مارس 29, 2024 3:10 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار محلية / المعادلة الجيوسياسية تتغير.. مؤشرات ودلالات حول زيارة “بوتين” المرتقبة للرياض

المعادلة الجيوسياسية تتغير.. مؤشرات ودلالات حول زيارة “بوتين” المرتقبة للرياض

ترمي الزيارة المرتقبة والمهمة لرئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين إلى المملكة شهر أكتوبر المقبل، التي مهَّد لها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارته الخليجية مارس الماضي، إلى تسوية عدد من الملفات المشتركة بين البلدين، ومن المقرر أن تفتتح فصلاً تاريخيّاً جديداً في العلاقات بين موسكو والرياض، ولا سيما أنها أول زيارة لرئيس روسي إلى الرياض منذ استعادة الروابط بين البلدين عام 1992م.
قوتين إقليميتين
ورغم كل ما مرت به العلاقة بين البلدين، وبخاصة مع عودة موسكو إلى حلبة الشرق الأوسط من البوابة السورية، حيث أصبحت هي والرياض القوتين الإقليميتين اللتين تتمتعان بطموحات عالمية، ومفضلة بشكل طبيعي لأن تصبحا منافسين في قضايا تراوِح بين سوريا وفلسطين واليمن والنفط وإيران وغيرها، ورغم ذلك فقد اقتربت موسكو والرياض من التفاهم والتنسيق المتبادلين بشأن هذه القضايا، وَفْق التعليق البحثي الذي صدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ضمن دورية «تعليقات» تحت عنوان: «زيارة الرئيس الروسي للمملكة: مصافحة بعد سبعين عاماً» للباحثة الدكتورة نورة الشهري.
بناء للثقة
وتتوقع الباحثة الشهري في تعليقها أن تكون زيارة “بوتين” المقبلة للمملكة ضمن قرار إشراك روسيا بشكل أكثر نشاطاً في السعودية، والذي يتعلق بحسابات المملكة للسياسة الخارجية على المدى الطويل، كما أن ترسيخ العلاقات بالزيارات قد يصبح إجراء لبناء الثقة في تغيير المعادلة الجيوسياسية في الشرق الأوسط لصالح الطرفين، فروسيا تعَدّ شريكاً مناسباً يمكنه ملء الفراغ الذي خلفه تقليص الولايات المتحدة وجودها في المنطقة وكبح جماح طهران، ويقترب كلا البلدين من أهداف سياسية واضحة فيما يتعلق بقضايا الإقليم عامة، وخصوصاً في سوريا واليمن والقضية الفلسطينية، وضرورة التفاهم المتبادل بين روسيا والسعودية.
تعاون اقتصادي تجاري
ومن المرجح أن تكون الزيارة تتويجاً للتعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا والمملكة وبناء الثقة ولا سيما مع تزايد حجم التجارة الخارجية بين البلدين مؤخراً، وحَفْزاً على المزيد من التعاون بين الطرفين في مجال الطاقة النووية، حيث وقعا اتفاقية في هذا المجال في عام 2017م. كما أن محور المحادثات سيكون قضايا التنسيق في سوق النفط، والتعاون العسكري بين روسيا والمملكة، وبعض الصفقات العسكرية، وشراء السعودية أسلحةً روسية بالتزامن مع التعاون المتطور في مجال الفضاء بين الطرفين، إضافة إلى دعم التعاون في مجال الغاز الطبيعي، وتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وروسيا الاتحادية.
مؤشرات التقارب
ويستعرض التعليق أبرز مؤشرات التقارب السعودي – الروسي، وعلى رأسها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لموسكو في عام 2017م، وتعد هذه الزيارة تاريخية؛ فهي أول زيارة يقوم بها ملك سعودي لروسيا، ونوقشت خلالها قضايا الشرق الأوسط ومن أهمها القضية السورية، وانتهاكات إيران المستمرة للقوانين الدولية، وسبق ذلك زيارة الأمير محمد بن سلمان روسيا الاتحادية عام 2015م ولقاؤه الرئيسَ الروسيَّ فلاديمير بوتين، حيث تمحور اللقاء حول تطوير العلاقات بين البلدين وأوضاع المنطقة من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان، وبعدها زيارة سموه لروسيا في عام 2017م تمهيداً لزيارة خادم الحرمين لروسيا.
دعوة وتلبية
وأعقبت تلك الزيارة زيارة سمو ولي العهد لروسيا الاتحادية في عام 2018م، تلبية لدعوة الرئيس الروسي، لحضور حفل افتتاح كأس العالم ومباراة المنتخب السعودي ونظيره الروسي الافتتاحية. وأيضاً محادثات سموه مع بوتين على هامش قمة العشرين، التي تلتها زيارة لافروف وزير الخارجية الروسي للرياض مارس الماضي ولقاؤه خادمَ الحرمين الشريفين. وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا في اليابان مؤخراً، التقى الأمير محمد بن سلمان مترئِّساً الوفدَ السعودي الرئيسَ بوتين، نقل خلال اللقاء تحيات خادم الحرمين الشريفين للرئيس الروسي، ودعوته إلى زيارة المملكة، وقد وافق بوتين على الدعوة التي تقررت في أكتوبر 2019م.
منتدى سانت بطرسبرغ
وفي النسخة الثالثة والعشرين من منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي يونيو الماضي، التقى وزير الطاقة السعودي وزيرَ الطاقة الروسي، في أثناء الدورة السادسة لأعمال اللجنة السعودية الروسية المشتركة، ووقع الطرفان عدداً من الاتفاقيات. كما شهدت قمة مجموعة العشرين أيضاً في اليابان، لقاء الوزيرين حيث ناقشا أوضاع الأسواق البترولية الدولية، والخيارات المختلفة تجاه تمديد اتفاقية أوبك، وكذلك التعاون في مجالي النفط والغاز، وتعميق التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
ميثاق التعاون الدائم
فيما تقرر في اجتماع فيينا مطلع هذا الشهر عمل ميثاق «التعاون الدائم» الذي وصفته السعودية بأنه «تاريخي» بين دول منظمة أوبك والدول الشريكة وعلى رأسها روسيا، كما جرى تأكيد تمديد اتفاقية أوبك إلى نحو 9 أشهر قادمة.
ويمكن الاطلاع وتحميل التعليق كاملاً من خلال موقع مركز الملك فيصل (www.kfcris.com)، كما يتوافر في الموقع آخر الإصدارات البحثية من دراسات وتقارير خاصة وتعليقات يمكن قراءتها وتحميلها.

شاهد أيضاً

حرس الحدود يتدخل لإنقاذ 4 مواطنين احترق قاربهم في عرض البحر

 صرّح المتحدث الإعلامي لقيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، الرائد عمر الأكلبي، أن الدوريات البحرية تلقت …