«فقدت 5 من أفراد أسرتي ورغم إصابتي في قدمي إلا أن حرصي على حياة ابني أنساني الشعور بالألم ودفعني للخروج زحفا من داخل المسجد».. بهذه الكلمات بدأ رضا غزوني «أحد المصابين في تفجير بلدة القديح» في رواية تفاصيل اليوم الدامي الذي شهد تفجير مسجد علي بن أبي طالب خلال صلاة الجمعة.
يقول غزوني (30 عاما): اعتادت أسرتي على الاجتماع في يوم الجمعة في موقع محدد من المسجد لأداء الصلاة، وفي الركعة الثانية لم أشعر سوى بهول الانفجار يهز أرجاء المسجد الذي كان داخله ما يقارب 300 مصل، ودفعتني قوة الانفجار إلى احتضان ابني (8 أعوام) لحمايته من الشظايا.
وأضاف: حرصي على حياة طفلي أنساني إصابتي في قدمي فلم أستطع الخروج من المسجد سوى زحفا جراء الكسر الذي أصبت به، مشيرا إلى إصابة طفله بشظايا في فخذيه حيث تمت معالجته في مستشفى الزهراء ويرقد في المنزل حاليا وحالته مستقرة إلا أن وضعه النفسي متدهور نظرا للمشاهد المأساوية التي شاهدها.
وذكر رضا (الذي يعمل مدربا في قسم التسويق بالكلية التقنية بالقطيف) إن التفجير الإرهابي أودى بحياة 5 أشخاص من أسرته وهم شقيقه يوسف الغزوي (30 عاما) متزوج ولديه ابن وابنة، وابن أخيه محمد حسن غزوي (15 عاما)، وعلي صالح الغزوي (11 عاما)، وعيسى أحمد غزوي (30 عاما) متزوج ويعمل مدرسا ولديه ابنة واحدة، وسعيد إسماعيل غزوي (30 عاما) موظف.
وقال حسين العنكي (36 عاما): أدى الانفجار إلى إصابتي بكسر مضاعف في الرجل اليمنى حيث إنني كنت أقف في الصف الأخير لحظة الانفجار.
وأضاف: منعتني قوة الانفجار من الوقوف على قدمي ما اضطرني إلى الزحف والدماء تنزف مني للوصول إلى الباب الخارجي للمسجد.
وأكد العنكي (متزوج ولديه 3 بنات: زينب، زهراء، فاطمة) أن الإرهابي قصد الجهة الشمالية من المسجد لتفجير نفسه، الأمر الذي يفسر كثرة الشهداء المصلين في تلك المنطقة القريبة من الانفجار.
وأشار إلى أنه نقل في البداية إلى مستشفى الزهراء الأهلي، حيث أجريت له عملية جراحية لإزالة الشظايا من الرجل، بالإضافة إلى تركيب شرائح معدنية في الرجل بعد تهشم العظم بشكل كامل، لافتا إلى أن مستشفى الزهراء عمد على تحويله مساء أمس الأول (السبت) إلى مستشفى القطيف المركزي بعد استقرار حالته الصحية.
فيما يرقد بجانبه في الغرفة نفسها مصاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو نبيل الخاطر البالغ من العمر 40 عاما تقريبا، حيث أصيب في رجله اليمنى.
وقال الخاطر «أحرص على أداء صلاة الجمعة في مسجد علي بن أبي طالب وفي ذلك اليوم كنت أقف في الصف الثالث أثناء الانفجار»، وأضاف: لا أتذكر الكثير من التفاصيل باستثناء الصراخ والأشلاء المتناثرة في مختلف أركان المسجد.
من جانبه، أوضح مدير مستشفى القطيف المركزي، الدكتور كامل العباد أن غالبية الحالات المصابة التي استقبلها المستشفى يوم الجمعة الماضية غادرت بعد تلقي العلاج اللازم، مشيرا إلى أن المستشفى يشرف على رعاية 11 حالة فقط في الوقت الراهن، منها 5 حالات حرجة لاتزال ترقد في العناية المركزة، مبينا أن غالبية الحالات الحرجة تعاني من الإصابة المباشرة في الدماغ وإصابات بالغة في الصدر والشرايين، فيما يجري عملية تحويل حالة من العناية المركزة إلى العيادات الخارجية بعد استقرار وضعها الصحي.