مارس 29, 2024 5:36 ص
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار عالمية / ماذا وراء مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية؟

ماذا وراء مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية؟

ماذا وراء مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية؟

 

مشاركة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، تطور مهم في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، فطهران التي لعبت على الوتر الطائفي والمذهبي لتبرير تدخلاتها العديدة في الإقليم، ليست أكثر من بيت زجاج هش يمكن، تفتيته بسهولة إن نحن أصغينا إلى مطالب المعارضة الإيرانية المحقة.

 

قد يكون الحديث عن ربيع إيراني، على خلفية المظاهرات التي شهدتها إيران مؤخرًا، سابقًا لأوانه، أو مبالغًا فيه.

لكن من المؤكد أن عوامل الانفجار الداخلي، كانت على الدوام عوامل حقيقية، لم تكن تخفى على الذين يتابعون، أو يعرفون التركيبة القومية والمذهبية، والسياسية، والاجتماعية الهشة التي تحكم المجتمع الإيراني.

وفي إقليم يشهد انقسامات من كل لون، يجد كثيرون، أن إيران لن تكون استثناءً من القاعدة، بل لعلها، البيئة الكُثرى خصوبةً لتبلور مثل هذه الانقسامات، خاصةً وأن هناك عوامل حقيقية لدى كثير من الشعوب الإيرانية، للمطالبة بأشكال مختلفة من الاستقلال السياسي، أو القومي، وطوال السنوات التي أعقبت وصول الطبقة الدينية الحالية للحكم، ورغم الهزات الاجتماعية والسياسية الكثيرة التي تعرضت لها إيران، برعت طهران في لعبة الهروب إلى الأمام، للإفلات من الاستحقاقات الكثيرة المؤجلة، وصولا للاحتفاظ بالسلطة، أو الإمساك بمفاتيحها، وإقصاء كل القوى السياسية المناهضة لها بما فيها قوى الاعتدال والانفتاح داخل المؤسسة الدينية ذاتها.

هذه اللعبة تقترب اليوم من نهاياتها على وقع عوامل كثيرة أبرزها :

– تراجع ما كان النظام الإيراني يصفه بالتهديد الخارجي، والذي ساهم في تهميش المطالب الاجتماعية والحياتية للإيرانيين، فضلاً عن مطالبهم السياسية وحرياتهم الأساسية، والتركيز على الخطر الخارجي، مع إضفاء طابع القداسة على دور النخبة السياسية، والدينية في مواجهة هذا الخطر.

– تنامي المشاعر القومية في الإقليم وهو ما انعكس على مطالب الأكراد الإيرانيين، والعرب في الأحواز.

ولعل المظاهرات والاحتجاجات التي قام بها الأكراد في إقليم كردستان الإيراني، والاحتجاجات المستمرة للعرب في الأحواز، بل وفي الاحتجاجات الأذرية على دعم إيران لإرمينيا في الحرب مع إذربيجان، ما يشي بأن إقليم أذربيجان الإيراني، لن يتأخر كثيرًا في الإفصاح عن مطالبه القومية، وتقديمها على الروابط المذهبية التي كانت من عوامل استسلامه للهيمنة الفارسية لعقود طويلة

– افتضاح الطابع العدواني والتوسعي لفكرة تصدير الثورة الإيرانية، والذي باتت له شواهد كثيرة، في العراق، حيث تسيطر إيران على كثير من مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية، وفي سوريا التي تقف فيها طهران موقفًا متحالفًا مع البعثيين الذين حاربتهم في العراق، ومناهضًا لمطالب الشعب السوري الأساسية، بالإضافة إلى محاولاتها المستميتة لإشعال الخلافات المذهبية في دول الخليج بهدف زعزعة الاستقرار في هذه الدول بل ومحاولة تفتيت نسيجها السياسي والاجتماعي.

– انتهاء حالة المراوحة التي واجهت بها دول المنطقة المطامع الإيرانية، وذلك من خلال المواجهة المباشرة لهذه الاطماع كما هي الحال في اليمن وسوريا والبحرين، أو من خلال العمل مع قوى المعارضة الايرانية لتقويض نظام ولاية الفقية من الداخل . ولعل مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، الذي يملك كلمة مسموعة في الأوساط السياسية الإقليمية، في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس ما يشي بمثل هذا التحول في الموقف الخليجي من حالة التململ في إيران، وهو موقف يمكن توصيفه في أبسط الأحوال بأنه تعامل بالمثل، إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة .

– تفاقم الفاتورة الاجتماعية في إيران خاصة مع تحويل الكثير من الموارد الإيرانية لتمويل حروب إيران في المنطقة، ولعل المظاهرات التي خرجت لانتقاد الدور العسكري الإيراني في سوريا والعراق ، تعكس حالة التململ التي يعيشها المجتمع الإيراني، خاصة وأنه كان على موعد مع نوع من الانفراج الاقتصادي والمعيشي عقب توقيع الاتفاق النووي مع واشنطن .

– ظهور اشكال من المقاومة للهيمنة الإيرانية في بعض الأقاليم التي وصلها النفوذ الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وهو ما يعقد قدرة طهران في تقديم تبرير مقنع للايرانيين لتدخلاتها في الإقليم .

مشاركة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس وإن لم تكن مشاركة سعودية رسمية، تطور مهم في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. فطهران التي لعبت على الوتر الطائفي والمذهبي لتبرير تدخلاتها العديدة في الإقليم، ليست أكثر من بيت زجاج هش يمكن تفتيته بسهولة، إن نحن أصغينا إلى مطالب المعارضة الإيرانية المحقة، وفتحنا أمامها فرصة التعبير عن حقوقها القومية والسياسية والاجتماعية وعندها ستدرك إيران أن طريق التدخل في الشؤون الداخلية هو طريق باتجاهين، الغلبة فيه لمن يجيد القيادة، ويحسن التصرف عند المنعطفات الحادة.

شاهد أيضاً

انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس

تفسيرات مختلفة حول الكتلة الاكبر ومهمتها انتخابات العراق: المليشيات للتدخل والصدر لضبط النفس الناشطة العراقية …