وهيب بن زقر

    الشيخ وهيب بن زقر يعد من تجار جدة المعروفين، واسم لامع في عالم الاقتصاد لخبرته الطويلة التي اكتسبها من الممارسة المباشرة للعمل التجاري بالإضافة إلى دراسته المتقدمة في مجال العلوم الاقتصادية والتي ساهمت في اثراء خبرته وفكره التجاري.

وهو إلى جانب ذلك كاتب مميز له باع طويل في الكتابة الصحفية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي تعمقها دراسته وتجاربه وثقافته واطلاعه الواسع على مختلف الثقافات في العالم.. وقد بدأ رحلته مع القلم منذ ستين عاماً.. التزم خلالها بالصراحة والصدق.. مؤكداً ان هذا يأتي من خلال ما تربى عليه في عمله التجاري الذي يفرض على الإنسان الالتزام والأمانة والصدق.

البداية

@ كيف كانت بداية العمل التجاري؟

بداية بسيطة كغيرنا من التجار في هذه المدينة من استيراد احتياجات الأرزاق الرئيسية من الموانئ القريبة وبيعها في جدة.. في زمن كانت فيه كل الأشياء بسيطة.. والمدينة محاصرة بسورها القديم.. ومساحتها لا تتجاوز بضعة كيلو مترات مربعة.. وأحياءها الأربعة وعدد سكانها المحدود.

أهم ما حرصت العائلة عليه في تجارتها منذ ذلك الوقت الالتزام والأمانة.. والعمل على تقديم الجودة في كل ما تبيعه ومع مرور الوقت وبفضل الله أولاً نمت وتوسعت أعمالنا.. وتعددت لتشمل العديد من المجالات كالسيارات والمستلزمات الكهربائية والسلع الاستهلاكية التي يحتاجها السوق مع الحرص على ان لا تقدم للسوق الا الجيد.. حتى أصبحنا على ما نحن فيه اليوم بتوفيق الله.

العلم والتجارة

يقول الأستاذ وهيب بن زقر ان والده كان حريصاً على العلم.. وان يوفر لنا أكبر قدر منه.. وكانت الواقع ميولي ورغباتي الشخصية تتجه للحصول على أكبر قدر من العلم.

بدأت دراستي في مدرسة اسمها المدرسة الرشدية في حارة الشام لمدة سنتين.. بعدها انتقلت لمدرسة الفلاح.. ثم ذهبت للدراسة في مكة المكرمة لمدة عام من أجل تهيئة النفس للابتعاد عن العائلة حيث كانت الفكرة تراودني في السفر لخارج المملكة لاكمال دراستي.

ويضيف الأستاذ وهيب بعد ذلك انتقلت للقاهرة بهدف الالتحاق بإحدى جامعاتها وعندما قامت الثورة الناصرية شعرت بقلق مما قد يحدث.. فأخذت موافقة والدي للبحث عن بدائل لدراستي.. ولم أجد أفضل من بريطانيا في ذلك الحين.. وكان الأمر بالنسبة لي صعباً بسبب اللغة واختلاف المنهج.. ولكنني استطعت ان أتجاوز ذلك، وان أنهي الدراسة التي تسبق الجامعة في سنتين.. ثم التحقت بالجامعة وحصلت على الشهادة الجامعية في العلوم الاقتصادية.

الحنين للعمل التجاري

بعد حصولي على الشهادة الجامعية وجدت ان لا مبرر للاستمرار في الدراسة للحصول على درجات أعلى.. وأصبحت لديّ قناعة ان ما يمكن ان يكتسبه الإنسان من الحياة.. أوسع بكثير من قصر تفكيره في شهادة عليا.. وهي بالنسبة لي لا توفر أكثر من لقب لست مهتماً به.

دراستي فتحت أمامي آفاق أرحب لأسلوب العمل التجاري.. ولهذا قررت ان أعود لممارسة عملي والتوسع فيه.. وبناء العمل التجاري على أسس من التخصص والتركيز على المواد الغذائية والاستهلاكية وبناء تحالفات مع عدد من الشركات العالمية مثل تحالف بن زقر ليفر، وبن زكورو.

