وقال المطلق في تصريح لـ «الحياة»: «إنه لا يجوز زخرفة المصاحف وتلوينها بطريقة فيها إهانة لكتاب الله، وفي حال كان التلوين في الصفحات أو الكلمات يسهل ويقدم للقارئ معرفة التفسير، وليس به نوع من الإهانة للمصحف ويعين القارئ على تدبر معاني القرآن الكريم، فلا بأس به». وعن إطلاق بعض المسميات على كتاب الله مثل «مصحف باربي»، صرح قائلاً: «أنا تكلمت بشكل عام، وأي أمر أو فعل فيه امتهان لكتاب الله فهو غير جائز».
من جهة أخرى، أكدت مجموعة من السيدات تواصلت «الحياة» معهن أن الغالبية تتجه إلى اقتناء المصاحف الملونة بغرض الزينة أو التهادي بها، مشددات على قدسية المصاحف التي لا تقبل أي مسميات أخرى.
وبينت الطالبة الجامعية ريتاج عبدالله أنها لا ترى أي سوء في استخدام المصاحف الملونة التي تم تلوين صفحاتها أو كلمات آياتها أو التي تم تغليفها بالقماش بطريقة فنية جميلة وأنيقة، موضحةً أن هذا النوع من المصاحف غالباً ما تقوم الفتيات بتبادله كنوع من أنواع الهدايا الفاخرة والجميلة، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان. واعتبرت هذه الهدية بمثابة تذكير بأهمية هذا الكتاب المقدس ومكانته الدينية العظيمة، وأن إطلاق بعض المسميات على كتاب الله مثل «مصحف باربي»، هو من باب الجهل.
وترى إحدى العاملات في القطاع الخاص أمل الغامدي لـ «الحياة» أن انجذاب النساء للمصاحف الملونة يكون بسبب جمال شكلها وزخرفتها، إذ إن الغالبية يستخدمنها كهدايا أو كقطعة جمالية مقدسة توضع في صوالين الاستقبال وغرف النوم، مؤكدة أن قدسية هذا الكتاب العظيم لا تسمح لأي شخص بتسميته بغير اسمه.
وكشفت إحدى الفتيات المهتمات بالأشغال اليدوية وتغليف الهدايا من المنزل سمية ياسين عن العديد من الطلبات التي تردها بخصوص تغليف المصاحف، مضيفةً: «أقوم بشراء المصاحف العادية والموجودة في المكتبات وتغليفها بطريقة فنية جميلة، بعيدة كل البعد عن الإهانة والتقليل من شأن كتاب الله، ولا أستخدم في تزيين وتغليف المصاحف سوى الأقمشة الفاخرة والورود، وأرفض وضع الصور أو كتابة الإهداءات على غلاف المصحف». ووصفت من أطلقن بعض المسميات على كتاب الله مثل «مصحف باربي» بـ «الجاهلات» وضعيفات الدين، إذ يمثل لهن الربح الهدف الأول بغض النظر عن كيفيته. وأشارت إلى أن غالبية الطلبات الخاصة بتغليف المصاحف، تكون لسيدات يرغبن في استخدامها كهدايا للزوار بعد الولادة، إذ تطلب السيدة تغليف عدد من المصاحف صغيرة الحجم لا يقل في الغالب عن 50 مصحفاً، يكون لونها بحسب جنس المولود، أو اللون المستخدم في تزيين غرفة الاستقبال ليتم تقديمها كهدية للزائرين، والبعض منهن يطلبن مصاحف متوسطة الحجم يتم تغليفها بحسب طلب الزبونة، وتتم إضافة «مسبحة» تحمل نفس لون وزخرفة المصحف لتقديمها في حفلات الزواج التي تتصف بالطابع الإسلامي الخالي من الأغاني أو خلال الأمسيات الرمضانية لتجمع الروحانية والأناقة في وقت واحد.
بدوره، أكد البائع في أحد محال الهدايا أحمد محمود لـ «الحياة» أن السيدات هن من يبحثن في الغالب عن المصاحف التي يتم تغليفها في شكل مزخرف ومبالغ فيه في بعض الأحيان، بينما تتميز طلبات الرجال بالطابع الرسمي البعيد عن الزخرفة المبالغ فيها، مبيناً أن اللون الأسود هو الغالب على طلبات المصاحف التي يرغب الرجال في إهدائها.