مايو 3, 2024 1:51 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / شِرْكة السوق

شِرْكة السوق

 
شِرْكة السوق
علي بن محمد الرباعي

كان من عادة القروي حين يشتهي اللحم يشترك مع غيره في ذبيحة، وشركة السوق تظهر في عين المشتري نظيفة وسمينة ولكن عندما يطهوها تتغير لونا ومذاقا وفي أمثالنا (فلان لا تعول عليه كما شركة السوق). صبح ثلة من ربعنا مركز الحكومة في بلجرشي إذ كان لهم مراجعة في دائرة ما، وقرروا أن يتغدوا عند صديق في السهل، ويتعشوا عند قرية من القبيلة، ومع اقتراب الظهيرة قصدوا بيت السهلي وصاحوا من الساحة : يا بو فلان، فجاء الرد من سيدة البيت مرحبة ومسهلة ومؤكدة أن أبا فلان ما غاب إلا بثوبه ونصبت قدرها المملوء بلحم عجل سمين على عودين قرض، واستقربت المهراس والودي ودقت البن المحموس وناولت أحدهم القهوة ليديرها على رفاقه فبدأ كبيرهم بالعلم قائلا: أعلامنا خير والصلاة على النبي، الديرة والأعلام واحدة، في نعمة ونعيم وخير مقيم، الدنيا محكومة ومن حكم نفسه فلا حاكم عليه إلا الله، إلى هذا اليوم المبارك هبطنا وقضينا لزوم وحبينا نمر نسلم على صديقنا اللي ما لقيناه علمنا وسلامتك. فردت السيدة الحصيفة: «حياكم الله وعلمكم ومثل ما عديت ما اخطيت وما يستوي غداكم إلا وصاحب البيت حاضر»، ولم تمر ساعة حتى جاء رب المنزل فضاعف التراحيب ورتب الغداء وأكرم اللحى الغانمة بميسور الله وودعهم مصحوبين بالستر والعافية، وصادهم المغرب في الطريق ودخلوا أول بيت في قرية فاجتمع العريفة ورفاقه متثاقلين وتعذر عليهم توفير ذبيحة، وكل ما خرج واحد منهم صاح في العريفة ( عم محمد ابد لي وأعلمك) وانقضى شطر الليل الأول والجماعة لم يتفقوا على تأمين وجبة عشاء، ودارت الأيام وحضرت قرية المضيفين في قرية الضيوف وإذا بالبخلاء متمنطقين بالمسابت وملوحين بالسيوف فقال الشاعر «في ذا السنة صدت نجوم الربيع، وعاد نبت الفوق في كل ريع، الفايدة يا هل السيوف البريعة، قد أفلحت ومتى تجنا بها»، سيدة كريمة أدت واجب وأعيان عجزوا عن إكرام ضيف.. علمي وسلامتكم.

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …