أكتوبر 8, 2024 11:28 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / تحقيقات وحوارات / الرئيس هادي : «عاصفة الحزم» تنقذ بلادنا من الهيمنة الإيرانية والانقلاب الحوثي

الرئيس هادي : «عاصفة الحزم» تنقذ بلادنا من الهيمنة الإيرانية والانقلاب الحوثي

أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن شكره وتقديره البالغ للمملكة ودول الخليج والدول العربية لسرعة الاستجابة لرغبته والتدخل العسكري لحماية الشرعية اليمنية وتقديم مساندة عسكرية فورية إلى السلطة الشرعية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن والشعب وردع عدوان الميليشيات الحوثية على اليمن، مؤكدا أنه طلب من مجلس الأمن تبني «قرار ملزم» من أجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين إلى عدن.
وقال الرئيس اليمني في حوار شامل أجرته «عكاظ» في أول حوار لصحيفة في العالم بقصر المعاشيق في عدن أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة مؤتمر الحوار اليمني ليس بغريبة على المملكة شعبا وقيادة، ومواقف المملكة على الدوام إلى جانب أشقائهم في اليمن لاعتبارات الأخوة والجوار والعقيدة والدين والمصالح الأخوية.
وأضاف الرئيس اليمني أن الجماعة الحوثية فرضت انقلاب الأمر الواقع وسيطرت على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات من خلال لغة السلاح وليس لغة الحوار الذين كانوا شركاء فيه وانقلبوا على مخرجاته، مؤكدا أن الشعب اليمني الذي اختار الحوار نهجا وسبيلا لبناء دولته ومستقبله سينتصر في النهاية. وحول أسباب مغادرته صنعاء قال الرئيس هادي غادرت عاصمة الجمهورية اليمنية ورمز شموخها مكرها بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية المسلحة عليها، هاجمت وحاصرت منزلي واستهدفته فكان حصارا لكل اليمنيين، معلنة بذلك انقلابا عسكريا مكتمل الأركان، بعد التنصل عن كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الأطراف.. وهنا نص الحوار:

● فخامة الرئيس.. بداية نهنئكم على سلامتكم، وسؤالي الأول.. كيف تنظرون إلى موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) لرغبتكم باستضافة مؤتمر الحوار اليمني في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض؟
●● نشكركم على مشاعركم الطيبة، ووجودكم في عدن دليل واضح على حرصكم على اليمن.. وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على استضافة مؤتمر الحوار ليس بغريبة على المملكة شعبا وقيادة، ومواقف المملكة على الدوام إلى جانب أشقائهم في اليمن لاعتبارات الأخوة والجوار والعقيدة والدين والمصالح الأخوية المشتركة.
والمملكة نجدها دوما حاضرة في مساندة اليمن في مختلف المواقف والظروف وتقدم الدعم الأخوي السخي لأشقائها في اليمن والشواهد على ذلك كثيرة، كما أن استجابة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لاستضافة مؤتمر الحوار اليمني في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض هي امتداد لمواقف سابقة لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) الذي استضاف أشقاءة اليمنيين خلال أزمة 2011م بالعاصمة الرياض وتم التوقيع على المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن.. وهذه الدعوة وقبول الاستضافة تأتي في هذا السياق وفي إطار الحرص السعودي على اللحمة اليمنية الواحدة، والمملكة دوما أياديها بيضاء وتقدم الخير لليمن وليس العكس. ولا يفوتني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي كافة وفي المقدمة المملكة بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الدعم والمساندة للشعب اليمني سياسيا واقتصاديا وأمنيا في مختلف المراحل وكافة الظروف، كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كافة الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته على دعمهم السياسي والاقتصادي لبلادنا، كما الشكر موصول إلى كافة الدول العربية الشقيقة لدعمها لليمن.

المبادرة الخليجية أساس الحوار
● من وجهة نظركم ما هي الأسس والمرجعيات التي يجب أن ينطلق منها مؤتمر الحوار الوطني بالرياض؟
●● الأسس والمرجعيات التي يجب أن ينطلق منها مؤتمر الرياض هي المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والدستور اليمني النافذ.

