صحيفة رباع
منطقة الباحة مكونة جغرافيا من سراة وتهامة، ومحافظة بالجرشي تقع في السراة، وتتربع على قمم الجبال، جوها بارد ويكسوها الضباب، وعندما يريد سكانها صيد السمك، والتلذذ بالمأكولات البحرية فإنهم يذهبون إلى المناطق الساحلية مثل المظيلف ومحافظة القنفذة، والتي تبعد عنهم جهة الغرب قرابة 100كم تقريبا، ولم يخطر ببال أحد أن بالإمكان ممارسة هواية صيد السمك في محافظة أعالي الجبال. إلا أن الشيخ عبدالعزيز الشرقي إمام جامع عمر بن الخطاب بالمخواة عكس النظرية، وذلك عندما دعاني لمرافقته مع بعض الأخوة من الجنسية البنجلاديشية لصيد السمك في محافظة بالجرشي، عندها أصابني الذهول من هذه الدعوة! فانظلقنا بعد الفجر إلى سد ( الجانبين ) وهو يقع جنوب محافظة بالجرشي بمسافة غير بعيدة، وعند وصولنا وجدنا السد مليئا بالمياه، وله ضفاف ، والأعشاب الخضراء على جنباته، والمياه المرتدة من الحاجز تنعكس في مكان رحب وواسع، فقام مرافقونا بنصب الشباك، وأخرجوا السنارات، وأخذوا يصيدون السمك بالشباك التي ترمى باليد، إلى أن تجمع معنا حصيلة لا بأس بها من السمك دون المتوسط في الحجم، وحسب إفادة المرافقين فإن السمك الكبير يكون على الضفة وقت الفجر، فإذا ارتفعت حرارة المياه في الجوانب بسبب الشمس فإنها تذهب إلى العمق، ولذلك الصيد المفضل يكون بعد الفجر مباشرة.
المكان جميل، وتوجد به نباتات عطرية، وزهور جميلة، وفوق ذلك توجد نبتة ( الحَبَق ) التي توضع على الشاهي فتعطيه نكهة محببة. بلدية بالجرشي الآن تنشئ مطلا جديدا مشرفا على مياه السد، والطريق مسفلت، والمقترح أن تعمل منصة أو جسرا داخل مياه السد، ليستخدمه هواة صيد السمك، وأن تضع أنواعا أخرى من الأسماك لتتكاثر فيه، وبذلك يكون هذا السد إضافة سياحة أخرى تضاف لمحافظة بالجرشي.
