قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والسياسي الأمريكي البارز، جيمس بيكر، إن سنوات تجربته السابقة مع الإدارة الإيرانية لا تدل على إمكانية الإمعان في الوثوق بها، ودعا الدول العربية إلى مواصلة العمل على تكوين قواتها المشتركة، مضيفا أن أمريكا لا يمكنها أن تكون “شرطي العالم” وتتدخل في سوريا واليمن وبمواجهة تنظيم داعش.
وقال بيكر، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول الاتفاق مع إيران في سويسرا: “خلال السنوات التي أمضيتها في الخارجية لم يكن من الممكن على الدوام الوثوق بالإيرانيين، لست على ثقة من إمكانية القيام بذلك مع القيادة الإيرانية الحالية، لدي الكثير من الشكوك. بالإضافة إلى أن هذا الأمر سيزعج الدول الحليفة لنا في المنطقة، ولا يقتصر ذلك على إسرائيل بل يشمل أيضا الدول العربية المعتدلة التي تواجه إيران الآن في اليمن وفي مناطق أخرى.”
وتابع بيكر بالقول: “إذا حصلنا على اتفاق حازم ومصادق عليه ولا يزيل العقوبات قبل توفر ضمانات حقيقية بأن الإيرانيين سيتخلون عن برنامجهم النووي، فسنكون قد حققنا إنجازا جيدا.”
وحول ما إذا كان متمسكا برأيه حيال عدم إرسال قوات أمريكية مجددا إلى الشرق الأوسط لقتال داعش رد بيكر بالقول: “أجل أنا أرفض ذلك، لدينا ما يكفي من الدماء الأمريكية على رمال الشرق الأوسط، لدينا الآن حلفاء ويمكننا دعمهم بالجو والمعلومات الاستخبارية على أن يقوموا هم بإرسال القوات لقتال داعش وتدميره.”
وأشاد بيكر بالتحركات العسكرية العربية قائلا: “للمرة الأولى نرى حلفاءنا العرب وهم يعقدون تحالفا عسكريا لديه قوات برية، وقد طلبت منهم خلال حرب الخليج الأولى تأسيس قوات برية مشتركة للتصدي لإيران بحال قامت بمحاولة غزوهم والدفاع عن بلدانهم بانتظار وصول الدعم الأمريكي، ولم يستجب أحد لي آنذاك، ولكن هذا الأمر يطبق اليوم.”
ورأى بيكر أن أمريكا ليس لديها القدرة على تكون “شرطي العالم” متسائلا: “هل نحن من سيتولى إطفاء الحرائق في سوريا واليمن وبمواجهة بوكوحرام في نيجيريا؟ لا يمكننا أن نكون في كل مكان!” كما تطرق إلى مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قائلا: “فشل حل الدولتين سيكون كارثيا على إسرائيل والفلسطينيين والمنطقة فهناك الكثير من بؤر التوتر اليوم، لدينا المشاكل في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولدينا تنظيم داعش.”