام كمشرف وقلت لهم “يا جماعة أبي أرتاح”، إلا أنهم أصروا على ذلك، حتى أني تنازلت عن 50 بالمئة من المرتب وأصررت على ذلك.

دعنا نتطرق إلى مجلة اليمامة، والتي – بحسب المهتمين بالشأن الصحافي – كانت قد تميزت بالتحقيقات والمواضيع التي كانت تطرحها، فماذا تذكر بشأن العلاقة بين المجلة والصحيفة آن ذاك؟

كانت العلاقة جيدة بين المطبوعتين فنحن فئة واحدة.

كان هناك حديث متداول عن تنافس فيما بين المجلة والصحيفة وبالأخص فيما يتعلق بالتحقيقات؟

لا لا يوجد تنافس لو كان هناك تنافس لم تكن لتستمر اليمامة أصلا، فلم يكن إيرادها السنوي ليغطي المكافآت والمرتبات، وفي نهاية كل سنة كانت تعاني عجزاً مالياً إلا أنه لم يصل إلى حد مؤثر إلا أنها لم تحقق أرباحاً.

فكيف تغطي نفقات المجلة هل كانت من قبل المؤسسة؟

نعم هذا صحيح، ويعود الأمر إلى كون المجلة الأول من حيث الصدور أي قبل صحيفة الرياض.

ألا تعتقد أن صحيفة الرياض قد أفقدت مجلة اليمامة وهجها واستعانت بكوادرها؟

لا أبدا كان هناك تفاهم كبير وتعاون، ولم تكن هناك أية مشاكل، وأؤكد أن مجلة اليمامة لم تكن مربحة في أي وقت، حققت أرباحا قليلة في التسعينيات الميلادية لثلاثة أعوام وعادت مرة أخرى إلى العجز وكانت الأرباح المحققة للمؤسسة من قبل الصحيفة تغطي ذلك العجز وساعدت في نمو اليمامة، ومن يقول إن هناك تنافسا فالأرقام تثبت عكس ذلك، أما فيما يتعلق بالجانب المهني فكان هناك فصل وعزل إداري بين المطبوعتين فلا يوجد أي تداخل.

لم أعرف الخلافات مع زوجتي

الملك سلمان أثناء زيارة سابقة لمؤسسة اليمامة حينما كان أميرا للرياض

الملك سلمان هو الرجل الأول لأي تطوير

تعاملت خلال مشوارك الصحافي الطويل مع الملك سلمان، ماذا تذكر عن أبرز المواقف؟

كان لي علاقة بالعديد من المسؤولين لم أجد خلالها سوى الكثير من مظاهر الاحترام والتقدير وأشكرهم على ذلك، إلا أن الملك سلمان حقيقة له خصوصية تختلف عن أي شخصية أخرى، فعندما كان أمير منطقة الرياض لم يكن معزولا أو يؤدي دورا لزمن معين فقط، وإنما على العكس وعايشت ذلك بنفسي حيث كنت قريبا جدا منه أنا وبعض المثقفين الآخرين، ونستطيع أن نقول إن الملك سلمان هو الذي باشر بنفسه وبصورة جادة تطوير مدينة الرياض ورعاية المفاهيم، لتكون واعية ومدينة حديثة، فالرياض منذ 50 عاما ليست هي المدينة ذاتها قبل 20 سنة أو 10 سنوات، مدينة يتسارع تطورها واختلافها، وذلك كله لجدية الملك سلمان حينما كان أميرا على هذه المدينة، وكل من اقترب من مدينة الرياض يعرف تماما أن الملك سلمان هو الرجل الأول لأي تطوير.

حقيقة يشكر كثيرا أنه لم يكن ليبتعد أبدا عن أية محاولات للنهوض وتطبيق الحداثة، وهو الأمر الذي يدركه بصورة جلية كل من سكن الرياض، فلم يكن ليسمح لأي كان أن يسيء لهذه الانطلاقات، وإنما كان أيضا يوفر وسائل الحماية للاستمرار بحداثة المدينة.