الانصياع لمنطق العقل
● ما توقعاتكم لاستجابة القوى والأحزاب السياسية لمقترحكم بنقل الحوار إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض؟
●● باعتقادنا أن كل المكونات والقوى حريصة على استتباب الأمن والاستقرار وخلق السلام والوئام لأن الشعب اليمني قد عانى الكثير. وحان الوقت أن يستشعر الجميع مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية تجاه هذا الشعب الانصياع لمنطق العقل ولغة السلام والوئام والتعايش السلمي بين جميع أبناء الوطن في إطار وطن واحد يتسع للجميع تسوده العدالة والمساواة والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة بعيدا عن التمييز والإقصاء، وبالتالي فإن من يشذ عن الإجماع الوطني ولغة الحوار فإنما يشذ لنفسه.

انتقالي لعدن لم يكن اختياريا
● فخامة الرئيس.. بعد انتقالكم للعمل في عدن وإعلانها عاصمة مؤقتة ما هي أولوياتكم في المرحلة القادمة لتكريس الشرعية؟ وما هي التحديات التي تواجهونها لبسط السيطرة على كامل الأراضي اليمنية؟
●● وصولنا إلى عدن لم يكن اختياريا وإنما كما أسلفنا سابقا جاء نتاج عدة عوامل وظروف فرضت علينا الانتقال إلى عدن، وبالتالي إعلانها عاصمة مؤقتة للضرورة بعد أن أصبحت العاصمة صنعاء تحت نيران الميليشيات الحوثية، بعد انقلابهم على الشرعية وتتحكم بالمشهد فيها من خلال فرض خيارها واحتلالها لكل المرافق والوزارات والمؤسسات، مما يصعب معه العمل بصورة طبيعية لأي مسؤول وهذا دليل دامغ لحيثيات الانقلاب وعدم وجود الأمان في حدوده الدنيا، ومن يدعي عكس ذلك فهو يتغافل عن الحقائق أو شريك في تلك الإجراءات الانقلابية.

لا لانقلاب الحوثي
● مع استمرار احتلال الحركة الحوثية للعاصمة اليمنية ولجميع المؤسسات، ورفضها للمبادرات السياسية واستمرارها في انقلابها غير الشرعي على الشرعية، وفرضها سياسة الأمر الواقع.. ما هي خطتكم لاستعادة صنعاء وبسط الشرعية عليها؟
●● الجماعة الحوثية فرضت انقلاب الأمر الواقع وسيطرت على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات من خلال لغة السلاح وليس لغة الحوار الذين كانوا شركاء فيه وانقلبوا على مخرجاته، ولكن نثق بأن الشعب اليمني الذي اختار الحوار نهجا وسبيلا لبناء دولته ومستقبله سينتصر في النهاية.. حيث أعلنت خمسة أقاليم تمسكها بمخرجات الحوار الوطني وتشبثت بتنفيذه وتطبيقه باعتباره طوق النجاة لليمن حاضره ومستقبله ولا يزال الإقليم السادس وهو إقليم أزال الذي يشهد تظاهرات يومية رفضا للانقلاب وسياسة الأمر الواقع، إلا أنه في النهاية من خلال الحوار وحده سيتمكن الجميع من حل أي إشكال، وكما قلنا بأن مسودة الدستور ليست مقدسة وإنما بحاجة لإثرائها من خلال الحوار والتوافق وفي إطار مخرجات الحوار.

انقسام الجيش اليمني
● فخامة الرئيس قبل السؤال حول واقع اليمن المضطرب اليوم.. نريد أن تضعوا المواطن اليمني أمام تداعيات الأزمة منذ مؤتمر الحوا الوطني وحتى المرحلة الراهنة؟
●● الكل يعلم كيف كان حال الوضع في البلاد خلال أزمة 2011م وما تلاها من تطورات من خلال التوافق على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية باعتبارها المخرج الأنسب والملاذ الآمن لجميع اليمنيين حقنا للدماء ووقفا الصراع الذي كان دائرا في تلك الفترة بعد أن تحولت ثورة الشباب السلمية إلى صراع بين مراكز القوى وانقسام الجيش ليتمترس كل طرف خلف ترسانة عسكرية بإمكانها أن تدمر العاصمة وتلحق أضرارا فادحة بالجميع.
● ماذا يعني انقسام الجيش؟
●● في الواقع أن انقسام الجيش والأمن هنا يعطي مؤشرا على أن الجيش في اليمن ليس وطنيا وولاؤه ليس للوطن وتحديدا القسم العسكري الذي يفترض أن يكون تحت لوائه، ولأن الجيش والأمن وبنسبة تزيد على 80 % من المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء والمشكلة موجودة بين تلك الأطراف المتنازعة والتي هي من نفس النسيج.. حدث الانشقاق داخل الجيش اليمني وعلى عكس الجيش المصري والجيش التونسي الذي اختار الحياد الإيجابي لمصلحة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وأخذت الثورة الشبابية مداها مع توفير الحماية لها ولم تتأثر مصر أو تونس جراء تداعيات الربيع العربي.
● ولكن الثورة تمخض عنها التوقيع على المبادرة الخليجية؟
●● هذا صحيح.. على أنقاض ذلك الثورة تمت التسوية عبر المبادرة الخليجية وتم وضع آليتها التنفيذية التي استغرقت نحو ستة أشهر لتشمل مختلف قضايا البلد بما فيها القضية الجنوبية ومشكلة صعدة وكنا حريصين على إيجاد حلول جذرية وشاملة لمختلف قضايا اليمن..

