تتابع الولايات المتحدة تقدّيم الدعم الأمني والسياسي لـ”عاصفة الحزم” ويعيد مسؤولون أميركيون في العاصمة واشنطن ذلك إلى أسباب عديدة.

ووصف المسؤول الأميركي تصاعد المخاوف من لحظة إعلان الرئيس هادي عن استقالته عندما كان في صنعاء، ثم بدء الحوثيين بتحركات أمنية على الحدود مع السعودية.

نكث الوعود

عبّر المسؤول الأميركي عن غضبه بشكل خاص من أن الحوثيين، وعلى الرغم من اعتبارهم جزءاً من العملية السياسية ومن نسيج المجتمع اليمني، وعلى رغم دعوة الأميركيين المتكررة ليكونوا جزءاً من العملية السياسية وأي اتفاق أو ترتيب، كان الحوثيون دائماً ينكثون بالاتفاقات وينقلبون على المتفق عليهم ويلجأون الى العنف.

عند التحدث إلى مسؤولين أميركيين، يبدو واضحاً أن الموقف الأميركي أصبح أكثر وضوحاً بعد خروج الدبلوماسيين من اليمن، وبعد انسحاب القوات الخاصة التي كانت تعمل من ثكنة عسكرية على الأراضي اليمنية. ومن لحظة انتفاء الخطر عن المواطنين الأميركيين، تمكّنت الإدارة الأميركية من اتخاذ مواقف أكثر حدّة، ووقفت الى جانب السعودية ودول “عاصفة الحزم” من دون الانشغال بسلامة الموظفين والعسكريين.

يبدي الأميركيون، بعد أسابيع من بدء عمليات “عاصفة الحزم” دعمهم للعملية، خصوصاً أن الرئيس عبد ربه منصور هادي طلب التدخل. ويعتبر الأميركيون هذا الطلب قاعدة قانونية صلبة للعملية، كما يشدد الأميركيون على أن من حق السعودية الدفاع عن أراضيها وحدودها وأن قلقها مبرّر.

يرى الأميركيون مع كل هذا أن الحلّ سيكون سياسياً، وجاء في بيان البيت الأبيض عن اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الملك سلمان بن عبدالعزيز “التوصل الى استقرار في اليمن من خلال حلّ سياسي يتمّ التفاوض عليه”.

ويريد الأميركيون من عملية “عاصفة الحزم” دفع الحوثيين وعلي عبدالله صالح للتوقف عن محاولة اغتصاب السلطة بالقوة، والعودة الى طاولة المفاوضات. ومع أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على عبدالملك الحوثي، يرى الأميركيون أن الحوثيين يبقون جزءاً من النسيج اليمني وعليهم أن يجلسوا الى الطاولة.

مخاطر إرهابية

لا يدافع الأميركيون على الإطلاق عن الحوثيين بسبب ممارساتهم خلال الأشهر الماضية، ويرون أن الأحداث التي تسبب بها الحوثيون وعلي عبدالله صالح، تسببت بإضعاف قدرات الأميركيين على محاربة الإرهاب الذي يشكله تنظيم القاعدة انطلاقاً من اليمن. فأحداث الأشهر الأخيرة وجّهت ضربة للتعاون بين أجهزة الأمن الأميركي ووحدات الجيش وقوات الأمن في اليمن، كما فتحت الباب من جديد أمام التنظيم الإرهابي ليتمكّن من رقعة يدرّب فيها عناصره ويخطط ويعدّ ويشنّ هجمات إرهابية على الأميركيين والولايات المتحدة والمصالح الأميركية.

هناك حالة غضب خاصة لدى الأميركيين عند التحدث عن اليمن، لأن تنظيم القاعدة هناك يشكّل تهديداً مباشراً، وبتقدير بعضهم يشكل هذا التنظيم خطراً “أكبر ومباشراً” يفوق خطر “داعش”، الذي لم يشنّ بعد هجمات على الولايات المتحدة.

كما أن الحوثيين أدخلوا تعقيداً إلى المسرح اليمني كانت المنطقة بغنى عنه. فالحوثيون وعلي عبدالله صالح فتحوا الباب أمام مطامع الإيرانيين، ويرى الأميركيون أن حماية باب المندب من أي تهديد أمر حيوي، ويمسّ بسلامة تدفق الطاقة. قال مسؤول أميركي تحدثت إليه “العربية.نت” إن “الدعم الإيراني للحوثيين يؤجّج هذه الأزمة”.

ويرى الأميركيون بشكل عام أن الإيرانيين حاولوا التدخّل من قبل خصوصاً لجهة محاولة إنزال مساعدات من البحر، ويشكك خبراء الشأن الإيراني في أن يجازف الإيرانيون بالتدخل وهم على طاولة المفاوضات بشأن المشروع النووي.