أصدر الأمير الوليد بن طلال بياناً اليوم (الأربعاء) حمل عنوان “خطاب إعلان الهبة”، جاء مفصلاً لإعلانه التبرع بمبلغ 32 مليار دولار يمثل كامل ثروته للأعمال الخيرية والإنسانية في المملكة ودول العالم خلال السنوات المقبلة، ومبينا الأسباب التي دعته إلى ذلك.
وأوضح الوليد في بيانه أن ما أقدم عليه من إعلان التبرع يأتي تنفيذاً لحلم راوده منذ شبابه وصرح به لعدد من المقربين لديه منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، مشيرا إلى أنه تمنى خلاله المساهمة في القضاء على قلة ذات اليد في المجتمع المحلي والدولي، فلا يبقى من يشتكي من الفقر أو يعاني من ويلاته، أو على الأقل الحد من عدد المحتاجين، فيُصبِح وقد رأى أغلب الناس لا يحتاجون إلى المساعدة على الأقل في متطلبات الحياة الأساسية.
وتابع أنه إن كان من حق كل شخص أن يتساءل: لماذا يفعل الوليد ذلك؟ فإن جوابه هو أنه أتيح له ما لم يُتح لغيره من الاطلاع على أحوال كثير من الشعوب والوقوف على ما يعانونه من شدة الحاجة من خلال جولاته المحلية والإقليمية والعالمية ولقاءاته مع قيادات الدول والمجتمعات، مضيفا “إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا تخفى وما تخلفه الحروب والكوارث الطبيعية في المجتمعات من آثار سلبية على الأنفس والأموال تتطلب تكاتف جهود كل المقتدرين للوقوف مع الشعوب لتنهض بمجتمعاتها وتبني أوطانها في شتى المجالات المادية والمعنوية”.
وأردف: “لذا فإني أرى أنه قد حان الوقت لأشارك بكل ما أستطيع في دعم المجتمعات عن طريق مؤسستي (الوليد للإنسانية) والتي بدورها تعمل على إطلاق المشاريع ودعمها في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس”.
وتعهد الوليد بأن تكون الأولوية في إنفاق هذا التبرع للمملكة وأهلها، كون هذا الرزق جاءه من الله تعالى في هذه البلاد المباركة، فيما سيمتد العطاء لخارجها بحسب الأنظمة واللوائح التي تنظم العمل الإنساني، مؤكدا ابتغاءه في ذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة.
حيث أعلن الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة ، والملياردير الشهير عن تبرعه بكامل ثروته للأعمال الخيرية عبر وضع جميع ما يملك من أموال وأسهم وأصول في وقف خيري يستطيع أن ينفق على أعمال خيرية في السعودية ودول العالم لا سيما عند وقوع الكوارث لا سمح الله.
والمعروف عن الوليد بن طلال – الذي يعقد خلال إعداد هذا التقرير مؤتمرا صحافيا – والذي يبلغ من العمر 60 عاما أنه يملك أسهما في عدة شركات مساهمة يتداول بعضها في سوق الأسهم السعودية، وله اسهامات خيرية بين الحين والآخر في أكثر من بلد وسبق أن نشرت وسائل إعلام محلية ودولية عن مساهماته الخيرية.
وبلغ حجم ملكية الوليد بحسب إغلاق أمس الثلاثاء 30 يونيو في سوق الأسهم السعودية بشكل مباشر والغير مباشرة 78.6 مليار ريال، حيث يملك 95% من أسهم شركة المملكة القابضة ، و6.23% في “التصنيع” عبر شركة المملكة و29.9% في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والتي تمتلك بدورها 42% من الشركة السعودية للطباعة والتغليف.
ويعد الوليد من أكبر المستثمرين في العالم، حيث صنفته مجلة فوربس الأمريكية عام 2014 كأغنى الأثرياء العرب بثروة تجاوزت 20.4 مليار ووضعته في الترتيب الـ 30 على مستوى العالم وهو ما أغضب الوليد ودفعه إلى رفع قضية ضد المجلة قبل أن تنتهي بالصلح. ويعتقد الوليد أن المجلة بخسته حقه وأن ثروته تتجاوز هذا الرقم فيما كانت قد وضعته في الترتيب 22 بين أغنياء العالم بثروة تقدر بـ13.3 مليار دولار عام 2009 وفي عام 2010ارتفع ترتيبه إلى الترتيب 19 بين أغنى أغنياء العالم بثروة تقدر بـ 19.4 مليار دولار. بينما قالت مجلة أربيان بيزنس أن ثروة الوليد بن طلال تتجاوز الـ 28 مليار دولار (105.3 مليار ريال) وهو ما أهله لأن يكون أثرى أثرياء العرب بلا منازع عام 2014 وللمرة الـ 11 على التوالي، فيما احتلت وفقا للتصنيف عائلة العليان المرتبة الثانية وبفارق شاسع بـ 12 مليار دولار (45 مليار ريال).
