ويحظر القانون اليمني و”اتفاقية حظر الألغام” لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد، لكن المتمردين الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك لقوانين الحرب، مما يشكل أيضا خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.

وقتلت الألغام الحوثية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق 140 مدنيا على الأقل، من بينهم 19 طفلا، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، وفقا لما نقلت “هيومان رايتس” عن موقع “مشروع رصد الأثر المدني”، وهو مصدر للبيانات الإنسانية.

وزرعت ميليشيات الحوثي الألغام الأرضية في 6 محافظات على الأقل في اليمن منذ بداية الأزمة قبل 4 سنوات، وقد وسُجل في مديريتَيْ الدريهمي والتحيتا في محافظة الحديدة أكبر عدد من الوفيات المبلغ عنها بسبب الألغام الأرضية في 2018.

وتظهر بيانات “المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام”، الذي ينسق النشاط المتعلق بمكافحة الألغام، أن الجيش الوطني اليمني أزال 300 ألف لغم في جميع أنحاء البلاد بين عامي 2016 و2018.

ووثقت “هيومن رايتس ووتش” سابقا استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.

إعاقة الوصول للمساعدات والمياه

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع، أعاقت وصول المنظمات الإنسانية إلى السكان المحتاجين.

وأدت الألغام أيضا إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، لتحرم الناس من مصادر الغذاء والمياه، مما يؤدي إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية.

وصرحت القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في “هيومن رايتش ووتش”، بريانكا موتابارثي: “لم تقتل وتشوه الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمسّ الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة”.

وتابعت: “منعت الألغام أيضا منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين، الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد”.

وأوضحت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن باحثين فيها زاروا مدينة عدن الساحلية الجنوبية في فبراير 2019، وأجروا مقابلات مع مدنيين أصيبوا بسبب الألغام الأرضية، إضافة إلى مدنيين فارين من المناطق الملغومة، وعمال إغاثة، وأحد مهندسي التخلص من الألغام من المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام.

وأوضحت أن باحثيها حللوا مقاطع الفيديو والصور التي جمعوها في اليمن، واستعرضوا ما نشرته وسائل إعلامية تابعة للميليشيات الحوثية.

وخلصت المنظمة إلى أنها حصلت على أدلة تظهر أن المتمردين الحوثيين زرعوا ألغاما مضادة للأفراد، وأخرى مضادة للمركبات، في المناطق المدنية، وثالثة على شكل صخور وجذوع أشجار.

دعوة إلى المحاسبة

ووجدت “هيومن رايتس ووتش” أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية، على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.

ودعت كلا من فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة، وفريق خبراء مجلس الأمن، إلى التحقيق في استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع.

وأشارت إلى أنه ينبغي لفريق الخبراء، التحقيق بشأن الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.

كما دعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات محددة على جميع الأفراد المسؤولين عن هذه الانتهاكات.