حاورت “العربية” السفير السعودي في القاهرة، أحمد قطان، لتسليط الضوء على القمة السعودية – المصرية التي جمعت العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في العاصمة الرياض.
وتحدث قطان خلال الحوار الذي تنشره “العربية.نت” بالفيديو الكامل للقاء، عن الكثير من النقاط المشتركة بين البلدين، والعلاقات بينهما.
وفيما يلي نص الحوار:
بدءاً من نتائج زيارة الرئيس السيسي للسعودية ولقائه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. أطلعنا على أهم نتائج هذه الزيارة؟
في البداية هذا هو اللقاء الثالث بين الزعيمين، الأول عندما كان ولياً للعهد وحضر حفل تنصيب الرئيس السيسي، واللقاء الثاني كان عندما توجه السيسي للرياض لتقديم واجب العزاء في المغفور له جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا هو اللقاء الثالث.
هذا اللقاء تم في ظل ظروف صعبة تمر بالمنطقة العربية وقلاقل واضطرابات في عدد كبير من الدول العربية، فكان لابد أن يجتمع زعيما أكبر دولتين في العالم العربي.
اللقاء بشكل عام كان إيجابيا للغاية تطرق إلى عدد كبير من القضايا الإقليمية والعربية، على رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين، وكيفية دعمها وتطويرها، إلى جانب الموضوع اليمني والليبي والسوري.
الصحف المصرية كان من أبرز عناوينها عن هذه الزيارة، مواجهة محاولات الاختراق، قمة ضد الوقيعة، القمة المصرية السعودية، ترفض محاولات بث الفرقة بين الأشقاء، كلها كانت تركز على هذا الشق أنها محاولات لنبذ الفرقة بين الأشقاء؟
هذه الأحاديث لا أساس لها ولا يمكن أن تحدث أي انشقاقات بين المملكة السعودية وبين مصر، فقد أكد الملك سلمان أنه لن يسمح لأيٍّ كان بتعكير صفو العلاقات السعودية المصرية، نحن نتحدث عن علاقات تاريخية وأزلية، أي توتر أو عدم استقرار في مصر سينعكس على الجميع، والعكس صحيح.
ليس هناك أي صحة لكل ما أثير من وجود حلافات بين السعودية ومصر، ولا أدري من أين طرح هذا الأمر وما هو المستند لإثارة مثل هذه الأمور، ولمصلحة من تثار مثل هذه المواضيع، العلاقة السعودية المصرية كانت وستبقى، وأعتقد أن العلاقة وصلت لمستويات خلال اللقاء سوف أستعرض بعض الأمور الإيجابية التي حدثت خلال الفترة القليلة الماضية بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم.
بالنسبة للملفات التي تم التطرق إليها.. هل نستطيع أن نقول إن هناك تطابقاً في وجهتي النظر حول ملف اليمن؟
ما يحدث في اليمن أمر غير مقبول للمملكة ولا دول الخليج ولا مصر، لن نقبل ولن نسكت على الانقلاب الذي حدث، أمن البحر الأحمر مشترك بين البلدين، اتفقنا على دعم المبادرة الخليجية وتأييد الشرعية في اليمن والحفاظ على وحدة اليمن، لأن ما يحدث الآن قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لن نقبل بها.
وتطابق في وجهتي النظر؟
طبعاً من دون شك.
قرأنا أن هناك وفداً من الحوثيين سيزور مصر؟
غير صحيح على الإطلاق، أنا قمت باتصال بوزارة الخارجية المصرية اليوم، وقبل اتصالي كنت أعلم الإجابة، ما لا يعرفه البعض أن المواطن اليمني يستطيع أن يدخل مصر من دون أي تأشيره، فقد يكون قد وصل البعض من الحوثيين إلى مصر، لكني أؤكد أنه لم يحدث أي لقاء بين أي مسؤول مصري وأحد من الحوثيين.
الملف الآخر هو ملف سوريا.. هل هناك تطابق في وجهتي النظر أيضاً بين السعودية ومصر بشأن التعامل مع هذا الملف؟
أستطيع أن أؤكد لكِ.. نعم نحن مع الحل السياسي للأزمة السورية، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نقبل أن يتعرض الشعب السوري لكل هذه المجازر التي يقوم بها النظام السوري، ولا نزوده بما يمكنه من الدفاع عن نفسه ضد هذه البربرية والوحشية التي يقوم بها النظام السوري، أستطيع أن أقول نعم نحن توافقنا على الأوضاع في سوريا، لكن لابد أن نستمر في دعمنا للشعب السوري للتصدي لما يقوم به النظام في سوريا.
الملف الليبي أيضاً هو خطير بالنسبة للأمن القومي لمصر، خصوصاً بعد ذبح مصريين هناك، طالب الرئيس السيسي بإيقاف أي دعم للإرهابيين أيضاً رفع الحظر عن الأسلحة للجيش اللييي.. كيف ترى المملكة العربية السعودية؟
بشكل عام من دون الدخول مباشرة في الأزمة الليبية، أي شيء يؤثر على أمن مصر، المملكة لا تقبله إطلاقاً، في اجتماع الجامعة العربية الأخير عندما طرح هذا الأمر السعودية كانت من أوائل الدول التي دعمت كل المطالب التي تم طرحها من قبل الجانب المصري، أولاً دعم كامل لما قامت مصر به تجاه الميليشيات الإرهابية داخل ليبيا، مصر من حقها أن تدافع عن نفسها، السعودية تتعاون معها ليس فقط الآن لكن منذ سنوات عديدة في كل الأمور التي تتعلق بمكافحة الإرهاب، ودعت إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وللأسف لم يكن هناك تجاوب كبير من الدول الغربية تجاه هذا الطرح، إلى أن تنبهوا إلى أن السعودية كانت صادقة وأمينة في هذا الملف، ونبهنا أكثر من مرة إلى أن الإرهاب سيصل أوروبا وغيرها من الدول وحدث ما توقعناه، بدأ الآن الالتفات لهذا الأمر، السعودية أيضاً تبرعت لهذا المركز بمئة مليون دولار، تعاون الدول وتبادل المعلومات سيساعد كثيرا في القضاء على هذه البؤر الإرهابية التي تجتاح العالم العربي والدولي بشكل غريب مستغلين الإسلام كواجهة لهم.