الأقاليم الستة
● ماذا عن الحوار الوطني؟
●● على إثر ذلك تمت التهيئة لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ضم مختلف القوى والمكونات الشبابية والمرأة ومنظمات المجتمع المدني وجرى تناول وبشفافية مختلف قضايا الوطن واجتهد الجميع في وضع التصورات والحلول الناجعة لمجمل تلك القضايا التي تمت بلورتها في وثيقة مخرجات الحوار الوطني والتي سلمت للجنة صياغة الدستور لوضع مسودة الدستور اليمني الجديد على ضوء تلك المخرجات وفي إطار يمن اتحادي من ستة أقاليم.
● هل يمكن الحديث أكثر عن تفاصيل هذه الإقاليم؟
●● يجب أن يكون واضحا للجميع أن هذه الأقاليم لم تأت اعتباطا أو بقرار جمهوري بل جاءت نتيجة نقاشات مستفيضة بين أعضاء مؤتمر الحوار بمختلف لجانه وفي إطار التجانس والتكامل عبرت تلك الأقاليم عن نفسها من خلال ما تبناه أبناء تلك المناطق من إعلان أقاليمهم والتي على ضوئه تم إشهارها وإعلانها.
وتجربة الأقاليم لم تأت اعتباطا أو من فراغ أيضا بل هي نتاج معاناة المواطن جراء المركزية المفرطة، والبحث عن العدالة والمساواة في إطار اليمن الواحد من خلال التنافس البناء والإيجابي بين الأقاليم لتنميتها وخلق استقرار اقتصادي وأمني واجتماعي.
أما كون بعض الأقاليم لديها ثروات ومقومات على عكس الأخرى فهذا بحد ذاته يثري التنوع بين الصحراء والجبل والهضاب والساحل، واليمن يختزن من الثروات ما يكفيه إذا ما خلصت النوايا وعمل الجميع من أجل المصلحة الوطنية وليس المصلحة الذاتية.
● إذن، لماذا انفجر الوضع عسكريا عقب تسليم المسودة؟
●● كما تعلمون أنه صباح اجتماع الهيئة الوطنية لتسليم تلك المسودة حدثت عملية اختطاف مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك للحيلولة دون تسليم تلك النسخة مع أن هناك نسخا عدة مع لجنة صياغة الدستور ورئيسها إسماعيل الوزير الذي سلم المسودة وانتهت معه مرحلة هامة من بناء الدولة الاتحادية الحديثة وعليه سيتم استكمال المراجعة للاستفتاء على المسودة ومن ثم يطبق ذلك المشروع الوطني الجامع على أرض الواقع.

محاصرة قصر الرئاسة
● هل يمكن إعطاؤنا تفاصيل أكثر؟
●● لقد تفجر الوضع عسكريا باحتلال الحوثيين القصر الجمهوري ودار الرئاسة ومحاصرة منزل رئيس الجمهورية 24 ساعة ومحاولة اقتحامه مخلفا عددا من الشهداء والجرحى، وجرى ذلك العمل الدنيء وفرض الإقامة الجبرية على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لتقديمنا استقالاتنا لعدم تلبيتنا رغبات الجماعات الانقلابية في شرعنة ما يريدونه من خلال إصدار قرارات جمهورية في عدد من المواقع القيادية بداية من نائب رئيس الجمهورية ونائبين لرئيسي الوزراء والنواب ووزراء ورؤساء هيئات وغيرها فضلا عن تجنيد آلاف في المؤسسة العسكرية والأمنية، وما تلى ذلك الجميع يعلم به حتى تمكنا بتوفيق من الله من الخروج بسلام من ذلك الحصار والوصول إلى عدن.

