فالسلطة الشرعية بسطت سيطرتها في المنطقة، وأفقدت التنظيم الإرهابي مصادر تمويله ومعاقل كان يتمركز فيها لفترة طويلة وأعادت إلى سكان المدينة حريتهم.

وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا في المكلا جنوبي اليمن، كما عاد العمل في ميناء المكلا للمرة الأولى منذ عام، في حين يتوقع إعادة افتتاح مطار المدينة بعد توقفه عن العمل.

ويقول الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، ماهر فرغلي، إن النصر الذي حققته قوات التحالف العربي في المكلا يعد نصرا استراتيجيا، مضيفا أن “تحرير المكلا يعد رسالة واضحة للحوثيين وصالح أن التحالف العربي يكافح التطرف والإرهاب”.

وأوضح فرغلي أن “التنظيم سيلجأ إلى الخلايا السرية وسينتهج حرب العصابات بعد الهزيمة القاسية في المكلا”.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، علي الخلاقي، إلى أن “فزاعة القاعدة التي كانت في يد صالح لا تعد كونها عناصر مدسوسة من الحرس الجمهوري الموالي لصالح وهي تنظيمات إرهابية هشة، ولا تعدو كونها أساليب ابتزاز استعملها صالح لتهديد اليمنيين والإقليم بدعوى مكافحته للإرهاب”.

وشدد الخلاقي على ضرورة دعم قوات التحالف العربي في مسعاها لمكافحة الإرهاب في اليمن، مشيرا إلى أن المكلا ستكون بمثابة نقطة انطلاق لتحرير المناطق الجنوبية من براثن القاعدة.

فأهل المكلا اليوم، يودعون حقبة سوداء مرت بهم، ويأملون ان يعم ذلك مناطق أخرى في اليمن لا تزال ترزح تحت سطوة الإرهاب، إذ لم يعد يخفى على أحد استخدام جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح لورقة القاعدة لبث الفوضى في البلاد وإطالة أمد الأزمة.

فالمكلا، لن تكون المحطة الأخيرة للقوات اليمنية والتحالف العربي، العازمة على اجتثاث الإرهاب من أرض اليمن بشقيه من إرهاب داعش والقاعدة وإرهاب المتمردين الحوثيين وأعوانهم.

من جانبه، أكد قائد القوات الإماراتية في حضرموت، العميد مسلم الراشدي، أن “تحرير مدينة المكلا اليمنية من قبضة تنظيم القاعدة يعتبر نصرا استراتيجيا ليس لأهل اليمن والخليج فقط، بل للعالم أجمع”.

وقال قائد المنطقة العسكرية في المكلا، اللواء فرج سالمين، إن “أهالي المدينة عانوا من إرهاب تنظيم القاعدة، وإن القوات الشرعية مدعومة بالتحالف كان لا بد لها من التدخل لإنقاذ اليمنيين”.

وأوضح محافظ حضرموت، أحمد سعيد بن بريك، أن “المعركة المقبلة هي معركة البناء وإغاثة النازحين وأن هناك خططا يتم إعدادها من أجل تنفيذ خطط تنموية في المكلا”.

ومع احتفال الجيش اليمني جنبا إلى جنب مع قوات التحالف باستعادة الشرعية ودحر التنظيم المتطرف، يتطلع الكثيرون إلى هذه التجربة الخليجية التي مثلت منعطفا في تاريخ مواجهة التنظيمات الإرهابية.