لا يهتم الأمير الشاب محمد بن سلمان بالرغم من أهمية المنصب الذي يشغله، بالظهور عبر وسائل الإعلام المختلفة للحديث عن القرارات المفصلية التي تم اتخاذها في الفترة الماضية، لأنه يؤمن بأن الأعمال والمنجزات يجب أن تتحدث عن نفسها، وهو ما عرف عنه محليا وعربيا وعالميا، كقائد لسفن كثيرة تحمل الخير للوطن والمواطن أمنيا واقتصاديا وتنمويا، مساهما في تعزيز مكانة المملكة إقليميا ودوليا، لا هم له إلا أن تكون بلاده قوية بالله سبحانه وتعالى، ثم بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبما تملكه من مقدرات عسكرية واقتصادية، وبما لها من مكانة إسلامية وهي تتشرف باحتضان الحرمين الشريفين.

وكعادة الأمير محمد بن سلمان الذي عرف بالحكمة والحنكة، اختار أن يكون أول ظهور له في مناسبة لها انعكاساتها الإيجابية على مستقبل الدول الإسلامية خاصة والعالم بصفة عامة، وليبعث رسائل هامة لكل من يحاولون أن يرموا حجرا ليعكروا صفو المياه الراكدة، وبخاصة أولئك الذين يلصقون الإرهاب بالإسلام وهو منه براء، أو أولئك المرجفين الذين يسعون جاهدين إلى كيل الاتهامات للمملكة، كلما أحزنهم أمنها وأمانها واستقرارها، فيذهبون ودون وجه حق إلى القول بأنها تدعم الإرهاب.

وقدم الأمير الشاب الذي تخرج من مدرسة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنموذجا يجب أن يدرس في فن التعامل مع وسائل الإعلام، فجاءت إجاباته على أسئلة الصحافيين المتعلقة بتفاصيل التحالف الإسلامي العسكري بأسلوب مختلف، معتمدا على اللغة الرصينة، والاختصار المفيد، الذي أوصل الرسالة واضحة وصريحة لمختلف أرجاء العالم.

الإعلاميون غادروا مكان انعقاد مؤتمر ولي ولي العهد، وهم يتحدثون عن تعامله الراقي معهم، والأسلوب الحديث الذي انتهجه سموه في الرد على أسئلتهم ولسان حالهم جميعا يقول: «كل كلمة قالها الأمير محمد بن سلمان تغني عن ألف كلمة».