صنعاء مقطعة الأوصال
● فخامة الرئيس بعد عودتكم لعدن وإعلانكم أنها أصبحت عاصمة مؤقتة لليمنيين.. البعض توقع أن تعلن الانفصال؟
●● دعني أوضح لك حقيقة.. نحن لا نفكر مطلقا في عملية الفعل ورد الفعل وليس لدينا مشاريع خاصة أو شخصية، همومنا هي هموم الوطن وإذا كنت أبحث عن مصلحة ذاتية كان بالإمكان تحقيقها منذ اليوم الأول لتسلمي السلطة والتي لم تكن في حقيقة الأمر سوى استلام علم كما أشرت أكثر من مرة لأن الوضع حينها كان والكل على دراية بذلك صعبا ومعقدا.. حيث كانت العاصمة ممزقة ومقطعه الأوصال بين القوى المتصارعة والوزارات والمؤسسات محتلة، فضلا عن تدمير كل البنى التحتية وخزينة الدولة فارغة وأمن مفقود وجيش عديم الولاء للوطن وولاؤه لأشخاص ومحافظات خارج السيطرة ومحافظة رئيس الجمهورية محتلة من قبل القاعدة وعملنا في خضم تلك الموروثات بصمت والحرص مع كل القوى الوطنية لإعادة بناء الدولة التي في حقيقة الأمر لم تكن سوى هيكل.

غادرت صنعاء مكرها
● فخامة الرئيس .. الجميع يتسائل لماذا غادرتم صنعاء؟
●● غادرت عاصمة الجمهورية اليمنية ورمز شموخها مكرها بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية المسلحة عليها، هاجمت وحاصرت منزلي واستهدفته فكان حصارا لكل اليمنيين، معلنة بذلك انقلابا عسكريا مكتمل الأركان، بعد التنصل عن كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الأطراف، ولكن رفض الشعب اليمني للحصار والانقلاب ووقوفه صفا واحدا رافضا للحرب الأهلية والاقتتال الداخلي محفزا لي للاستمرار في القيام بمهامي وقيادة السفينة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولا إلى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة حتى يتمكن شعبنا اليمني العظيم
من تجاوز الأزمة وجراحه سعيا إلى بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد، دولة الشراكة الوطنية التي لا تستثني أحدا بعيدا عن الإقصاء والاستئثار والهيمنة واستخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية على حساب مقدرات الشعب ومصالحه العليا.
عدن عاصمة مؤقتة
● ولكن هناك من يعتقد أن انتقالكم لعدن بداية لانفصالها؟
●● هذا ما يروج له الانقلابيون.. إن انتقالنا إلى عدن ليس كما يروج له الانقلابيون وحلفاؤهم بأن ذلك سيكون إيذانا بالانفصال، وهو ما سبق أن روجوا له حتى قبل الاستقالة، وقبل الخروج إلى عدن، بل أن انتقالنا إلى عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد، وجعلها عاصمة مؤقتة إنما هو للدفاع عن حق المؤسسات والهيئات الشرعية التي أوكلت إليها مسؤولية استكمال مهام المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وخلق ظروف مستقرة وآمنة، تمكن تلك المؤسسات الشرعية من ممارسة مهامها في تسيير أمور الدولة والمجتمع بصورة طبيعية خدمة لأبناء شعبنا في كل المحافظات.
● ماذا عن القضية الجنوبية؟
●● أشير إلى أن القضية الجنوبية أخذت حيزا كبيرا في مؤتمر الحوار الوطني وكانت مفتاح حل كل القضايا اليمنية وكانت حاضرة بقوة بكل تفاصيلها وأبعادها في مؤتمر الحوار الوطني بدعم ومساندة وتفاعل كل القوى السياسية في الشمال قبل الجنوب، حيث شارك فيه ممثلو الجنوب بفاعلية كبيرة ونقلوا كل تفاصيل القضية وأبعادها، وكان أبرز ما جاء في مخرجات الحوار هو وضع معالجات حقيقية لكافة مضامينها وكذلك إعادة صياغة أسس الوحدة وبناء الدولة على أسس الدولة الاتحادية، والتي تعتبر خطوة هامة في كسر مركزية الدولة وخطوة متقدمة على طريق تحقيق الشراكة لكل محافظات اليمن.

