ساعدتني الظروف أن أشارك في مؤتمر عالمي عن العسل اختتم أعماله أخيرا في إسبانيا، وما أذهلني الحضور الكبير المشارك في المؤتمر رغم أن محاوره جميعها كانت مرتبطة بالمهام التي يقوم به العسل في أجسادنا وسبحانه القائل «ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذُللا يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون».

تناولت أوراق المؤتمر أسرارا عظيمة عن العسل ودوره في مواجهة الأمراض، وخصوصا غذاء ملكات النحل الذي يعرف باسم «مارنيز» يعتبر مضادا للأكسدة حيث يتعرض الجسم وخلاياه وأنسجته إلى عوامل تتسبّب في أكسدته، وهذا بدوره يتسبّب في تلف هذه الخلايا مما قد يتسبّب بحدوث السرطان، وبعض الأمراض الأخرى، وغذاء ملكات النحل لا يتمّ استخلاصه من الأزهار، بل هو عبارة عن مادة كريميّة ذات لون مائل إلى اللَّون الأصفر الباهت يُصنع من قِبل عاملات النحل؛ حيثُ تخلط هذه النحلات العسل مع حبوب اللّقاح والإنزيمات الَّتي تُنتجها غُدد خاصة في حلق النحلات، ويُطلق على غذاء ملكات النحل في بعض الأحيان حليب النحل، ولا يُمكن تصنيعه في المُختبرات نظراً إلى تركيبه الكيميائيّ المُعقد، وهو يتميّز بكونه باهظ الثمن، ويدخل في تركيب العديد من المُستحضرات التجميليّة، والمُستحضرات الأخرى لما له من فوائد.

وأكد المؤتمر أن الإنسان يتعرض لمُختلف المؤثرات الَّتي تتسبّب في إضعاف مناعته، وهناك بعض أمراض المناعة الذاتيّة مثل الروماتويد والذئبة الحمراء تؤدي إلى أن يُهاجم جهاز مناعة الجسم خلاياه، كما يُحسّن ويُساعد في حماية الدماغ من المواد السامّة الَّتي قد تؤثّر على خلاياه وتتسبّب في موتها، وأيضا يُحسّن من وظائف الذاكرة ويحمي الكبد ويحمي الجسم من الالتهابات، ويُساعد غذاء ملكات النحل على شفاء الجروح والقروح، وهو يحتوي على العديد من العناصر الغذائيّة الَّتي تُغذي الجلد، وبالتالي من المُفيد تناول غذاء ملكات النحل للحصول على بشرة صحّيّة ونضرة، وأخيرا فهو يعمل على حماية الجسم من بعض المواد الَّتي تُسبّب سرطان الثدي. يتحكم بالكولسترول: فهو يُقلّل من مستوى الكولسترول الضار في الدَّم، ومن فوائد العسل يحمي الجسم من السرطان وأمراض القلب.