أسقطت الأجهزة الأمنية في جدة المتسبب الرئيس في حريق تشليح بريمان والذي استلزم عملية إطفائه أكثر من 14 ساعة بمساعدة طيران الأمن وأكثر من 21 فرقة إطفاء وإنقاذ وسنوركل، لمنع انتشاره بعد أن التهمت النيران مساحة تصل إلى ٢٠.٠٠٠م٢.
ضباط التحقيق بمركز شرطة السامر كشـفوا غموض الحادثة رغم تأكيدات عدد من الملاك أن عمليات الإزالة التي كان يشهدها التشليح هي السبب في نشوب النيران، غير أن التحقيقات كشفت عن وجود مادة البنزين في الموقع وتم تحديد بدايته لتبدأ الخيوط في التساقط وسط تأكيدات بوجود شخص من جنسية عربية كان موجودا لحظة نشوب الحريق داخل الموقع المحترق خاصة في ظل وجود شبهات جنائية ليتم تتبع المعلومات التي أشارت لوجوده في عسفان شمالي جدة بعد مغادرته الموقع إثر نشوب الحريق، حيث اختبأ في أحد اسطبلات الخيول وكان بحوزته شريحة جديدة حصل عليها بعد أن أتلف السابقة التي كان يستخدمها حتى وقوع الحريق.
وبفضل الجهود تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم والبالغ من العمر (٢٣ سنة)، ليكشف عدم وجود أي قصد جنائي في الحادثة، مشيرا إلى أنه كان يعمل داخل التشليح ويقوم بعمليات قطع لإحدى المركبات مستخدما أدوات اللحام والقص، وما أن شاهد آليات الأمانة والجهات الأمنية وهي تقوم بعملها في إزالة المواقع التي تم إخلاؤها بالتشليح فر كونه لا يملك إقامة نظامية، وكان بجواره جالون به بنزين سقط على مشعل اللحام وما هي إلا ثوان حتى اشتعلت النيران وبكثافة، وبين أنه حاول إخماد الحريق مستخدما قطعة من طبلون إحدى المركبات التي تم فكها من جسم السيارة الرئيس، غير أن قوة النيران ووجود البنزين لم يفلح معها كل المحاولات لإخماد الحريق، ليلوذ بالفرار من الموقع مشددا على أنه لم يكن خلف الحريق أي قصد جنائي.
وأكد مدير شرطة محافظة جدة اللواء مسعود العدواني، أنه تمت الإطاحة بالمتهم قبل الانتهاء من عمليات إخماد الحريق بعد وضع تصور أولي عن المشتبه به لتجرى ملاحقته وضبطه في وقت قياسي، وجار التحقيق معه تمهيدا لإحالته إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام.
وبين المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة العقيد سعيد بن سرحان، أن الفرق المختصة أخمدت الحريق بعد جهود كبيرة لاحتوائه ومنع انتشاره في ظل وجود رياح سطحية ومواد قابلة للاشتعال ساعدت في انتشار الحريق في مساحة تصل إلى ٢٠.٠٠٠م٢، مؤكدا دعم الفرق بأخرى من العاصمة المقدسة ومحافظة الجموم، بمساعدة طيران الأمن في عمليات إخماد الحريق من خلال تسليط المياه من على ارتفاعات مختلفة وعدة زوايا تجاوزت عشر طلعات، استمرت مع جهود الفرق الميدانية التي عملت من خلال الفروع الأرضية المدافع من على الصهاريج المتطورة للحد من انتشار الحريق والسيطرة عليه دون إصابات أو خسائر بالأرواح، ملمحا إلى أن مركز الأزمات في إمارة المنطقة شارك بفاعلية وذلل الكثير من الصعوبات من خلال ربط جميع الجهات الحكومية المشاركة مع عمليات الدفاع المدني بميدان الحدث.