خالد السليمان

زرت قطر للمرة الأولى في حياتي بعد أيام قليلة من قرار سحب السفراء الخليجيين من الدوحة عام ٢٠١٣، كانت إجازة عائلية قصيرة بحجوزات غير مستردة التكلفة، فلم يكن هناك خيار بإلغائها !

توقعت بعض المضايقات أو النفور من تعامل بعض الناس، لكن المعاملة التي تلقيتها وأسرتي كانت حميمة منذ اللحظة الأولى للوصول وحتى اللحظة الأخيرة للمغادرة، وخلال الأيام الخمسة التي قضيتها هناك تعرض أحد أبنائي لوعكة صحية فذهبت به إلى أحد المستشفيات الحكومية فعومل وكأنه مواطن قطري دون أي تعقيد !

أدركت يومها أن ما يجمع بين شعوب الخليج من صلات القربى والأخوة لا يمكن أن تؤثر فيه الخلافات السياسية أو المنافسات الرياضية أو المشاحنات الإعلامية، فالشعوب تبقى مخلصة للروابط الحميمة التي جسرتها مشتركات الأنساب والعادات والتقاليد، ناهيك عن وحدة الأهداف والتحديات !

لذلك عندما يتمرد بعض أصحاب القرار على هذه المشتركات ويسبح ضد تيار المصير الواحد ويضرب في أسس تكامل المصالح ووحدة المصير فإن المشهد يصبح مربكا ومحزنا!

قطر ليست إلا جزءا من الخليج ولا تملك إلا أن تكون جزءا منه، فقطر نحن، ونحن قطر، والسياسات الشاذة ليست إلا رياحا عابرة بينما يبقى إنسان قطر الخليجي المؤمن بانتمائه للنسيج الخليجي هو السارية الثابتة في أرض قطر !