والدتي شخصية قوية وسبب نجاحي

“الصحوة” مضت ولن تنحرف “الرياض” عن مسارها التنويري

إذا سمحت لي أرغب بالعودة بك إلى حقبة الثمانينيات وحتى التسعينيات الميلادية، وهي الفترة التي خاضت فيها صحيفة الرياض معارك كثيرة وبالأخص من قبل ما يسمى بتيار “الصحوة”، تمت خلالها شيطنة اسم “تركي السديري”، فماذا تذكر عن هذه المرحلة؟

المراحل التي مرت بالسعودية معظمها مراحل كانت تستهدف حقيقة التطور الذي يتجه إلى الأمام، والذي كان يسير بعقلانية ومع الأسف بعض هذه الحركات تنسب إلى الدين ما هو غير حقيقي.

السديري أثناء تكريمه من الأمير نايف

تعالي نذهب حاليا الآن إلى هذه المجموعات، التي اليوم تتكون مع بعضها وبدأت تهاجم دولا عربية وتتدخل بدول عربية أخرى، واستطاعت أن تؤثر في بعضها رغم أنها غير قادرة أو قوية وليس بيدها إمكانيات، وإنما مجرد فرص للتأثير، هذه العقلية غير المقبولة وغير المنطقية حاليا هي ما كان يحدث في الزمن السابق، حيث كانت تتم محاولات الغاية منها تعطيل التقدم الاجتماعي الموجود حينها، والحداثة التي كانت تنطلق وكانوا يرغبون في أن من جاء من حارات شعبية ومنازل من طين أن يستمروا بذات المفاهيم وبالطبع هذا كلام غير منطقي، والتعاليم الدينية واضحة، هذا ما يمكن أن نقوله عن الجماعة التي ذكرتيها، وبالتالي لم توجد لدي قناعة في التفاهم معهم أو بالرد عليهم، لا نحبهم ولاهم يحبون جريدتنا، مشينا بالجريدة وحاربوها ومع ذلك لم ينجحوا في شيء إلا أنه مع الأسف وبعد سنوات يأتينا من يتحدث باسم الدين.

كانت هناك محاولات من قبل تيار الصحوة بالتأثير على ما تكتبه الصحيفة والمواضيع التي تتطرق لها، إلا أنكم أبقيتم على الجانب التنويري، ووقفتم بوجه كل من هاجمكم!

كان هناك إصرار على الاستمرار بالنهج الإعلامي المهني وكسب قناعة الآخرين بالصحيفة وثبتنا على مواقفنا واستمررنا فيها، بغض النظر عن أي شيء آخر، وما يسمى بتيار الصحوة مجرد مناسبة مضت وانتهت، دون أن يكون لها نتائج تذكر، وبالنسبة للصحيفة فتشكر الدولة كونها سمحت لوجود هذه الاستقلالية ولولا هذا السماح والتعاون لم تكن لتحقق الصحيفة دورها بنجاح، كما يجب أن لا نغفل عن أمر هام وهو أن صحيفة الرياض قد كتب فيها كبار المثقفين، من بينهم طه حسين وتوفيق الحكيم وهاشم صالح الذي كان حينها يكتب من باريس بفكر تنويري محارب للانغلاق الذي أتي بعد جهيمان، كذلك كان فواز الدبيب ومحمد رضا نصر الله وغيرهم كثير.

ما هي الأسلحة التي كنت مزودا بها آن ذاك؟

كان هدف جريدة الرياض منذ اليوم الأول على صدورها أن تكون جريدة وطنية ليست لتيار محدد، وبهويتها التنويرية لم يكن همنا كسب الجماهير على حساب وعي الناس، حتى تمكنت من كسب الثقة على المدى البعيد، ولم تكن الرياض وحدها المستهدفة في ذلك الوقت بل الحداثة بصورة عامة، وبالأخص حداثة الدولة وانطلاقها بالتنوع والتطوير، وكانت جريدة الرياض في المقدمة لتحقيق هذا التطور، ومن هذا الإطار تم استكتاب العديد من المثقفين أصحاب الفكر التنويري، وكان هناك أيضا صفحة للفن التشكيلي “التكعيبي والسريالي، والذي كان محرما ومحاربا آن ذاك وكانت تأتيني مكالمات استفزازية اعتراضا على هذا التوجه بصورة عامة ومحاولات عديدة لإيقافي.

السديري مع الأمير فيصل بن فهد

هناك قلق اليوم من انحراف مسار جريدة الرياض عن خطها التنويري بعد خروجك منها؟

لا أبدا لا أعتقد ذلك، فلا توجد هناك أي مظاهر توحي بمثل هذا الأمر ولله الحمد.