وينشط الأمير الوليد في قطاعات استثمارية متباينة تتقدمها الفنادق العالمية، التي يمتلك حصصاً مختلفة فيها، كما ينشط في قطاع الإعلام إذ يمتلك شركة روتانا للإنتاج الفني واشترى حصصاً في شركات: نيوز كورب وسي أن أن وفوكس التي تهتم بالأخبار، كما له استثمارات في القطاع التقني أهمها في شركات: أبل، وإي باي، وتويتر.
ويمتلك الأمير واحد من أهم الأبراج الشاهقة في السعودية وهو برج المملكة في الرياض، ويبنى حاليا في جدة برج سيكون عند انتهاءه عام 2017 أكبر برج في العالم. وتأتي خطوة الوليد بالتبرع بثروته ضمن خطوات سبقه عليها أثرياء عالميين، حيث نقلت الصحافة العالمية مطلع العقد الحالي تقاريرا تشير الى أن مئات المليارديرات الأمريكيين وعائلاتهم قرروا التخلي عن نصف ثرواتهم لمنظمات خيرية، في مبادرة اتخذها الميليارديران بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت ووارن بفيت وهو كبار المستثمرين في مجال البورصة.
وتضم مجموعة الأثرياء العالميين التي وافقت على تعهد مؤسس شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية تيد ترنر وعمدة نيويورك مايكل بلومبرج ومؤسس شركة اوراكل لاري اليسون والمخرج جورج لوكاس. واطلق على هذه المبادرة اسم “تعهد العطاء” وتهدف الى اقناع اكبر عدد من كبار الاثرياء بالتبرع بأكثر من نصف ثرواتهم لجمعيات خيرية، وقد قال عنها بفيت وجيتس ان التعهد هو بمثابة التزام اخلاقي ولا تنطبق عليه مواصفات القضائية للعقود.
ومن بين هؤلاء المليارديرات بول آلين الذي يعتبر أحد مؤسسي ميكروسوفت، لورا وجون أرنولد، مايكل بلومبيرغ وهو رجل أعمال أمريكي من أصول يهودية شرق أوروبية، مؤسس شركة بلومبيرج المحدودة وعمدة مدينة نيويورك السابق، بالإضافة الى وارن بافت ويعرف علي أنه رجل أعمال وأشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك, رئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي وهو ثالث أغنى أغنياء العالم لعام 2014 حسب مجلة فوربس الإمريكية بثروة 65.6 مليار دولار أمريكي بعد أن كان أغنى رجل بالعالم لعام 2009 بثروة 40 مليار دولار.
باتريك سون شيونغ، هو رجل أعمال وطبيب ومحسن أمريكي من أصول جنوب إفريقية وصينية، يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة “شان سون شيونغ، يعتبر أغني طبيب في أمريكا وهو منضم إلى القائمة. كذلك مليارديرات العقارات والإنشاءات ايلي برود وجون دوير بالإضافة الى زوجته آنا دوير، كذلك من بينهم مارك زوكربيرج مؤسس موقع فيسبوك الاجتماعي، الذي يعد أصغر ملياردير في العالم ويحتل المرتبة 35 في قائمة أغنى 400 شخص في الولايات المتحدة حيث قدرت ثروته بحوالى 6,9 مليارات دولار تعهد بالتبرع بنصفها.
فضلا عن الخبير المالي كارل إيكان، ومؤسس شركة أمريكا أون لاين “ستيف كيس”.ومن بينهم الملياردير “ديفيد جرين” مالك سلسلة “هوبي لوبي جرين ستورز”، والممثلة ميشيل تشان التي تنحدر من أصول صينية ولاري اليسون الملياردير الامريكي الذي اسس شركة اوراكل ويعد حاليا خامس اغنى رجل في العالم فتقدر ثروته ب43 مليار دولار, ومنهم أيضا بارون هيلتون وريث سلسلة هيلتون للفنادق، جون وكارين هانتسمان.