بلكنة حجازية صرفة يتعالى صوته في الأزقة مناديا «ياواد إنت طالب وإلا قهوجي، شكلك كدا مكوجي، إيش خرجك أمس من بيتكم.. شفتك تضرب العيال في الزقاق».. كلمات تصدرها رواشين العروس لزوار مهرجان «كنا كدا» على لسان العم عبدالمحسن حسن دوم معلم الكتاتيب الذي يعلم الطلاب قراءة القرآن الكريم والأحرف الهجائية بزيه الشعبي القديم.

دوم قال «لم تكن مهمة المعلمين تقتصر على وقت العمل فقط، بل إنه كان يحاسب طلابه خارجه، ويحقق معهم في اليوم التالي عن أسباب خروجهم المتكرر من منازلهم وعدم استذكار دروسهم بشكل جيد».

وأضاف، كنت طالب كتاتيب وأشعر بالفخر الكبير لتعلمي على يديهم بالطريقة القديمة التي ترسخ المعلومات في ذهن الطلاب، وكم كنت أتمنى أن أصبح معلم كتاتيب إلا أن الزمن تغير ولم تتحقق أمنيتي.

وأعرب عن سعادته بالمشاركة في مهرجان كنا كدا كمعلم كتاتيب، ما مكنه من تحقيق جزء من حلمه القديم وهو تعليم الطلاب بالطريقة القديمة، ففي كل مرة يتقمص الدور يتذكر معلمه ويعيد كلماته التي مازالت ترن في أذنه منذ ذلك الزمن. واستطرد، تعلمت على يد الشيخ علي هلالي وحسن حبيب ومعلم كان يلقب بالـ (مستر) نظرا لتمكنه من نطق اللغة الإنجليزية باقتدار.

سألنا المعلم عبدالمحسن دوم، هل كانت كتاتيب زمان تمارس ضرب الطلاب فأجاب ضاحكاً: الضرب قبل التعليم، حتى يصبح الطالب رجلا يحترم نفسه ومعلميه ويستذكر دروسه بشكل جيد.