أنا الرئيس الشرعي الدستوري
● هل فخامتكم متشبث بالسلطة؟
●● لا.. إن استمراري في أداء مهامي كرئيس للبلاد ليس تشبثا بالسلطة كما يدعي البعض ولكن ذلك يأتي في إطار مسؤولياتي الدستورية في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار بلادي والعمل على نزع الفرقة ونبذ العنف والوقوف ضد الدعوات الطائفية والجهوية والمذهبية والعمل على الحفاظ على الوضع الاقتصادي من الانهيار بسبب الممارسات اللامسؤولة التي قامت وتقوم بها ميليشيات الحوثي المسلحة.
● إذن، ما المطلوب لإعادة الوضع إلى سابق عهده؟
●● هذا سؤال مهم.. وأؤكد على ضرورة انسحاب كافة العناصر المسلحة واللجان المفروضة من قبل الميليشيات المسلحة في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية وسحب كافة العناصر المسلحة من العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى وإعادة كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة المنهوبه والمستولى عليها من معسكرات ووحدات القوات المسلحة والأمن إلى المؤسسة العسكرية والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي كافة والعودة عن كافة الإجراءات التي تمت منذ الواحد والعشرين من سبتمبر. والبدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كافة المكونات أثناء الحوار الوطني وأيدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والأمم المتحدة ووضع تزمين واضح لها. ويجب أن يعلم الجميع أن تنفيذ كلما ذكر أعلاه يخلق بيئة مناسبة لعودة الأمور إلى مجاريها واستئناف العملية السياسية التي انحرفت عن مسارها، كما يمهد الطريق لعودة الحكومة إلى تنفيذ أعمالها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة وينهار اقتصادها.
● وعن المحاولة الانقلابية ضدكم في عدن؟
●● ما حدث في عدن يعد استمرارا لعملية الانقلاب العسكرية التي بدأت في صنعاء وقادها في عدن المتمرد عبدالحافظ السقاف ومن ورائه ميليشيات الحوثي المسلحة والتي هدفت للانقلاب على الشرعية واستهدفت مطار عدن الدولي ومبنى المحافظة وأماكن أخرى وأحدثت حالة من القلق لدى أبناء عدن وهو الأمر الذي استدعى قيام وحدات القوات المسلحة ومساندة اللجان الشعبية لها بواجبها في التصدي لتلك المؤامرة وإحباطها وعودة الأمن والاستقرار إلى مدينة عدن ومطارها وكافة مؤسساتها.