الملفات التي تطرق لها خادم الحرمين والرئيس السيسي كانت متعددة.. هل تم التطرق إلى ملف الجيش العربي الموحد؟
لم يطرح هذا الموضوع، أعتقد أن هذه المواضيع ستطرح في القمة العربية القادمة، ونحن بصدد الإعداد لهذه القمة، هناك رغبات من الأمين العام وبعض الدول العربية بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، كل هذه الأمور سيتم طرحها بشكل مفصل خلال اجتماعات المندوبين، سترفع بعدها إلى وزراء الخارجية ثم إلى القمة.
أحب أن أؤكد أن القمة العربية القادمة التي ستعقد في شرم الشيخ في غاية الأهمية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية.
مصر مقبلة على المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، والرئيس السيسي كما صرح لقناة “العربية” أنه يعول على دور المملكة في إنجاح المؤتمر الاقتصادي، ويحتاج من الأشقاء العرب تلبية مبادرة المغفور له الملك عبدالله وحضور المؤتمر الاقتصادي، شكل الوفد السعودي والمشاركة السعودية في المؤتمر.
بشكل عام المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي وقفت بجانب مصر عندما مرت بأزمتها الاقتصادية بعد 25 يناير، المملكة سوف يكون لها دور رئيسي في إنجاح هذا المؤتمر، المشاركة ستكون رفيعة المستوى وهناك عدد كبير من رجال الأعمال سعوديين.هذا المؤتمر سيطرح مشاريع استثمارية ضخمة للغاية وهذا سيساعد مصر إلى خطوات بعيدة المدى للنهوض بالاقتصاد المصري، أنا واثق أن هذا المؤتمر سوف يحقق نجاحاً باهراً.
إجابة حضرتك تؤكد عدم صحة ما يقال إن السعودية تغير سياستها تجاه مصر وترى أن أي دعم سيكون لإنهائيا؟
أنا أتابع باستغراب شديد ما يقال عن تغيير السعودية لسياستها، فهل تغير سياسة دولة خلال أسبوع؟! يجب إعطاؤها المدة الكافية حتى نحكم ما إذا كانت تغيرت سياستها أم لا! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.. ما الدلائل التي ارتكزت عليها وسائل الإعلام المصرية في أن الملك سلمان غير سياسته تجاه مصر، بالعكس في الفترة الماضية حدثت اتصالات تؤكد محبة خادم الحرمين الشريفين لمصر وقيادتها، والملك سلمان معروف منذ شبابه بحبه لمصر، فكيف يغير هذه السياسىة وهي مبنية على العلاقات التاريخية بين البلدين والمصالح المشتركة، فمواقف ملوك السعودية منذ فجر التاريخ هي مواقف ترفع الرأس كلها تنصب لصالح مصر والسعودية والعالم العربي.
نقرأ أن السعودية تغير رسم تحالفتها في المنطقة حتى البعض ذكر أن المملكة ستغير السفير السعودي؟
من الطبيعي أن يتغير السفير السعودي كل فترة، ولكن المؤكد أني باق حتى الآن، نحن نلبي نداء الواجب في أي مكان ولا يشغل هذا بالي كثيرا، ولا ينبغي أن نحكم على سياسة دولة من شهر أو شهرين، وأن علاقة السعودية ومصر تزداد يوما بعد يوم في كل المجالات، وأطلب أن يلتزم الجميع الصمت ممن لا يحبون البلدين، فلن ينجح أحد في تعكير العلاقات، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين خلال لقائه بالسيسي.
كان الرئيس السيسي قد سئل عن تزامن زيارته مع الرئيس التركي، لكنه قال إنها مصادفة هل كانت وساطة؟
زيارة الرئيس أردوغان تصادفت في فترة زيارة الرئيس السيسي، فالرئيس التركي وصل مبكراً للذهاب إلى المدينة المنورة ثم مكة لأداء العمرة ثم إلى الرياض لمقابلة خادم الحرمين، وكان ذلك بعد انتهاء زيارة الرئيس السيسي، علاقات المملكة مع كل الدول يجب أن تكون في صالح الدول العربية وفي صالح الأمن والسلام الذي نتطلع إليه، لن يكون لنا علاقات مع دولة على حساب دولة أخرى، نحن نسعى دائما وأبداً إلى الوفاق والتصالح والتسامح، لم أسمع عن أي وساطة سعودية مصرية تركية خلال وجودي بالمملكة أثناء الزيارة.
وماذا عن المصالحة المصرية القطرية؟
لم نتطرق إلى هذا الموضوع.
والمصالحة مع الإخوان؟
لم نتطرق إلى هذا الموضوع على الإطلاق.
البعض كان يشيد بالبيعة وانتقال السلطة في السعودية هي تقاليد راسخة؟
ما حدث في قصر الحكم في الرياض وقصر اليمامة وكل مناطق المملكة هو ملحمة تاريخية بكل المعايير، أولا دلالة على وفاء هذا الشعب، الشعب أتى ليبايع أحد الرجال الذي يعرفونه عن قرب، الملك سلمان خدم لبده لستة عقود، ما نعرفه عن خادم الخرمين بعد نظره وحكمته، مسلح بذخيرة وحكمة امتدت لعقود طويلة.