في وقت تدفع «جمهورية الملالي» ثمن سياساتها التخريبية في المنطقة، لا يجد المسؤولون الإيرانيون حرجاً في ترويج أكاذيب ومهاترات لم تعد أذان الإيرانيين تسمعها، وأضحت تلك المزاعم تحت أقدام الثائرين المطالبين بخلع «ولاية الفقيه» وتطهير العقول الإيرانية من «فوبيا السعودية»، فالرياض، بحسب الملالي، متورطة في تردي الأوضاع الاقتصادية وهدر الأموال الإيرانية على الميليشيات الطائفية والعصابات الإرهابية المسلحة!

«فوبيا السعودية» ونظرية المؤامرة وأساطير «الشياطين والمنافقين» صاحبت تصريحات قيادات في أعلى هرم «صناعة القرار الإيراني»، فالأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني يعتقد أن إعادة دحرجة «فوبيا السعودية» ستثني الثوار عن مطالبهم، إذ زعم أن السعوديين وراء ما اعتبره «حرباً على إيران في الإنترنت».

اللافت في تصريحات شمخاني اتهام المملكة أيضاً بالتسبب في عداوة الغرب لإيران، متناسياً ما أوصلته سياسات طهران في تهديد دول الجوار وتصدير الفوضى والطائفية ودعم الميليشيات الإرهابية، في مشهد هزلي باتت آذان الشعب محصنة من «فزاعات» نظام طهران.

وعلى نهج تخوين المرشد الأعلى خامنئي للثوار، اتهم شمخاني الثوار الغاضبين في مقابلة تلفزيونية بـ«النفاق»، وأن المملكة ودولا غربية تحرك الشارع، في مشهد يؤكد عدم إدراك السلطات الإيرانية لحقيقة الغضب الشعبي العارم تجاه نظام «الملالي»، وأن الحكومة الإيرانية تهرب إلى الأمام.

وفي وقت تتسع رقعة المظاهرات الإيرانية منذ أيام، لتشمل مدناً عدة، زادت وحشية النظام الإيراني في التعامل مع المتظاهرين السلميين، ما يعمق الجراح ويؤجج الغضب، حتى أن الشعارات والمطالبات ارتفعت أكثر مما توقع الملالي، إذ ندد المتظاهرون بـ«ولاية الفقيه»، واستدعوا «أيام الشاه» في دلالة رمزية بتذمر شعبي عارم ضد ثورة الخميني ومآلاتها.