في مدينة جدة يدور عمل جبار لإعادة عروس البحر الأحمر إلى مصاف المدن البحرية المتميزة في العالم. وهي حقيقة لا مجال للمبالغة فيها رغم اعتراض وانتقاد البعض لبطء نمو المشاريع التطويرية فيها، إلا أن من تابع الأسبوع الماضي تصريحات أخي معالي أمين مدينة جدة ومهندسها في العصر الحديث الدكتور هاني أبو راس ومن شارك في الاحتفال الذي شرفه راعي نهضة منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو الأمير مشعل بن ماجد محافظ مدينة جدة وعينها الساهرة على تطويرها في حفل الإعلان عن بدء المرحلة الثالثة لتطوير كورنيش شمال جدة والذي بدأ العمل فيه بالفعل بخطط حضارية حديثة وسريعة تستهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من سكان مدينة جدة وزوارها الاستمتاع بكورنيش مدينة جدة على البحر الأحمر مدعومة بجميع الخدمات المساندة لراحة وأمان الزوار والسياح. وأجزم أن هذا المشروع حال اكتماله سيكون أحد أجمل الشواطئ البحرية وأحدثها ضمن شواطئ العالم يتيح الفرصة للسياح والراغبين في مزاولة هوايات رياضة السباحة والصيد والإبحار من خلال محطات الخدمات البحرية التي ستوفر وتجهز من قبل الأمانة وتدار من قبل القطاع الخاص. لقد كان العرض لوحة جمالية حديثة يصعب وصفها وإنما كانت هي حلما لكل محب لمدينة جدة لأن يرى شواطئ المدينة العروس بالصورة التي تم التخطيط لها. وخلال حديثي مع أخي معالي الأمين هاني أبو راس تأكد لي أن مدينة جدة قادمة على نقلة حضارية في قطاع الخدمات وعلى وجه الخصوص خدمات النقل حيث تم اعتماد أكبر مشروع نقل داخل مدينة جدة عبر وسيلة النقل (القطار الكهربائي) ليربط شمالها بجنوبها مرورا من على جسر خليج أبحر الذي تم اعتماد خططه ومواصفاته وسيتم تنفيذه قريبا ليمثل أحد أجمل جسور المملكة بعد جسر المملكة البحرين. كما سيربط القطار غرب جدة بشرقها ليربط جامعة الملك عبدالعزيز بغرب جدة ووسطها. كما تعتبر حديقة خليج سلمان إحدى أكبر وأجمل الحدائق العامة التي تجمع بين البحر والحدائق الخضراء حوله مجهزة بجميع وسائل الترفيه. وسيكون مشروع تطوير الكورنيش الجنوبي أحد أكبر المشاريع التطويرية على ساحل مدينة جدة الجنوبي حيث سيوفر أكثر من ثلاث كيلو متر شواطئ صالحة للسباحة وسيمتد لأكثر من ثلاثين كيلو جنوبا طريقا للكورنيش وحدائق عامة لخدمة سكان مدينة جدة وسطها وجنوبها.
وعن قضية توسع العمران في مدينة جدة تجاه الشمال وغياب الخدمات الأساسية للأحياء السكنية الجديدة فقد أكد معاليه أن دور الأمانة كان في تخطيط المناطق السكنية الجديدة وسفلتة وترصيف الطرق وإنارتها وتأمين الجانب الرقابي للبناء ومنع التعديات وزراعة الحدائق ونظافة الأحياء وقد تم بالفعل تسليم جميع المواقع المخصصة للخدمات التعليمية والصحية والدفاع المدني والخدمات الأخرى للجهات الرسمية المعنية بها وانتقلت المسؤولية في تقديم الخدمات إليهم. وأصبح عدم توفر خدمات الصحة والتعليم والدفاع المدني من مسؤوليات الجهات التابعة لها وليست مسؤولية الأمانة كما يعتقد البعض.
إن الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل الأمانة تجاه تطوير الخدمات المقدمة لسكان مدينة جدة تحتاج إلى تعاون مشترك بين مقدم الخدمة وهي الأمانة والمستفيد من الخدمة وهم السكان والزوار وتتمثل أطر التعاون في المحافظة على المكتسبات المتاحة من الخدمات وحسن التصرف بها ومما يؤسفنا أن هناك جهودا بذلت وبلايين تصرف للبناء والتطوير، وهناك أيدٍ غير مسؤولة وعابثة تمارس كل أنواع الهدم وتشويه الصورة الجميلة. وهنا يأتي دور الأسرة في تربية الأبناء لكيفية المحافظة على نظافة وجمال مدينتهم وإذا استطاعت الأمانة تطوير مشاريعها فالمطلوب من السكان على الأقل تطوير سلوكياتهم في التعامل مع هذه المشاريع. فأكبر نموذج سيئ نراه هو العبث الذي أصاب ويصيب تطوير المرحلة الأولى من الكورنيش والحدائق والكم الكبير من أطنان المخلفات التي نراها في نهاية إجازة الأسبوع.
ولا أود أن أكون مرشدا للسكان ولكن الوازع الوطني يدفعنا للمحافظة على وطننا ومدينتنا الجميلة. ولهذا فإنني أطالب التعليم في المدارس تعليم الأبناء سلوكيات التعامل مع البيئة والطبيعة والمشاريع الجميلة التي تقدمها الدولة من خلال الأمانات. وأجزم أن مدينة جدة قادمة على مشاريع تنموية عملاقة وحديثة وستعود جدة إلى مراتبها المتقدمة ضمن أحدث مدن الشواطئ العالمية.. ولن نعطي ظهرنا إلى شواطئ جدة كما فعلنا في الماضي.