فقد كتبت صحيفة غارديان في افتتاحيتها أنه في الوقت الذي تستعد فيه اليونان لإجراء استفتائها حول رأي اليونانيين في الإجراءات المالية والإصلاحات التي اقترحها الدائنون على حكومة أثينا الأسبوع الماضي، فإن الرهانات عالية لمشروع أوروبا الموحدة.

وترى الصحيفة أن التعقل يجب أن يسود في هذه الظروف ويجب على من بيدهم الأمر أن يتفكروا مليا في كيفية وصول الوضع إلى هذا الحد من السوء، وأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق في اللحظة الأخيرة بين اليونان ودائنيها فإن الشيء الوحيد المرجو هو الحد من الأضرار الجسيمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن انفصال اليونان عن منطقة اليورو، ناهيك عن الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يؤثر كثيرا على أوروبا في لحظة هي أحوج ما تكون فيها إلى التضامن. وختمت بأنه مهما كانت نتيجة الاستفتاء اليوناني فإنه يجب عدم السماح لأوروبا بتدمير نفسها ويجب وضع حد لسياسة حافة الهاوية إذا قدر لمشروع أوروبا الموحدة والمسالمة البالغ من العمر 60 عاما أن يتراجع عن الحافة.

“انفصال اليونان عن منطقة اليورو، ناهيك عن الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يؤثر كثيرا على أوروبا في لحظة هي أحوج ما تكون فيها إلى التضامن”

ومن جانبها ذكرت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها أن أزمة الديون اليونانية تتعلق بما هو أكبر بكثير من انعدام المسؤولية المالية وأن قارة بأكملها على المحك، وأن اليونان، وليس بريطانيا، قد تصير الدولة الأولى التي تغادر الاتحاد الأوروبي وما لهذا الخروج من آثار كارثية على اليونانيين والاتحاد الأوروبي والعالم.

وأوضحت الصحيفة أن من الآثار الكارثية على الشعب اليوناني أنه سيترك نهبا لشياطينه السياسيين وعدم الكفاءة الإدارية وسيواجه مستقبلا بائسا ويمكن أن يصبح جزءا من نصف دائرة من التطرف السياسي والاضطرابات التي تصل بالفعل إلى جميع أنحاء شرق البحر المتوسط من البلقان إلى ليبيا.

وأضافت أن خروج اليونان سيكون أيضا علامة الانهيار الأول لعملية التضامن والتكامل الأوروبي التي بدأت منذ أكثر من ستين عاما.

وفي السياق نبهت افتتاحية تايمز إلى ضرورة أن تعطي الأحزاب اليسارية في أنحاء أوروبا أهمية كبيرة للكارثة الواقعة في اليونان، وانتقدت الصحيفة حزب رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس سيريزا اليساري الذي وصفته بالتطرف وبأنه سبب وصول اليونان إلى هذا الفقر المدقع والعزلة.

وقالت الصحيفة إن الميزة الإيجابية الوحيدة لهذا السجل الكئيب هو الدرس الذي يعطيه بشكل واضح للناخبين في اقتصادات منطقة اليورو الأخرى وهو أن جاذبية علم الاقتصاد الشعبي ليس مجرد مغالطة فكرية بل تهديد مباشر لرفاهية بلادهم ومستويات معيشتهم.

المصدر : الصحافة البريطانية