• صالح الزهراني (جدة)
قال رجال أعمال إن المملكة خسرت بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، رائد التنمية المتوازنة التي تهدف لرفاهية المواطن في مختلف المناطق، مؤكدين أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) يتمتع برؤية استشرافية للمستقبل الاقتصادي، كان من ثمارها دخول المملكة عصر المدن الاقتصادية من أجل تقليل الاعتماد على النفط الذى يعاني من هزات كبيرة يمكن أن تؤثر على موثوقية وثبات المشاريع التي تمس حياة المواطنين.
تنويع القاعدة الإنتاجية
في بداية الحديث يقول رجل الأعمال صالح بن علي التركي إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) تمتع برؤية استشرافية للاقتصاد السعودي وراهن على أن تكون المدن الاقتصادية رافدا اقتصاديا تنمويا لتنويع القاعدة الإنتاجية في المملكة، مشيرا إلى أن الاقتصاد حاليا في أمس الحاجة لتبدأ هذه المدن العمل على نطاق واسع بعد التغلب على الصعوبات المعتادة في بداية الانطلاق.
وقال إن هذه المدن والتي تشمل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة الأمير عبدالله بن مساعد في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة بالمدينة المنورة ستستقطب استثمارات ضخمة وستكون رافدا لدعم الاقتصاد الوطنى لاسيما إذا ركزت على المزايا النسبية وطبيعة المنطقة المقامة بها.
وأشار إلى أنها تمثل قناة هامة وضرورية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والوطنية فضلا عن تحفيز البيئة الاستثمارية للاستفادة من حجم السوق السعودي الكبير، والقدرة الشرائية العالية به، ويبرز اهتمام الملك عبدالله (يرحمه الله) بكل ما يهم الوطن والمواطن من خلال ما حققته قطاعات التنمية في المملكة من نجاح وما وصلت إليه من تقدم يمكن ملاحظته بوضوح من خلال رصد للعطاءات والإنجازات للقطاعات الحكومية والإدارات بإحصاءات وبيانات تجسدها لغة الأرقام بصورة مشرفة.
وواصلت المملكة تحقيق النجاح في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بدول متقدمة في هذا المجال وقفزت المملكة في التصنيف السنوي لتنافسية بيئة الاستثمار، إلى مراكز متقدمة.
وأضاف أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد خير خلف لخير سلف، مشيرا إلى أن العطاء سيتواصل في المرحلة المقبلة في ظل الاستقرار الذى يعيشه الوطن بفضل التلاحم بين القيادة والشعب.
والتقط الحديث رجل الأعمال محمد عبدالقادر الفضل مشيرا إلى أن الملك عبدالله (يرحمه الله) وفي إطار رؤيته لضرورة تكريس التنمية الشاملة من أجل ضمان استقرار أبناء مختلف المناطق بها طالب بزيادة المشاريع الخدمية في المناطق الحدودية وإقامة جامعات بها لاستقطاب الدارسين من أبنائها بدلا من السفر إلى جدة والرياض، كما أطلق سلسلة من المدن الصناعية والاقتصادية من أجل ضخ الاستثمارات في جازان ورابغ والمدينة المنورة وحائل مما يسهم في توطين الاستثمارات وزيادة فرص التوظيف. وأعرب عن تطلعه في أن تسهم عند الانتهاء منها في توفير أكثر من مليون فرصة عمل.
وقال إن من حق كل مواطن سعودي أن يفتخر ويعتز بما وصل إليه هذا الوطن العزيز من بناء وتطور حضاري شمل كل أوجه الحياة، وكان نصيب الإنسان السعودي من هذا التطور والبناء كبيرا، حيث آمن الملك عبدالله (رحمه الله) بأن بناء الإنسان السعودي وتطويره هو الأساس الذي سترتكز عليه مسيرة بناء الوطن، مشيرا إلى أن منجزات بلادنا، متعددة يصعب حصرها، ومن المهم أن يعرف أبناؤنا هذه المنجزات، وكيف تحققت، ليحافظوا عليها والمشاركة الفعالة في تكملة مسيرة البناء حتى تتحقق الأهداف التي يتطلع إليها الجميع.
وأضاف الفضل بأن الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، يتمتع بحنكة وقدرة كبيرة على السير قدما نحو إكمال مسيرة التنمية والبناء في المرحلة المقبلة في ظل الاستقرار الذي تعيشه المملكة بفضل التلاحم بين القيادة والشعب، وقال إن الملك سلمان كان شريكا لأخيه الملك عبدالله (رحمه الله) في مسيرة الإنجازات السابقة والتي ستتواصل بعون الله.
الإنفاق من أجل الرفاهية
ولفت نائب رئيس غرفة جدة زياد البسام إلى تحسن كبير في مشاريع البنية التحتية في مختلف المناطق بفضل الإنفاق الحكومي الكبير على هذه المشاريع، مشيرا إلى أنه يحسب للملك عبدالله إصراره على زيادة الإنفاق الحكومي من أجل رفاهية المواطنين، حتى رغم تراجع النفط بنسبة 50 %. وقال «ميزانيات العالم في 2015، تراجعت مؤخرا بعد انخفاض النفط، إلا أن فقيد الوطن أصر على زيارتها إلى 860 مليار ريال بدلا من 855 مليارا في العام الماضى. وأشار إلى أهمية المضي قدما في هذه السياسة في المرحلة المقبلة من أجل دعم شرايين الاقتصاد الوطني في مختلف المناطق»، ودعا المستثمرين إلى ضرورة التوجه إلى المناطق الأقل نموا من أجل الاستفادة من الميزات النسبية للاستثمار بها، وأبرزها تسهيلات الحصول على القروض والأراضي.