وهذا القرار جاء عن قناعة مني بأن التجارة هي طريقي في الحياة.. ولابد ان أشارك في بناء الشركة من خلال دراستي.. وما اطلعت عليه خلال وجودي في بريطانيا.. والفكر الذي يمارس به العمل التجاري وأنا اعتبر نفسي اليوم تاجراً درس الاقتصاد ومهتماً بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية.. وقد ساهمت إلى جانب عملي التجاري في العديد من اللجان التي تهتم بالشأن العام والاقتصاد.

مستقبل الشركات العائلية

@ كيف ترى مستقبل الشركات والمؤسسات العائلية؟

– هناك خلط في هذا الموضوع.. فنظام الشركات لا يوجد شيء اسمه شركات عائلية اطلاقاً.. لكن في الاقتصاد العام ملكية المؤسسة تتكون من أصدقاء وأقرباء بالمشاركة فيما بينهم.. النظام خال من العنصريات والحمولات.

ويضيف الأستاذ وهيب ولا شك ان بدايات العمل في التجارة والصناعة كانت من خلال أفراد.. ومن ثم انضم لهم في عملهم أبناؤهم.. فالذي يحكم الشركة أو المؤسسة هو الملكية في طريق الربحية.. ولكن الذي حدث في الشركات العائلية في الغرب أنهم فصلوا بين الملكية وبين الإدارة بحيث يتولى إدارة الشركة أو المؤسسة للشخص المختار من أفراد العائلة.. أو يوكل ذلك لشخص من خارجها.

أما عندنا فكانت الأعمال العائلية تنتهي بوفاة أحد الشركاء وحديثاً هذا يضر المسار الاقتصادي.. وهذا بدأ علاجه عن طريق الفصل بين ملكية الشركة وإدارتها.. وكذلك التدرج في انقاص نسبة ملكية العائلة عن طريق طرح جزء من أسهمها للاكتتاب من قبل أطراف من خارج العائلة.. وهذا موضوع جدير بالاهتمام والمتابعة من الجهات المسؤولة.. حتى تخرج جميع الشركات العائلية من قوقعتها.. وتصبح شركات أقوى وقادرة على الاستمرار.

و”الهيصة” التي تجري من حولنا عن مستقبل الشركات العائدة ملكيتها لعوائل ليست أكثر من محاولات انتهازية لمقدرات الاقتصاد لجمع الأموال في غياب تحركات الجهات الرسمية لرعاية التطور، وتحديث الفكر التجاري.. والغرف التجارية مشاركة في الزفة “بطرشها” الذي لا تحسد عليه!!

الكتابة.. والتجارة

التزامي بالكتابة ضمن مشاغلي في السفر والاجتماعيات هذا الالتزام منذ ستين عاماً يوجد لي حياة مختلفة عن الحياة التي أعيشها فالاختلافات في حياة الإنسان تنشطه ذهنياً وفكرياً وجسمياً أيضاً.. وكتاباتي عن التنمية.. وهذا ليس لأن التنمية مهمة بحد ذاتها في نظري ولكن المهم هو نتائج التنمية خدمة للمستقبل المنظور في عيون شبابه.

ونتائج التنمية تنحصر كما يفترض في تحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية والفكرية والعلمية وهذه دائماً اربطها بعملي.. لأن زيادة الازدهار تؤدي إلى نشاط الحركة التجارية وفي الأمة وازدهار الاقتصاد.

والمعروف ان نسبة 60% من سكان المملكة دون الخمسة وعشرين عاماً واعداد كبيرة منهم دون عمل.. ولهذا تجدني أنادي دائماً بتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لهذه الشريحة وتنمية المناطق النائية هذا هو الذي يجب ان نهتم به في هذه المرحلة واستثمار الفوائض في المعرفة والتقنيات والالكترونيات لرفع الدخول لمستويات تتماشى مع المباني الحديثة لمعيشتهم أكثر من مناظرتهم.

فيما يتعلق بكتاباتي فالواقع إنني لم أجد عدم الارتياح والاستغراب من مقالتي إلاّ من بعض أصدقائي أصحاب الأعمال ولا أدري السبب حتى يزول العجب.. ربما لأنني دائماً أوجه كتاباتي لأمور حياتية من واقعنا بحثاً عن منطلقات لتحقيق قول احق.. وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات.. ولا أريد ان أقول مناظرتهم؟!