علم اليمن على مران
● وماذا عن استخدام الطائرات العسكرية لقصف قصر الرئاسة في عدن؟
●● إن قيام الطائرات بغارات جوية على منطقة المعاشيق يعتبر عدوانا همجيا أرعن لميليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته سدا منيعا أمامه ولن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحملنا للمسؤولية حتى نوصل البلاد إلى بر الأمان، ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الإيراني.
● إذن. إيران حاضرة في خراب اليمن؟
●● أخي الفاضل.. إنني أؤمن أن التجربة الإيرانية الاثنا عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها شعب اليمن، الشعب اليمني يؤمن بالأمن والاستقرار والوحدة والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكفى مغالطة للشعب اليمني يا عبدالملك الحوثي أنت والذين يخططون لك وهم يعرفون من هم.
إنني أدعو جميع اليمنيين إلى استلهام الحكمة اليمانية في هذه المرحلة العصيبة وأن يكونوا يدا واحدة في مواجهة العابثين بأمن واستقرار ووحدة بلادنا، وندعوكم إلى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها والحفاظ على وحدتكم الوطنية بعيدا عن الدعوات الطائفية والمناطقية والمذهبية.
● إذن، ما التحديات التي واجهتموها؟
●● منذ اليوم الأول واجهنا العديد من الصعاب والتحديات بين من يحلم ببناء وطن ولو من تحت الأنقاض، وبين من لا يريد أن يغادر ماضيه المبني على زرع العراقيل والفتن من خلال سياسة فرق تسد لمواصلة الاستئثار بالحكم وعلى حساب مصالح الشعب وأبناء الوطن.
وبدأنا خطواتنا الأولى في عدم إقصاء أحد بل كان همنا وهاجسنا في عملية الشراكة الكاملة للجميع في السلطة والثروة ولأني منتم للمؤتمر الشعبي العام باعتباره كان الحزب الحاكم وسيطر وبنسبة كبيرة على مختلف المواقع القيادية المدنية والعسكرية فقد عملت على إشراك الجميع في المسؤولية من خلال قرارات في هذا السياق كانت مرحبا بها من قبل مختلف القوى وقوبلت بامتعاض وتحفظ من قبل قيادات مؤتمريه.
وكان لا بد من ذلك إذا أردنا أن نطبق الشراكة وتوالت الأحداث والمتغيرات حتى أشركنا الحراك الجنوبي والحوثيين في الحوار الوطني ومن ثم الحصول على نسب بموجب تمثيلهم في عدد من الهيئات والمواقع.
● ولكن ما يسمى بأنصار الله بعد استيعابهم في الحوار والحصول على عدد من الحقوق استغلوا ذلك ودخلوا عسكريا أكثر من منطقة حتى الوصول إلى العاصمة واحتلالها؟
●● نعم، حرصنا على دخولهم صنعاء للحوار باعتباره الخيار الأمثل والوحيد لحل مختلف القضايا والمظالم دون سقف ولكن كانت النوايا لدى الحوثيين مبيتة، «يد في الحوار ويد على الزناد» وكانت بادئ الأمر ادعاءاتهم ومطالبهم تحت يافطة الجرعة والحرص على الشعب ولكن سرعان ما تبددت تلك المزاعم وكشفت حقيقة تلك الجماعة وما تدعيه علنا وما تضمره باطنا وهذه تجربة شاهد عليها جميع أبناء الوطن وعرف من خلالها حقيقة الجماعة كما هي تدعي بالمظالم ومن ثم الشراكة وبالتالي تبتلع الدولة وتنتهك حقوق المواطن. ونحن لم نذهب إلى عدن اعتباطا أو اختيارا ولكن هروبا من فرض أمر واقع علينا وعلى البلد بصورة عامة.
وفي حقيقة الأمر من يمارس هذا السلوك العدواني على قيادة الدولة والحكومة وبالمدفع والدبابة هو يعبر عن ذاته ونفسه الانفصالي باعتباره لا يريد الشراكة ولا يقبل بوجود قوى جنوبية ولأول مرة تحكم اليمن الموحد وتحمل مشروع يحقق أمنه واستقراره وأفرزه الإجماع الوطني ويريد الانقلاب على تلك القيادة وعلى المشروع الوطني لوأده وعودة جماعة لتحدد مصير وحال الوطن كما تشاء وكيفما تشاء.
وأقول إن الوحدة ليست شعارا نتغنى به وقت ما نريد أو نتخذه وسيلة ومطية لضرب الآخر والوصول لأهداف شخصية مريضة بل الوحدة أكبر وأسمى من ذلك. ولا نريد أن نستعرض مواقفنا وتاريخنا في هذا الإطار الذي مازلنا وسنظل نحمل مبادئه التي نحلم بها.. في تحقيق الوحدة العادلة والضامنة والدائمة بين جميع أبناء الوطن من خلال الحفاظ على الثوابت الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
● طالبتم مجلس الأمن بالتدخل العسكري.. هل تعطوننا تفاصيل حول هذا الموضوع؟
●● طلبت من مجلس الأمن الدولي تبني «قرار ملزم» من أجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين إلى مدينة عدن في رسالة وجهتها إلى رئيس مجلس الأمن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، حيث شرحت للمجلس الصورة القاتمة للوضع في اليمن وخشية أن «تستغل القاعدة عدم الاستقرار الحالي من أجل زيادة الفوضى وجر البلاد نحو مزيد من العنف والتفكك». كما أنني شرحت لهم «مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص في شرعة» الأمم المتحدة و«اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع لردع الميليشيات الحوثية». كما أنني طلبت من الدول الخليجية والعربية التدخل العسكري لدعم الشرعية اليمنية وتقديم مساندة عسكرية فورية إلى السلطة الشرعية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وردع عدوان الميليشيات الحوثية على مدينة عدن. وأتقدم بكل الشكر والتقدير لسرعة الاستجابة والتدخل لحماية الشرعية اليمنية استنادا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستنادا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.
● ما رسالتكم للمغترب اليمني في المملكة الذي ينتظر رسالة تطمينية على مستقبل اليمن؟
●● رغم ظروف الحياة وصعوبتها وواقع الاغتراب للإنسان اليمني في أرجاء المعمورة إلا أنه على الدوام متابع وقريب من نبض وطنه ويتطلع أن يسود بلاده الأمن والاستقرار ليسهم في عملية بنائه وتنميته.
والمغترب اليمني في المملكة العربية السعودية والخليج بصفة عامة ليس ببعيد عن وطنه.. كما أن علاقات اليمن بدول الخليج الحميمة والبناءة تنعكس إيجابا أيضا على المغترب اليمني ويشعر بأنه في وطنه.

شاهد أيضاً

واتساب يحتفل بمرور 10 سنوات على إطلاقه

ظهر تطبيق الواتساب لأول مرة منذ 10 سنوات فى عام 2009 حيث تم إطلاقه لهواتف …