كان هناك انتقادات وجهت إليكم لإقصائكم بعض الأسماء عن الكتابة في صفحات الرأي؟

لا أذكر أسماء محددة، إلا أننا كنا نتحفظ على أي فكر أو خطاب متحزب غير وطني، وليس لديه ثقة بالفكر الوطني كانت الرياض خطا أحمر في ذلك.

أستاذ تركي كنتم مدركين ومنذ وقت مبكر لمسألة الأحزاب والتصنيفات في المجتمع السعودي، كيف استطعت بوعي مبكر ومن خلال صحيفة الرياض الوقوف بوجه ذلك؟

كانت مع بدايات الصحيفة فترة صعود كافة الحركات العربية كالقومية والناصرية والإخوانية، نتيجة للوضع السياسي في المنطقة العربية في ذلك الوقت، إلا أن السياسة السعودية ومنذ ذلك الوقت ظلت ثابتة، فعلى الرغم من التقدم الذي تتمتع به عدد من الدول العربية، فإن السعودية التي بدأت من فئات بداوة استطاعت أن تظل ثابتة وغير متأثرة بكل ما تموج به المنطقة وما يحدث في المنطقة العربية، محدثة معجزة انطلاق إلى جانب ما كان يتميز به الملك فيصل رحمه الله حينها من وعي وحنكة سياسية، حتى بدأت عقبه مراحل بناء الدولة تنمو أكثر، حتى تراجع من كان يروج لنفسه بالحداثة والتطور، محتقرا مجتمع البادية الذي استطاع بناء دولته والنهوض بها حتى تقدمت على الآخرين بخطى ثابتة وراسخة بعيدا عن كل الشعارات. كان حينها في صحيفة الرياض كتاب من التيارات القومية والإخوانية والحزب القومي السوري الاجتماعي واستقطبنا كتابا عروبيين، إلا أن الصحيفة ظلت محافظة على خطها الوطني وضد التيارات غير الوطنية، وكان خطا أحمر المساس بهذا الأمر، في مقابل عدم تأثرها بالتأخر والاستجابة للداعين إلى الانغلاق، والاستمرار في طريقها نحو الحداثة والتطور ولا شيء غير ذلك.

السديري في منزله

ماذا تذكر عن موضوع إيقافك عن الكتابة في عهد وزير الإعلام محمد عبده يماني بعد مقال لك وصفت فيه الوزارة حينها بوزارة النفي؟

في تلك المرحلة وما بعدها كانت هناك محاولات وأصوات داعية ليس الغاية منها تحديث التطور العام والشامل وإنما إيقاف صحف معينة وكتاب وتأخير التقدم، انتهت في حينه بالأخص بعد تغيير القيادات الإعلامية، لم تكن الوزارة في ذلك الوقت تقوم بدورها في توجيه الصحف للتطور والحداثة.

كيف تداركت نشر صور النساء في الجريدة؟

لم يكن فيها شيء كان لابد من نشرها، صحيح أنها كانت جرأة، إلا أننا وجدنا قبولا، كما لا يخفى عليكِ أن صحيفة الرياض كانت أول من أسس قسما نسائيا في المؤسسات الصحافية السعودية، وقمنا في البداية بالإشراف على مهامه، حتى تمكن المكتب من أن يكون له الاستقلالية عن القسم الرجالي وبإدارة نسائية.

ألم يكن هناك معارضة من قبل المجتمع؟

كان هناك بعض الفئات المعترضة حينها على عمل النساء في الصحافة، إلا أننا تجاوزناها، ولم تكن الآراء مؤثرة أو من قبل مسؤولين.
قبل رئاستكم لتحرير صحيفة الرياض كنت سكرتيرا لنادي الهلال، فهل تحيزت صحيفة الرياض بالتغطية لصالح نادي الهلال، خلافا للأندية السعودية الأخرى؟

لا أتابع المباريات وعبدالرحمن بن سعود رائد بطولات النصر

هو ربما يكون هناك اتجاه من هذا النوع، ولكن ليس من جانب خصومات مع البعض.
ذكرت أنك لم تتابع الكرة منذ استلامكم العمل كرئيس تحرير؟

بالفعل صحيح، ومنذ أن استلمت العمل كرئيس تحرير لم أتابع أية مباراة، حتى حين عرضها على شاشة التلفاز لا أشاهدها.

يعني ذلك أنه ليس لديك أية ميول رياضية؟

لا لا أبدا

عثمان العمير، وعبدالرحمن الراشد، ومحمد التونسي، وصالح العزاز، هؤلاء مدرسة الجزيرة، فماذا عن مدرسة جريدة الرياض؟

عثمان العمير بدأ بالرياض وكذلك محمد أبا حسين، ومحمد الوعيل، وعبدالوهاب الفايز، وفهد الحارثي وسلطان البازعي، أضيفي إلى ذلك أن من خرجوا من جريدة الرياض استمروا في العمل فيها سنوات طويلة من 15 إلى 20 سنة، خلافا للأسماء التي ذكرتيها التي انطلقت بالكتابة في الصفحات الرياضية في جريدة الجزيرة، وكان عبدالرحمن الراشد مراسلا للجريدة من أميركا، وعثمان العمير تشكلت بداياته في صحيفة الرياض.

كيف كانت علاقتك بالكتاب؟

السديري مع حفيدته (العنود)

علاقتي بالكتاب لم تكن علاقة حديثة أو مرتبطة بظروف معينة على العكس، فقبل اهتمامي بالصحافة بدأ اهتمامي بالقراءة لسبب طريف، وهو أنني في المرحلة المتوسطة أصبت بمرض منعي من الذهاب إلى المدرسة لعدة سنوات قليلة إلا أنني بدأت بقراءة الكتب وكنت من أوائل من اهتم بقراءة الكتب الحديثة والمتنوعة التي كانت تتناول أمورا لم نكن نفهمها، وما يلفتني بالكتاب نوعية الأفكار التي يطرحها حيث استطعت من خلالها أن أكون مرئياتي، أعتقد أنها أفادتني بعلاقاتي وتفهمي للكثير من الأحداث والمستجدات والآراء التي لم تكن مطروحة في ذلك الوقت.

بجمل قصيرة ماذا تقول عن وزير الإعلام جميل إبراهيم الحجيلان؟

أول وزير إعلام أوقفني 4 أشهر ومن أعز الأصدقاء.

غازي القصيبي؟

قامة وهامة في الثقافة والاقتصاد

الأمير عبدالله بن ناصر رئيس نادي الهلال؟

المؤسس الثاني لنادي الهلال ومن استعاد بريقه في الـ70 الميلادية.

الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر؟

رائد بطولات نادي النصر وخارج عالمها الرياضي شخصية مثقفة جدا واجتماعية.

عثمان العمير؟
تشابه البدايات وفرحة النجاحات ورحابة وسعة الصدر.

عبدالرحمن الراشد؟

كما وصفته هو سفيرنا الصحافي فوق العادة.

أمي قامت بدور أسرة كاملة بعد وفاة والدي

أحفاد السديري

ماذا تمثل لك والدتك؟

والدتي هي الأم والأب فهي من اعتنى بي بعد وفاة والدي، وأنا لا أتجاوز الـ10 أشهر فقد عشت يتيما، وكانت الوالدة رحمها لولوة العبدالكريم من الزلفي ومن أسرة معروفة شاعرة وذات شخصية قوية، وقامت بدور أسرة كاملة بعد وفاة والدي، حيث لم يكن هناك غيرها للاعتناء بي وكانت في الحقيقة جزلة الحضور والقدرة على التربية والرعاية، حتى إني أنسب تقدمي في ذلك السن المبكرة لها شخصيا، كما أنها بعد نضجي لم تكن بعيدة عن الاقتراب من كل مجالات التطور والحداثة، مما يجعلنا نقول إن المرأة في ماضيها القديم لم تكن أبدا متخلفة، وبالعكس كان لها حضور. والأدوار المهمة كانت تأتي ليس فقط من قبل الرجل، وإنما أيضا من قبل المرأة، صحيح أنه كانت هناك بعض المواقف القاسية بالنسبة للمرأة إلا أنه ليس كل امرأة تتقبل ذلك، وليس كل رجل يفعل ذلك، أذكر أنها أتت إلى مدرستي لتوبخ معلمي ومدير المدرسة بعد أن اعتدى المعلم عليّ بالضرب. وفي الحقيقة أنسب الكثير من مكاسبي إلى والدتي.