مايو 13, 2024 1:28 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / قصيدة تجيب عصيدة

قصيدة تجيب عصيدة

علي بن محمد الرباعي
عندما كان القرويون يزفون عروسا إلى قرية بعيدة يمرون في طريق عودتهم بعدد من القرى وتقام مآدب ومن طقوس الرحلة أن ترتص الصفوف لأداء العرضة عصرا، واللعب والمسحباني ليلا، ونظرا لظروف المعيشة الصعبة وقلة ذات اليد تتهـرب بعض القرى من لقاء واستقبال العابرين واستضافتهـم، وعندما راحت قرية بعروسها أوصى العريفة الشاعر علي قائلا «تكفى ومدخلي عليك لا تجيب سيرة في قصائدك عن معرفتنا بمرواح مضيفينا بعروس إلى قرية مجاورة لنا بعد شهر كوننا غير متفرغين للضيافة ومشغولين بالصرام» إلا أن شاعر البدع أنزاه والقارعة ما ترحم فقال (مدري متى تعقل سلاطينكم ومتى تجنا) فرد عم علي (متى تجر الساق ويلا عرا ومتى تجنا)، وكان العريفة الموصي ينقر الدف ويقترب من أذن الشاعر وهو يردد (مدري يا علي، مدري يا علي)، وكأنه يقول «ليتني ما وصيتك». وحدثني شيخي محمد بن سفر رحمه الله أنهم راحوا بعروس في قرية بعيدة وكان والد العروس لا يرافقهم فالعرف معتبر ومن العيب عندهم مرافقة ابنته ليلة الدخلة بل يأتي صبيحة اليوم التالي مباركا ومشاركا وأمضوا عند رحيمهم ثلاثة أيام آكلين شاربين مبتهجين فمراسم الزفاف قديما تستمر ثلاثة أيام بلياليهن وأدسم وجباتها الفال (دغابيس ومعرق وسمن)، وأكمل شيخي قائلا «كثرنا بالخير وغادرنا قرية نسيبنا ومررنا بقرى عدة ما أحد طالع فينا أو سأل عنا فالناس في حالة كفاف والعرب مشاغيل»، وأضاف «لما أوشك النهار على الانتهاء ونحن على فطور الصباح جنبنا في رباع واسعة بالقرب من قرية ودقينا العرضة وقال شاعرنا (يا سلامي على الدار النقية، حدنا الليل والخطوة مدية، وإلا فانا نضيف ما نضيف)، فتقاطر جماعة من القرية ورحبوا وسهلوا وذبحوا ثورا وأكرموا اللحى الغانمة ببركة قصيدة، ولاتزال القصائد ترفع وتخفض حتى اليوم وتوفر عصائد وتوقع في مصائد أحيانا، وبفضل الله وبركة دولتنا رجل واحد يقدر يستضيف قبيلة ويدسم شوارب رجالها.. وسلامتكم.

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …