هجوم انتحاري يضرب مسجداً في السعودية، أعاد الأذهان إلى ما أعلنت عنه وزارة الداخلية السعودية في بيانها الأخير بإفشال مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية لإثارة الفتنة الطائفية على غرار ما تم في حادثة الدالوة مطلع العام الجاري عقب إعلانها اعتقال 65 شخصا.

والهجوم الجديد نفذه انتحاري، قال تنظيم داعش إن كنيته “أبو البراء النجدي”، وعرض صورته ملثماً، كما تنشرها “العربية.نت”، واستهدف نحو 200 مصل في أكبر مساجد بلدة القديح في محافظة القطيف شرقي السعودية، فكانت الحصيلة أكثر من 20 قتيلاً، ونحو 100 جريح.

من جانبه، قال اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية لـ”العربية.نت”، إن “الجريمة الإرهابية تؤكد سعي الفئة الضالة لإثارة الفتنة كما سبق وشهدته بلدة الدالوة من عملية إرهابية مماثلة”، والتي انتهت بحسب ما أكده إلى القبض على المتورطين فيها كافة.

وأضاف التركي أن الجهات الأمنية “أحبطت مخططاً إرهابياً آخر لإثارة الفتنة بالقبض على العناصر المتورطة فيه”، في إشارة إلى خلية الـ65 شخصا. وقال “ما يهمنا الآن الوقوف على مخططي ومدبري هذا العمل الجبان والمتورطين فيه والقبض عليهم”.

هوية منفذ الهجوم

وفيما يخص منفذ الهجوم، الذي كشف داعش جزءا من هويته، فضل المتحدث الرسمي الانتظار إلى ما تسفر عنه نتائج التحقيقات وفحص البصمة الوراثية لتحديد هويته.

وتحتفظ السلطات الأمنية في السعودية بقائمة بيانات متكاملة عن المتورطين في العلاقة مع التنظيمات الإرهابية، تشمل عينات من الدم، أخذت من أقاربهم، وفي حالات سابقة ساهمت في سرعة التوصل إلى هوياتهم وكشفها.

أبو البراء النجدي

يشار إلى أن المعرف “أبو البراء النجدي” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قد تكرر بالكنية ذاتها في 8 حسابات إلكترونية نتيجة الإغلاق المتكرر لها.

وبحسب ما ورد في بيان وزارة الداخلية، فقد تم القبض قبل 3 أشهر على عناصر لتنظيم إرهابي مكون من 65 شخصاً، في خطة أمنية متزامنة في مدن سعودية مختلفة، جميعهم سعوديون، ما عدا اثنين من حملة البطاقات، وفلسطيني واحد، وآخر يمني، مؤكدا ارتباط هذه العناصر بتنظيم داعش في سوريا.

وخططت خلية الـ65 شخصا بحسب تصريحات وزارة الداخلية السعودية، لاستهداف مجمعات سكنية، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية على غرار ما تم في حادثة الدالوة، وكذلك استهداف رجال الأمن ومهاجمة سجون المباحث العامة.

واستقطبت وجندت الخلية الشباب، خاصة صغار السن في سبيل تنفيذ عملياتها ونشر فكر داعش، من خلال التركيز على التجمعات والملتقيات الدعوية، للتأثير على مرتاديها من الشباب، وضخ الدعاية الإعلامية لنشاطات التنظيم من خلال مجموعات إلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأمين أوكار للمطلوبين أمنياً، وإنشاء مواقع تدريبية داخل السعودية للشباب المجندين، والتنسيق للراغبين منهم في الخروج إلى سوريا والعراق.

وعمدت الخلية إلى جمع الأموال لتمويل أنشطتها، وقد ضبط بحوزتها على مبالغ مالية مقدارها 56 ألف ريال سعودي، و1700 دولار أميركي.