تحرص ألمانيا دائما على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع السعودية، في جميع الميادين السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، كما تتطابق آراء الرياض وبرلين أيضا حيال قضايا وأزمات المنطقة، وضرورة إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، ولجم الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية للنظام الإيراني، وهذا ما أكدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كل المناسبات: «إن العلاقات السعودية – الألمانية ليست وليدة اليوم، وإنما تعود لعقود ماضية»، وأن بلادها حريصة على إحلال السلام في الشرق الأوسط.وعندما تزور المستشارة الألمانية انجيلا ميركل غداً (الأحد) السعودية، فإنها لن تؤكد على تعزيز هذه الشراكة فقط، بل ستحرص على إعطائها دفعة قوية للأمام للمدى الطويل، وتكثيف التعاون السعودي – الألماني الذي سينعكس حتما على تطوير العلاقات السعودية – الأوروبية؛ بهدف التوصل إلى أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، من خلال إيجاد حلول دائمة وعادلة لأزماتها، ومكافحة الإرهاب وإقامة شرق أوسط آمن، بعيدا عن الإرهاب.

وبحسب مصادر ألمانية، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستبحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سبل تطوير الشراكة بين البلدين، وتنسيق الإعداد لقمة العشرين المزمع عقدها في هامبورغ في السابع والثامن من يوليو القادم، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمتان السورية واليمنية، وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأشارت مصادر «عكاظ» إلى أن الملك سلمان سيقيم حفلة تكريمية للمستشارة الألمانية ميركل والوفد المرافق لها. كما سيجري الوزراء المرافقون للمستشارة الألمانية اجتماعات مكثفة مع نظرائهم السعوديين حول تعزيز الشراكة بين البلدين.

وقال مصدر ألماني رفيع في تصريحات إلى «عكاظ»: إن ألمانيا حريصة على العمل مع السعودية لإحلال السلام العادل في المنطقة واجتثاث الإرهاب من جذوره، مشيرا إلى أن العلاقات بين المملكة وألمانيا شهدت على الصعيدين السياسي والاقتصادي زخما كبيرا، وهو ما انعكس في تبادل الزيارات بين المسؤولين في كلا البلدين، للتعرف على وجهات نظر كل طرف حيال عدد من القضايا الدولية والإقليمية، فضلا عن تعزيز العلاقات، خصوصا في مجالات فتح التحالفات الاستثمارية وفق الرؤية السعودية 2030. وتابع قائلا: «ألمانيا تعتبر السعودية شريكا وحليفا في المنطقة، يمكن الوثوق به، كما أن البلدين يمكنهما العمل لإحلال السلام في المنطقة».