والكثير من الناس الذين التقي بهم دون سابق معرفة قد يختلفون مع فكري.. ولكنهم دائماً يقرون ان ما أكتبه هو وجهة النظر الحقيقية.

المرأة جزءمن جوانب اخرى في المجتمع تحتاج لعلاج!!

وعن عمل المرأة.. هناك من يرفضه.. وهناك من ينادي بأن تفتح جميع المجالات للمرأة للعمل.. أين يقف وهيب من ذلك؟

– الموضوع ليس هو المرأة.. بقدر ما هو مواجهة تحدي للتفاوت المعرفي والقيم والرغبات.. ونحن كشعب غيور لرفعة وجودنا بين الأمم لابد ان ترفع وتيرة القوة التزاحمية في العلم والمعرفة والإنتاج مع العالم حتى نأخذ الموقع المناسب لنا.

ويضيف الأستاذ وهيب بن زقر وهذا يتطلب ان تتقارب أفكارنا وأراؤنا ورؤيتنا للأمور مع بعضها البعض عندها فإن الكثير من رواسب المجتمع ستنتهي. ويوضح الاستاذ وهيب: حقوق المرأة في مسؤولياتها في النظام الاقتصادي الجديد هو جانب من جوانب كثيرة معوجة في هذا المجتمع.. مشكلة المرأة ظهرت بشكل أكبر لانها تعلمت واستقلت ولهذا تطلب المرأة من القيادة الرشيدة بوضع سوي في هذا المجتمع!!.

والمهم في نظري هو القاعدة.. وهي الأمة بأكملها.. وليس المرأة لوحدها.. أو الرجل لوحده.. حتى تكون خير أمة.. وهذا يتطلب أن نسير معاً.. حتى نستطيع ان نسير مع العالم.. وان لا نكون متقوقعين على أنفسنا.. سواء هذا يتعلق بوضع المرأة.. أو بالاعوجاجات الاخرى في المجتمع التي يجب ان نصلحها قبل فوات الاوان!!.

ويضيف الأستاذ وهيب لا شك ان الأمر اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس.. فقد اصبحت لدينا اليوم افكار كثيرة للمرأة، واجتهادات كثيرة.. ولكن ما يعيب الأمر ان فيه الكثير من الفردية الذكورية والمطلوب أن يكون هناك اجماع على تبني ما يفيد المجتمع.. وأن نطور ونحدث قيود العادات والتقاليد إذا كانت تعوق التقدم والتطور دون أن يؤدي ذلك إلى الاضرار بالمجتمع أو فقدانه لهويته وقيمه.

التعليم والمناهج

@ وعن وضع المناهج الدراسية المطبقة في المدارس والجامعات.. وهل لها دور في ضعف تأهيل مخرجاتنا التعليمية؟

– التعليم هو انعكاس للقائمين عليه والمستفيدين منه.. والحديث عن تعديله لا يكون بالقطاعي وتغييره لا يكون عن عناصر فكرية من الخارج.. أو قوى من الفضاء.. وطالما ان القائمين عليه مقتنعون بسلامته.. فالتغيير هو استهلاك للوقت.. ولا يمكن أن يكون التغيير لاجزاء.. أو اوصال.. والتغيير لا بد أن يكون شاملاً؟!

فالمعلومات الإدارية الرسمية والاهلية والخاصة من صنعنا لنصف قرن عن قناعات لخدمة مصالحنا.. فكيف يرجى منا أن نتحلل منها قبل أن نعرف ما نريد ان نكون عليه في نهاية المطاف ونتفق على آلية رحلة التقدم لمستقبل أفضل مما نحن عليه.

النظر إلى المشكلة ليس قضية مناهج ومخرجات.. وانما تكمن في عدم معرفتنا للعمل المطلوب من كل واحد فينا.. وكيف نقوم به على اكمل وجه.. بدل أن يشعر الواحد فينا انه يعرف كل شيء، ويقلل من قيمة كل من حوله، ويقيم نفسه منظراً لعلمها وفهمها وحلها، وأن سببها من حوله، وهو لا علاقة له بها، وهذه مشكلتنا الحقيقية.

