إيران تعتذر وتتعهد بعدم تكرار الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية في أراضيها وحسن نصر الله يتوعد ويهدد! هل هو تعارض أم غياب تنسيق أم تبادل أدوار؟

في كل الاتهامات تسقط إيران وغلمانها في منطق السياسة الدولية. فالذي أرسل عصابة الباسيج متنكرة للاعتداء على مقر السفارة السعودية في طهران هو نفسه من أوعز لحسن نصر الله بالتهجم على المملكة والتهديد وهو نفسه عاد كالقط المذعور أمام مجلس الأمن متعهدا أن لا يكرر فعلته.

إيران تمارس زواج المتعة مع القانون والشرعية الدولية، تأخذ منه متعتها عندما تريد بعقد محدد المدة لتعود فتتنكر منه ومن كل توابعه سريعا، وهي وإن أقرت به فإن ما ينتج عنه من غلمان غير شرعيين يواصلون مسيرة التجاوز للشرعية، ففاقد الشيء لا يعطيه.

.. أن يكذب إنسان ما فهذا سياق طبيعي لطبائع بعض البشر وربما حالة مرضية عند البعض الآخر إن أوغل في ارتكاب فعل الكذب، لكن أن يعمد كاذب ما على أن يصدق كذبته فهذا وباء قاتل قد أصاب صاحبه.

.. الجندي في دولة ما يسمى الولي الفقيه كما صنف نفسه حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة أوغل في الكذب وأمعن في تصديق ما ينطق به كذبا وبهتانا.

تحدث عن الإعدام كجريمة وحزبه هو المسؤول عن تصفية عشرات القيادات اللبنانية من كل الطوائف لمجرد أنها قالت لا لحزب الملالي. حزبه هو من أصدر أوامر الإعدام بحق المفكرين اليساريين في لبنان فلم تشفع حوزات النجف للمفكر حسين مروة فقتل في منزله رغم أنه قد بلغ في حينه من الكبر عتيا.

تحدث عن السلطة وكيفية صياغتها وقد تناسى أنه يعطل الديمقراطية في لبنان ويصادر نتائج الانتخابات منذ العام 2008 فهو من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية وهو من يمنع الحكومة من العمل وهو من لا يسمح لمجلس النواب أن يجتمع إلا وفقا لرغباته، وكل ذلك ليبقى لبنان ورقة رهينة بيد المفاوض الإيراني تارة في الملف النووي وطورا على مذبح المأساة السورية.

نصر الله وهو يكذب على نصر الله يحلل ويفتي في كل شيء يخدم كذبته الكبرى، هو يرى أن دماء ميليشياته ورفاق الفتنة في نظام الملالي هي دماء حمراء فيما دماء العرب وشعوب المنطقة ماء.