إن الحصول على صور تفصيلية للثقب الأسود في مجرتنا درب التبانة، يتطلب بناء تلسكوب بحجم الأرض، ولاستحالة تحقيق ذلك فعليا، فإن العلماء يعكفون على ربط التلسكوبات المنتشرة في أنحاء الأرض ببعضها البعض لتشكيل ما يطلقون عليه “تلسكوب أفق الحدث” (إيفنت هورايزن تلسكوب)، والذي سيصبح أول أداة على الإطلاق تلتقط صورا تفصيلية بالغة الدقة للثقب الأسود.

ورغم أن حجم الثقب الأسود في مجرة درب التبانة، المعروف باسم “ساغيتاريوس أي ستار”، يبلغ أربعة ملايين مرة حجم الشمس، فإنه صغير جدا على أعين علماء الفلك، وتشبه مشاهدته الوقوف في نيويورك وقراءة التاريخ على عملة معدنية في ألمانيا، أو رؤية تفاحة على سطح القمر من شخص يقف على الأرض، حسب وصف صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.

وإذا نجحت التجربة فسيثبت العلماء للمرة الأولى أن الثقوب السوداء تمتلك “أفق حدث”، وهي الحافة التي لا يمكن منها لأي شيء الهروب، حتى الضوء.

ويهدف تلسكوب أفق الحدث إلى اختبار نظرية آينشتاين عن النسبية العامة، المتعلقة بكيف تأكل الثقوب السوداء وتولد تدفقات نسبية، وإثبات وجود أفق الحدث أو “حافة” الثقب الأسود.

وسيعكف العلماء على توفير أحدث التقنيات لمواجهة تحدي دمج العدد المتزايد من التلسكوبات معا من هاواي إلى أوروبا ومن شمال أميركا إلى تشيلي وإلى القطب الجنوبي لتوفير صور فائقة الدقة والوضوح.

وتزيد دقة تلسكوب أفق الحدث بألف مرة عن دقة صور تلسكوب هابل المعروف، وبالتالي فإنه سيتيح مشاهدة دوامات الغاز في سقوطها الأخير فوق أفق الحدث، قبل أن يبتلعها الثقب الأسود للأبد.

وإذا صحت نظرية النسبية العامة، فإن الثقوب السوداء يجب أن تكون غير مرئية، لأن حتى الضوء لا يستطيع الهروب من جاذبيتها الهائلة، لكن مع ذلك يمكن رؤيتها على شكل ظل مظلم