مايو 8, 2024 8:32 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / إلا برنامج الابتعاث

إلا برنامج الابتعاث

 

د.حمود أبو طالب
أحدث قرار وزارة التعليم سحب ثلاث صلاحيات من الملحقيات الثقافية؛ هي ترقية البعثات والموافقة على الدراسة على نفقة المبتعث وضم الدارسين على نفقتهم لبرنامج الابتعاث، أحدث قلقا كبيرا لدى الجميع وليس المبتعثين فقط بشأن برنامج الابتعاث بأكمله، فقد انتشرت الإشاعات كالنار في الهشيم بأن هذا القرار ما هو إلا تمهيد لإيقاف البرنامج، ولاسيما أن الوزارة لم توضح بما فيه الكفاية حيثيات وأسباب قرارها المفاجئ، علما بأن الملحقيات هي ممثليات للوزارة في دول الابتعاث، تطبق أنظمتها ولوائحها، وإن كانت ثمة ملاحظات على أدائها، فالأفضل تصحيحها وضبطها بدلا من تكديس كل الإجراءات في الوزارة وما ينتج عنه من عنت على المبتعثين، حتى لو كانت الإجراءات ستتم إلكترونيا، فلا بد أن يجد المبتعث نفسه مضطرا في لحظة ما لمراجعة الوزارة رغم وجوده خارج المملكة، كما أن عامل الوقت في جداول الدراسة لن يتسامح مع طالب تأخرت إجراءاته في الوزارة وقد يضيع مستقبله بسبب تأخير ليوم واحد. إن برنامج الابتعاث هو أحد الإنجازات العظيمة في تاريخ المملكة بأبعاده التي تتجاوز الحصول على شهادة من الدول المتقدمة، فهو منصة الانطلاق نحو المستقبل لأجيال خالية من أزمات الماضي وتراكماته السلبية وأفكاره الضيقة وسهولة استلاب العقول وتشكيلها وقولبتها في بوتقة ضيقة تصممها الوصاية. إنه لا يختلف عن البرامج التغييرية الكبرى التي اتخذتها اليابان بعد الحرب العالمية أو مصر في عهد محمد علي عندما قررت أن يكون الابتعاث برنامجا وطنيا استراتيجيا حصدت ثماره العظيمة بعد حين. إن هذا البرنامج لدينا أهم من كثير من المشاريع والبرامج الأخرى مهما كان مردودها؛ لأنه استثمار في الإنسان الذي يصنع المستقل ويمثل الثروة الحقيقية للوطن، ومهما صرف عليه من ميزانيات، فإنها ليست ترفا أو مسألة ثانوية، بل لتحقيق هدف وطني في غاية الأهمية.

نحن نعي أن كل هذه الحقائق معروفة لدى الدولة، ونعرف أنها تضع الإنسان في أولوية خطط التنمية، والإنسان الذي نريده هو الحائز على أعلى وأرقى درجات العلم، مضافا إليها قيم الحضارة والوعي والإنسانية والثقافة والقدرة على التعامل مع كل مكونات هذا العالم ومتغيراته واشتراطاته، وليس الإنسان المنكفئ على الداخل والمحصور بين جدران البيت. ولذلك نحن نتوق إلى ما يبعث الاطمئنان على أن هذا البرنامج مستمر بمزيد من التسهيلات والدعم.

رابط مختصر :

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …

3 تعليقات

  1. الابتعاث من المرونة إلى التعقيد ؟!

    محمد أحمد الحساني
    سحبت وزارة التعليم ــ حسب ما نشر صحفيا ــ ثلاث صلاحيات كانت ممنوحة من قبل للملحقيات التعليمية الموجودة في دول الابتعاث ، وهي صلاحية التمديد للمبتعثين في حالة عدم كفاية مدة البعثة لإكمال الرسالة واحتياجهم لشهور إضافية للقيام بذلك أو لأي سبب آخر، وصلاحية الترقية ويعني بها تمكين الحاصل على درجة البكالوريوس أو الماجستير المحقق لمستوى مرتفع ولديه الرغبة لإكمال دراسته للدرجة التي بعدها من إكمال مسيرته الأكاديمية ولديه قبول من الجامعات العالمية التي تعترف بها الوزارة، وصلاحية ضم الدارسين على حسابهم الخاص على البعثة في حالة تحقيقهم مستويات تؤهلهم للانضمام للبعثة أو التخصصات المطلوبة في برنامج الابتعاث في الجامعات المعتمدة. وبغض النظر عن الدوافع التي قد تكون وراء قيام الوزارة بسحب الصلاحيات الثلاث المذكورة آنفا من الملحقيات، إلا أنه كان ينتظر من الوزارة إعطاء مرونة أكبر للملحقيات لصالح أبنائنا وبناتنا في الخارج، وإذا كانت هناك بعض الملاحظات أو الحالات التي جعلت الوزارة تقوم بهذه الخطوة “التراجعية” ، إلا أنه كان ينبغي عليها معالجة ما ظهر لها معالجة لا تؤدي إلى تعقيد الأمور ومركزيتها؛ لما يمثله ذلك من ضرر بالغ على المبتعثين في الخارج، وما كان ينبغي لها البناء على حالات محدودة لنقض نظام مرن أعطى الملحقيات صلاحيات طالما صبت في مصلحة عملية الابتعاث، والمبتعث الذي يحتاج لتمديد بعثته شهورا لإكمال رسالته أو بعثته التي اجتهد في إعدادها وصرف فيها سنوات من عمره وصرفت عليه الدولة مئات الآلاف لإكمال دراسته العليا في أرقى الجامعات، هل نقول له توقف من البعثة وراجع الوزارة لتنظر في موضوع التمديد من عدمه؟ لتضيع بذلك شهور مع أن كون الصلاحية بيد الملحق التعليمي المطلع على وضع طالب الدراسات العليا أجدى وأنفع.
    والطالب الذي تكون أسرته قد صرفت عليه عشرات الآلاف لتدريسه في تخصص يحتاجه الوطن، ما الضير من إلحاقه في البعثة عن طريق الملحقية وهو ابنها القريب منها، ولماذا تثقل الوزارة على نفسها باستقبال آلاف ملفات طلبات الالتحاق ما دام أن برنامج الابتعاث فيه متسع ولدى الملحقيات ما تطبقه من شروط على كل دارس راغب في الالتحاق بالبعثة، والأمر نفسه ينطبق على من يرغب في إكمال دراسته العليا وجاء بمستوى يؤهله لذلك، وقد أُعطيت الملحقيات تلك الصلاحيات وهي محل ثقة وما الذي حصل حتى تحجب عنها تلك الثقة؟!.

  2. ستقطف المملكة ثمرة الابتعاث اذا استمر ….

  3. أفضل قرار اتخذ وسيستمر عشرات السنين بأمر الله