وقال إن المملكة وبقيادة حكيمة من الملك عبدالله (رحمه الله) استطاعت أن تتجاوز الكثير من الأزمات ومنها الأزمة الاقتصادية العالمية والموجة الثانية من الأزمة التي تفجرت في اليونان ثم بدرجة أقل في إسبانيا وبعض دول أوروبا، لافتا إلى نجاح سياسة المملكة بقيادة الملك عبدالله في ضخ المزيد من القوة للاقتصاد الوطني من خلال التوسع في الإنفاق الحكومي الذي أسهم في تعزيز دورة الاقتصاد وتنشيط القطاع الخاص.
مواصلة العطاء
من جهته، قال الدكتور عبدالله بن محفوظ إن ما تحقق للوطن من نهضة حضارية ومنجزات تنموية وإنسانية رائعة وما بلغته المملكة من مكانة عزيزة خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى مسيرة البناء والتخطيط السليم لتصبح المملكة منارة للحضارة والتطور العصري الحديث والنهضة الاقتصادية الشاملة قادها الملك عبدالله (رحمه الله).
وقال ابن محفوظ إن الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) خير خلف لخير سلف، مشيرا إلى أن العطاء سيتواصل في المرحلة المقبلة في ظل الاستقرار الذي يعيشه الوطن بفضل التلاحم بين القيادة والشعب، وقال إن الملك سلمان كان شريكا لأخيه الملك عبدالله في مسيرة الإنجازات السابقة والتى ستتواصل بعون الله. ودعا إلى استمرار الجهود في المدن الاقتصادية من أجل إطلاقها بكفاءة عالية، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة التركيز على مشاريع البنية التحتية أولا لتهيئة المجال للمستثمرين للانطلاق نحو الإنتاج بصورة مباشرة.
جل اهتمامه للوطن والمواطنين
وشاركنا الرأي رجل الأعمال خالد المبيض قائلا إن «الملك عبدالله – رحمه الله – أولى جل اهتمامه لمصالح الوطن والمواطنين، وحقق بفضل الله منجزات ضخمة ومعدلات تنموية عالية في مختلف مجالات الحياة»، لافتا إلى أن قيادة المملكة الرشيدة تعمل دوما من أجل تكريس الأمن والاستقرار للوطن والأمتين العربية والإسلامية، ولا تدخر وسعا من أجل أن تظل راية الأمة عالية خفاقة، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي سيدخل فترة جديدة من النمو والتنوع في قاعدته الإنتاجية، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله الذي يتمتع برؤية ثاقبة وثقافة عالية.
وأضاف رئيس لجنة النقل في غرفة جدة سعيد بن علي البسامي أن الملك عبدالله (رحمه الله) واصل خلال العقد الماضي جهود المخلصين الذين سبقوه لتحقيق منجزات حضارية امتدت إلى كل مناطق المملكة، وغطت كل الميادين الاقتصادية والتعليمية والصناعية والطبية وغيرها من المجالات، فاقت كل حدود التصور، وتجاوزت كل حسابات الواقع لأنها بمقياس الزمن تتخطى كل المعدلات، وأصبحت المملكة دولة عصرية تواكب تطورات الزمن وتتحدث بلغة التطور العلمي والتقني الذي يعيشه العالم الحديث في وقتنا الحالي.
ودعا الجهات المعنية لمواصلة العمل مع الشركاء الأجانب والمستثمرين من القطاع الخاص لترجمة حلم الملك عبدالله (يرحمه الله) برؤية الاقتصاد السعودي متنوعا وقادرا على الصمود أمام أي هزات، وهو ما يتحقق حاليا على أرض الواقع ولله الحمد.
ويؤكد البسامي أن العطاء ونمو الوطن سيتواصل بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ رعاه الله ـ الذى يتمتع مثل إخوانه الكرام الذين سبقوه بالحكمة وبعد النظر، والمتابعة الدقيقة لمختلف الملفات.
وأضاف رجل الأعمال مقبول بن عبدالله الغامدي أن المتابع لميزانية المملكة للأعوام الماضية ويتمعن في الأرقام يلاحظ بأن اقتصاد المملكة حقق مكانة قوية وقادر على استيعاب التغيرات السلبية التي ألمت بالاقتصادات العالمية جراء الأزمة المالية العالمية، وهو ما يثبت سلامة النهج الاقتصادي الذي يتبناه الملك عبدالله (رحمه الله)، مشددا على أنه نهج رصين حرص على تدعيم أركان اقتصادنا الوطني وتعزيز جذوره كاقتصاد حقيقي يملك عوامل القوة والقدرة على امتصاص الأزمات المحيطة بالاقتصاد العالمي، والتعامل بكفاءة ومرونة مع ما حملته التحديات الاقتصادية العالمية.
رفع شعار التنمية المتوازنة
ولفت رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة خالد بن عبدالعزيز الغامدي إلى أن المملكة شهدت لفترة ليست بالقصيرة تركيزا في المشاريع والخدمات على مستوى كافة المناطق وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على رفاهية واستقرار المواطنين بها. وقال إن الملك عبدالله (رحمه الله) سعى إلى تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية، والنهوض بالوطن من خلال التنمية المتوازنة التي انطلقت مشاريعها في كل أنحاء البلاد، مشيرا إلى إحدى زيارته (رحمه الله) التاريخية لمنطقة جازان رافعا شعار التنمية المتوازنة، من أجل الارتقاء بأوضاع المناطق الأقل نموا مثل جازان والشمالية وحائل وغيرها، وقد أثمرت هذه السياسة عن إطلاق سلسلة من المشاريع التنموية في هذه المناطق لتسهم بعد اكتمالها في رفع المستوى المعيشى للمواطنين بصورة كبيرة.