مايو 8, 2024 9:47 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / سوق رغدان تاريخ وتراث ضائع

سوق رغدان تاريخ وتراث ضائع

 

نايف الخمري

سوق رغدان بكل مكوناته والذي مازالت بعض بقاياه قائمة طمرته رمال التحضر والمدينة والذي كان يُشكل حميمية ودودة يرتبط الاهل ببعضهم من خلاله وكانت تسعد العين بما فيه حيث تختلط البضائع مع بعض الحرف اليدوية ،
فهناك مكان للحبوب والمحاصيل الزراعية والخضار والفواكه وفي مكان أخر الأقمشة والملابس والحبوب بأنواعها والمواشي ،
حيث يتم استغلال خيرات الطبيعة لبيعها فيه ، سوق رغدان الذي عاش التاريخ فيه وحفظ للتاريخ ذكراه العبقة يحتضن بين جنباته بيوت القرية القديمة المميزة جداً ..
حيث تطالعنا هندسة الجمال عمق ودقة البناء في تلك البيوت المطلة على السوق كقيمة ثقافية وتاريخ وحكايات الماضي الأصيل ، انه حب متنامي وشواهد مجد ،
وأنت تتجول في جنبات السوق تشعر بوهج السوق حيث يأخذك الحنين الى الماضي برائحة المكان المختلفة وتتذكر أن المكان يحمل من ألق الذكرى الكثير التي تنبعث منها رطوبة الزمن وأنت تشاهد بعض الدكاكين المتناثرة هنا وهناك والبعض منها تتشابك والتي مازالت محافظة على هيئتها وهيبتها وشواهد عمارة البيوت الملاصقة لها والتي لاتريد أبدا أن يفارقها بالرغم من دوران عجلة الزمن والتي تظل شاهدة على حكايات الماضي وبعضها اضحت بقايا متناثرة على ارجاء المكان والبقية لازالت ملتصقة ببعضها خشية الفراق مما يدل على الحميمية ولكن قد اكتنف المكان الان البنيان الحديث وقد اثرت تلك المباني على هيكلة بناء القرية بمشاركة اجزاء السوق على البيوت القديمة .
فقد كانت الساحة الرئيسة للسوق هي بمثابة ملتقى كبير للاحتفالات والمناسبات وللشيوخ والشعراء والتواصل الاجتماعي لأفراد القبيلة والقرى المجاورة والبعيدة ، والباعة وعابري السبيل الذين امتزجوا في نسيج الباعة في السوق حيث كانت القيم والأخلاق هي منبع التعاملات حيث التسامح الامانة والصدق في التعامل التجاري والمالي وكانت هذه سمة من سمات ذلك الزمن ،،
ولكن مع الاسف الشديد انه لا احد يعرف قيمة التاريخ واهميتة في حياة الشعوب وترقيتها والاهتمام به ودراسته والمحافظة عليه ،
حيث يظل سوق رغدان بموروثة الاصيل مادة للدارسين والباحثين يجب المحافظة عليه كقيمة حضارية للأجيال القادمة لكي تأخذ منه الدروس والعبر للاستفادة منه وتوعية الاجيال القادمة بالاهتمام والمحافظة على هذا التاريخ والإرث الثقافي الحضاري في حياتنا والذي نخشى عليه من الضياع او تغييبه من الذاكرة ،
فقد وجدت ان هناك فريقين الفريق الاول لايعنيه ذلك شيئاً ولا يعرف قيمة التراث والموروث الشعبي فتجده لا يهتم والفريق الثاني والذي يبدو لي جلياً أنه لايفهم استقراء التاريخ حيث يسعى البعض الى الدعوة لهدم تلك المنازل القديمة الملاصقة للسوق وبناء صالات وقاعات افراح ومناسبات على الطراز الحديث ونسف التاريخ ونسيان الماضي بحجة انها ايلة للسقوط وذلك نتيجة لحجم التغير الذي طرأ على حياتنا وعظم التحول الذي وقع على نفوسنا ومجتمعنا .
ولكنها لازالت تتحدى الريح واقفة على الارض بروعتها وجمالها والتي يجب المحافظة عليها ويتم ترميمها وإعادة تأهيلها من جديد مع تأهيل السوق والترويج لها سياحياً ،،
فيحق لنا ان نتباهى بتراث وتاريخ اجدادنا من حيث الاهتمام بالتراث الضائع في حياتنا والذي يحتاج الى التوثيق لما كان يدور في ذلك الزمن الجميل من خلال الرواة الثقاة من كبار السن الذين لازالوا يتمتعون بذاكرة جيدة في أسلوب جذاب ورائع في طريقة السرد لتراثنا الجميل الذي يعاني من الاهمال والتشويه .

 

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …