نبَّها إلى دورٍ مهم للإعلام ومواقع التواصل في نقل المعلومة وتفنيد الشائعة
أكد أكاديميان أهمية الإيجاز اليومي الذي تقدِّمه قيادة عمليات «عاصفة الحزم» على لسان العميد ركن أحمد عسيري، واعتبرا أنه يبدِّد الشائعات بشأن سير العملية وأهدافها.
وعدَّ عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، الدكتور محمد الأحمد، الشائعات التي تُطلَق في أوقات الحروب جزءاً من الحرب النفسية «التي يستخدمها الأعداء للتأثير على المعنويات وإرباك المواقف»، ولاحظ أن مطلقيها يعتمدون على التركيز على أخبار مختلقة والمبالغة في تناول بعض المعلومات «فإذا وقعت هجمة تجدهم يقولون إن عدة هجمات وقعت» و «إذا قُتِل من المتمردين شخصان فإنهم يرفعون العدد إلى عشرات القتلى».
وفرَّق الأحمد بين الشائعات على أساس «قوَّة الشائعة»، وعرَّف الشائعة على أنها «حاصل ضرب الغموض في الأهمية»، موضحاً «كلَّما زاد الغموض في موضوع مهم للغاية منح ذلك الشائعة قوة، والعكس صحيح».
واعتبر الأحمد الإيجاز اليومي لعمليات «عاصفة الحزم» أداةً مهمة لمحاربة الشائعات التي تبثها وسائل الإعلام الموالية للمتمردين في اليمن، وقال «في أوقات الحروب ينبغي التصدي للأخبار المختلقة بواسطة تصريحات رسمية يعلنها المتحدث العسكري وتركِّز عليها الوكالة الرسمية والصحف، وهو ما يجري تنفيذه منذ بدء العمليات»، داعياً إلى الابتعاد عن «تحليلات بعض الأشخاص الذين تتأثر رؤيتهم بمصالحهم الشخصية، والاعتماد بدلاً من ذلك على المصادر الرسمية العسكرية».
في السياق ذاته؛ أشار الأحمد إلى دورٍ لمواقع الاتصال الاجتماعي وأدوات الإعلام الجديد في الحروب.
ويتلخص هذا الدور بحسبِه في «الرصد المبكر للشائعات وتفنيدها ونشر حقيقتها لأن التغاضي عنها يسهم في انتشارها، وقد يعتقد متابعون أنها حقيقة طالما أن أحداً لم يفندها».
ومنذ الخميس الماضي؛ بثَّت القنوات الموالية للحوثيين والنظام الإيراني أخباراً ثبُتَ فيما بعد أنها غير صحيحة.
ومن بين هذه الأخبار سقوط طائرة سودانية مشارِكة في تحالف «عاصفة الحزم» ووقوع الطيار في الأسر، ونفت الخرطوم ذلك.
ويلاحظ عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الدكتور محمد العبداللطيف، أن «المصداقية التي تتمتع بها الحكومة السعودية لدى المواطنين قلَّلت من تأثير الشائعات التي أطلقها المتمردون في اليمن».
وينبِّه العبداللطيف إلى أن «مواجهة الشائعة لا تعتمد على المعلومة الموثقة فحسب، إنما ينبغي إصدارها في الوقت المناسب، وهو ما تنتهجه المملكة».
ويلفت إلى «نوعٍ آخر من الشائعات لا يرتبط بالطرف الآخر في الحرب، وإنما بأشخاص يسعون إلى الشهرة ولا يخططون للإضرار، وهنا تكمن أهمية الإيجاز العسكري اليومي لكونه يقضي على الشائعات بنوعيها».
ومنذ بدء العمليات؛ تخصِّص الصحف السعودية، الورقية والإلكترونية، مساحةً ثابتة لتغطية المؤتمر الصحفي للمتحدث العسكري. وكان مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وصف الإعلام بـ «شريك حقيقي» للجنود في جبهة القتال، ونبَّه الإعلاميين، في كلمةٍ له مساء الإثنين الماضي، إلى «خطورة نقل الأراجيف والأقاويل الكاذبة»، داعياً إياهم إلى «الموضوعية في نقل المعلومات وتبادلها عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، والوقوف خلف القيادة الرشيدة في مثل هذه الظروف التي تعيشها بلادنا».
وجاء في كلمة المفتي أن «على الإعلاميين أن يكونوا سلاحاً منيعاً ضد الأعداء، وأن يتناصحوا فيما بينهم لمنع كل مفسد أو ضال من كتابة شيء سيئ، مع وجوب توضيح الإعلام حقيقة الحملات المغرِضة التي يقودها الأعداء ضد بلادنا خاصةً في هذا الوقت الذي يحتِّم علينا جميعاً التكاتف بكل المستطاع لتأييد القيادة فيما تقوم به من أجل الذود على بلادنا وتحقيق أمنها فضلاً عن إنقاذ إخوتنا في اليمن من بطش فئة الحوثيين الضالين».