أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المنظمة سترعى مشاورات شاملة بين أطراف الأزمة اليمنية في جنيف بدءا من 28 مايو/أيار الجاري، وقال السفير اليمني بالأمم المتحدة خالد اليماني إن الحكومة اليمنية ترحب بهذه الدعوة، لكنها تطالب بالضغط على الحوثيين لتوفير الحد الأدنى من شروط التفاوض.
وقال بيان صادر عن بان كي مون اليوم الأربعاء “يعلن الأمين العام انطلاق مشاورات شاملة بداية من 28 مايو/أيار الجاري في جنيف لإعادة الزخم تجاه عملية انتقال سياسي بقيادة يمنية”.
وحث بان الأطراف اليمنية على الانخراط في هذه المشاورات بحسن نية ودون شروط مسبقة. ونقل ناطق باسم الأمم المتحدة عن الأمين العام قوله إنه يأمل أن تساعد محادثات جنيف في “إعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن وخفض مستوى العنف وتخفيف العبء الإنساني الذي أصبح لا يحتمل”.
وكان يفترض أن يعلن عن المؤتمر الأسبوع الماضي، لكن الأمم المتحدة طلبت هدنة قبل بدء المحادثات.
خالد اليماني (وسط) طالب الأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لتوفير الحد الأدنى من شروط التفاوض (أسوشيتد برس-أرشيف) |
من جانبه، أكد السفير اليمني بالأمم المتحدة خالد اليماني في مؤتمر صحفي مشترك مع سفيريالسعودية وقطر بالمنظمة الدولية أن الحكومة اليمنية ترحب بالدعوة لمؤتمر جنيف، لكنها تطالب بالضغط على الحوثيين لتوفير الحد الأدنى من شروط التفاوض.
وقال اليماني “بالنسبة لما يتصل بموقف الحكومة اليمنية من ربط المفاوضات في جنيف بالتزام الحوثيين، نحن رحبنا بدعوة الأمين العام المعلنة صباح اليوم”.
لكنه أضاف “تحدثنا لمكتب الأمين العام وسنرسل هذا كتابيا، بأننا نطالبه في الوقت الذي يدعو فيه إلى مؤتمر جنيف بالضغط على الحوثيين والانقلابيين وحلفائهم في اليمن لكي يلتزموا ويوفروا الحد الأدنى من شروط الالتزام للجلوس على مائدة التفاوض، كيف يمكن أن نتحاور وهم مستمرون في تقتيل أبناء شعبنا”.
المشاركون
وأوضح اليماني أن الدعوة إلى محادثات جنيف تشمل كل الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني اليمني، ومجموعة الـ14، وهي الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في اليمن، والتي تضم دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
وقال السفير السعودي بالأمم المتحدة عبد الله المعلمي “نعتقد أن الأمين العام متجه لعقد المشاورات في جنيف تحت كل الظروف لأن المجتمع الدولي يطالب بعقد هذه المشاورات”.
من جهتها، أكدت سفيرة قطر في الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني أن “محادثات جنيف ستبنى على أرضية مبادرة مجلس التعاون الخليجي، لذلك فالأمانة العامة لمجلس التعاون ودول مجلس التعاون يجب أن تكون حاضرة في المؤتمر”.
وقد شدد اليماني على أن إيران ليست مدعوة إلى مؤتمر جنيف، قائلا إن “اليمن هو الذي يقود هذه العملية وهي لا تشمل إيران”.
وأفاد مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه بأن الأمم المتحدة أرسلت دعوات المؤتمر إلى الأطراف المعنية، وقال إن الدعوات تشمل الأحزاب الرئيسية والفاعلة على الساحة اليمنية، والتي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، بحسب النظام نفسه الذي اتبع في ذلك الحوار، أي على أساس وزنها وتمثيلها في الشارع اليمني.
حزب صالح
وأضاف أن هناك إشكالية بشأن دعوة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوععلي عبد الله صالح، مشيرا إلى أن هناك ترجيحات لتمثيل الحزب في جنيف من خلال وفدين: أحدهما يمثل الجناح الموالي لصالح، والثاني يمثل الجناح المعارض.
وقال فقيه إن المؤتمر سيستمر ثلاثة أيام، وأشار إلى حديث عن احتمال استبعاد ثلاثة أو أربعة أحزاب يمنية، توصف بأنها هامشية وكانت مؤيدة بشكل غير مباشر للرئيس المخلوع.
وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قد قال في وقت سابق إن الحكومة اليمنية قد لا تشارك في محادثات جنيف لأنها لم تخطر بها رسميا وتريد مزيدا من الوقت للتحضير.
وأكد أن أي محادثات يشارك فيها الحوثيون ستتوقف على التزامهم بقرار مجلس الأمن 2216. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “لن نشارك إذا لم يطبق القرار أو على الأقل جزء منه، إذا لم يكن هناك انسحاب من عدن على الأقل أو تعز”.