مايو 20, 2024 2:08 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار محلية / ترميم تراث «تمنية» بجهود ذاتية

ترميم تراث «تمنية» بجهود ذاتية

ترميم تراث «تمنية» بجهود ذاتية

ما بين الجبال الشاهقة تحصنت قرى «تمنية» بمنطقة عسير بتاريخها العريق ومبانيها التراثية التي أنشأها الأجداد قبل مئات الأعوام.

وأدرك أبناء القرى أهمية الحفاظ على تراثهم، فعملوا على إعادة تأهيل وترميم المباني القديمة بجهودهم الذاتية، ما جعلها مقصداً سياحياً يتوجه لها العديد من المصطافين والسياح سنوياً.

في مركز القرية تقع ساحة كبيرة يطلق عليها «الحوية»، وتستخدم لاستقبال ضيوف القرية والترحيب بهم، ولا يزال أهالي القرية يحيون هذه العادة في المناسبات الكبرى،

وفي موقع مرتفع عن الساحة تقع «حجرة الجماعة» وهي المجلس الذي يقيم فيه الضيوف، ويحل فيه كبار القرية مشكلات أبنائها، ويصلحون فيها ذات البين، ويناقشون كل ما يخص شؤون قريتهم، عبر اجتماع شهري، ما زالوا يقيمونها حتى الآن، كما يهدف المجلس إلى الحد من هجرة أفراد القرية إلى المدينة، وفي الطابق السفلي من تلك الحجرة تقع «المدافن»، وهي أشبه بالخزن الإستراتيجي للقرية، والمدفن هو حفرة عمقها يصل إلى 3 أو 4 أمتار، وتخزن فيه المحاصيل الزراعية، إذ يخرج كل بيت من المقتدرين في القرية نصف مد من محصول مزرعته ويسلمه لأمين القرية، ويدفن في تلك المدافن الني تمتاز بدرجة حرارة تلائم ما يناسب حفظ الحبوب، وتخرج تلك الحبوب إذا جاء وفود أو ضيوف للقرية، وفي أوقات الحاجة أو الحروب القبلية القديمة التي تُحاصر فيها القرية.

ويحكي العم علي الشهراني تفاصيل الحياة القديمة للناس في القرية، إذ صممت مبانيها بطراز معماري فريد، ويتوسط المباني ممر موحد ولكل منزل في القرية مدخل خاص به، ويوصلهم الممر إلى البئر التي كانت تعتبر مصدر المياه للسكان. وتحتوي تلك القرية الوادعة بطبيعتها واخضرار مزارعها، على مدرسة يعود تاريخها إلى عام 1368 هـ تقريبا، ويقول الشهراني إن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – جاء ليوحد الوطن، ويبث الأمن والرخاء بعد الله، إذ أرسل معلماً سودانياً وكان يدعى الشيخ يوسف، وجمع الله أهل القرية على يديه ونصحهم بفتح مدرسة، وهو ما تم، إذ أنشئت مدرسة تمنية، وتلقى الكثير من أهل القرية تعليمهم فيها. وفي جوار المدرسة، يقع جامع القرية القديم الذي يشير كبار القرية إلى أنه بني في عصر قديم جدا، ويحتوي على بئر لها ميزة خاصة لا تزال تحافظ عليها حتى اليوم – حسب ما يرويه السكان، وهي أن ماءها بارد في الصيف ودافئ في الشتاء، كما تنفرد بعذوبة طبيعية، إثر نقاوة منابع البئر.

وفي جانب تلك القرى، وثق المواطن عبدالهادي بن أحمد آل مهدي تاريخ قريته في متحف تمنية للتراث وهو من المتاحف الخاصة المعتمدة في هيئة السياحة والتراث الوطني، ويزخر بمحتويات جعلته متميزا عن غيره من المتاحف في المنطقة، كالدكان القديم، والألعاب الشعبية القديمة، والخناجر، والعملات الورقية القديمة في عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد – رحمهم الله –، والآلات الموسيقية العتيقة، إضافة إلى المخطوطات من المصاحف المخطوطة والمطبوعة ونسخة من التوراة، وحلي النساء، والأدوات الدراسية القديمة، وفي الطابق الثاني منه، يتيح تصميم المتحف للزائر أن يعيش ما كان يعيشه السابقون من الأجداد، إذ يحاكي تصميه الطراز المعماري القديم بمنطقة عسير.

شاهد أيضاً

حرس الحدود يتدخل لإنقاذ 4 مواطنين احترق قاربهم في عرض البحر

 صرّح المتحدث الإعلامي لقيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، الرائد عمر الأكلبي، أن الدوريات البحرية تلقت …