الحبيب: تؤدي لاضطرابات نفسية.. المبارك: شعوذات وتخييلات تفسد العقيدة
انتشرت مؤخراً بين المراهقين والأطفال، ألعابٌ تعتمد على تحضير الجن تعرف باسم «تشارلي»، وتقوم فكرة اللعبة على استدعاء الجن باسمه «تشارلي» الذي يقوم بتحريك القلم إما بالقبول أو الرفض حيث تُصنع ورقة يكتب عليها عبارات «نعم» و»لا» وأعلاها يوضع قلمان فوق بعضهما وباتجاهين مختلفين مشكلين علامة الجمع. وتعتبر لعبة «تشارلي تشارلي» أحد الطقوس المأخوذة من التقاليد المكسيكية القديمة، وقد وأصابت الشباب والأطفال بالهوس والجنون. وعلى الرغم من أن الغرض من اللعبة هو التسلية إلا أنها لا تخلو من الضرر في نفسيات واعتقادات الأطفال والمراهقين – بحسب المستشار النفسي والأسري سلمان عبدالله الحبيب-. يقول الحبيب»إن المراهق حينما يتقمص دور الرجل الذي يقوم بتحضير الجن فهو سيكون متأثراً بهذا الفكر بشكل لا شعوري من خلال الاعتقاد بوجود الأشباح وما يصحب ذلك من شعور بالخوف والقلق النفسي، وقد يشعر بروح عدائية وعلى المدى البعيد قد ينفصل الإنسان عن واقعه ليعيش في عالم افتراضي مليء بالأشباح والعفاريت، وهذا بدوره قد يسلبه العيش الهانئ ويرى الأمور بمنظار الأوهام والهلوسة، وقد يهرب بهذا العالم عن واقعه؛ ليعيش حالة عزلة واغتراب. وأضاف «أن هذه الألعاب تؤدي إلى خلل في معايير الحكم على الذات فكما صار من السهل على الطفل بأن يصف نفسه بسارق السيارات أو بالقاتل أو نحو ذلك، لأنه استطاع وصف نفسه بمحضر الجن وطارد الشياطين وغير ذلك من أوصاف سلبية تشكل سلوكاً مضطرباً بشكل لا شعوري». وأصبحت هذه الألعاب المفسدة للقيم الأخلاقية والمؤدية للاضطرابات النفسية مألوفة لدى الأطفال والمراهقين مع تساهل الأهل، بالإضافة إلى ارتباطها بالمتعة والتشويق مما يجعلها محببة. وهنا يكمن الخطر، حيث تقترن تلك الألعاب بما يشجع على فعلها والاستمرار فيها، وهذا يعزز سلوك الأطفال والمراهقين بشكل يسيء إلى عقولهم ومشاعرهم وسلوكهم.
من جانبه، أوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور قيس المبارك أن الألعاب للأطفال جائزةٌ في الإسلام، غير منها ما لا يحصل الطفل منه نفعاً ولا فائدة، فهذا من اللهو المباح، فإن كان في اللعبة تعليمٌ وتثقيفٌ وتربية، فهذا اللعبُ مطلوبٌ ومُرَغَّبٌ فيه، أما إن كان فيه ضررٌ على الأطفال، فتعيَّن علينا أن نحمي أولادنا منه، ومن هذا النوع الألعاب التي جعلها صانعوها على صورة سحر، فهذه تضر بعقول الأطفال وإن لم تكن سحراً حقيقةً، فمن ذلك الشعوذات والتمويهات والتخييلات، فيوهم مدعي السحر غيره أنه يحضّر الجن، أو أنه يجعل الثابت متحركاً والمتحرك ثابتاً، وربما استعمل خبرته بطبائع الأشياء كأثر المواد الكيميائية على الأجساد كالفوسفور والصوديوم وغيرها، فيقع الناس في اعتقادات باطلة في قدرة الساحر على خرق العوائد، وربما ظنَّوا أنه يملك من الأمر شيئاً، وهكذا قد ينتهي أمر السِّحر إلى إفساد عقائد الناس. ففي بداية القرن العشرين ادعى رجل من أهل الشام الألوهية، وزعم أن لديه معجزات، ومنها أنه كان يَدهنُ قدميه بالفوسفور فيراها القرويون البسطاء تتوهّج كأنها تضيء، فيفتنوا به فيعبدوه. كما أوضح أن هذه الأعمال منكراتٌ حذر الشرع منها، ففيها إبطال للحق وتصويب للباطل، وهي مفاسد عظيمة يعلمها المجتمع الذي تتفشّى فيه ويعاني من مفاسدها، فـنهي الإسلام عن السحر من باب حماية أبدان الناس ومَنْعِ تدمير بنيانهم الاجتماعي، وهو حماية لدينهم وصحة اعتقادهم.