المدن الاقتصادية الجديدة

@ المدن الاقتصادية التي تنشأ حالياً في عدد من محافظات بلادنا.. كيف تنظرون اليها.. وما أثرها على مستقبل البلد الاقتصادي؟

– هذا موضوع كبير، وتؤكد الجهات المسؤولة أن نتائجه ستكون طيبة.. وإن شاء الله هذا المأمول.. والآراء في هذا الجانب تعتبر افتراضية واجتهادية، وليست واقعية.. لانه لايمكن الحكم على ايجابيات وسلبيات أي شيء في غياب كامل المعلومات الاقتصادية.. الا بعد ان تصبح القفزة التنموية واقعاً.

وتمنى الأستاذ وهيب بن زقر أن يستفيد اقتصادنا من هذا الشيء غير المسبوق في فكرته عالمياً.. الغريب في اخراجه محلياً، اقتصادنا الوطني لا يقود اقتصادنا الوطني قوي ليرفع من مستويات المعيشة، ومواجهة التحديات الاجتماعية من البطالة إلى الثقافة بالفكر القوي داخلياً، والمعرفيات عالمياً.

الاستثمار في بلادنا

@ ما هو رأيك في الاستثمار، ودخول الكثير من الاستثمارات إلى بلادنا، وكيف ترون واقع الاستثمار اليوم؟

– عوائق الاستثمار اليوم أقل بكثير عما كانت عليه بالأمس.. متطلبات التطلعات للمستقبل تمثل فكراً مختلفاً لما نحن عليه، وعائق مغيب؛ والانفتاح الرسمي لاقامة مشاريع في شتى المجالات مزدهرة، والاستثمار في مخرجات بعض القطاعات نجده قوياً وواضحاً ومنها البترول والمعادن، والزراعة والاسماك، والتعليم، ويجمع بين النشاطات الاقتصادية الوطنية التقدم والتخلف والتغيب الموفرة لمعوقات طبيعية تدفع بفرص استثمارية لفوائض الاموال بعد ترتيب المراحل والادوار.

وبين الأستاذ وهيب بن زقر ان المطلوب ان تنوع الاستثمارات بحيث تحقق فائدة أكبر للوطن والمواطن، وتساعد في تعدد مصادر دخله.. وهذا الموضوع يجب الوقوف عليه والاهتمام به.. لانه خلال الاربعين سنة التي مضت لم يدخل في مجال التعدين شركات اجنبية بجدية، وخلال السنوات العشر التي مضت حدثت تحسينات، وظهرت ثلاثة مشاريع عملاقة لمعادن لو وجدت من اربعين سنة لاصبحت اليوم تماثل عملقة سابك.

ويضيف ابن زقر ان النظم والقوانين المتعلقة بالمعادن التي كانت تعيق ازدهار هذا النشاط تعدلت.. واصبح هذا النشاط الآن مفتوحاً لمن يريد الدخول فيه سواء للاستكشاف.. أو التنقيب.. أو الاستغلال.. ولكن المؤسف أن الرسميين واصحاب الاعمال لم يتحركوا بالمستوى المطلوب.. لأن الكثير تضيق صدورهم من الاستثمارات طويلة الأمد.. وخاصة في عالم البروقراطيات الرسمية ومنهم من يريد الربحية الجاهزة.. وهذا ساهم في عدم استثمار المعادن في المملكة بالصورة المطلوبة في تلك الفترة!!

ويخلص الأستاذ وهيب إلى القول بانه يجب توفير حرية فتح المجال للمستثمر الاجنبي ان يدخل للاستثمار في هذا المجال وفقاً لنظم وقوانين ملزمة للرسمين والأهالي والخاصة، وفتح المجال الداعم المساند بالعلم والمعرفة والمال لجيل جديد من أبناء الوطن للمشاركة مع المستثمر الاجنبي لخلق جيل جديد قادر على النهوض بالاقتصاد الوطني.. وادارته دون النظر لمؤهلاتها الدراسية بعد تدريبه على الالتزام وحرفية العمل.. واختيار المجالات التي تتناسب مع قدراتهم.. لأن معظم أصحاب الاعمال الموجودين في الوقت الحاضر اصبحوا لايهتمون الا بالمجالات التقليدية ذات الربحية السريعة المتطورة حالياً التي تساهم في زيادة ارصدتهم دون التفكير في مجالات استثمار في المواد الطبيعية طويلة الأمد.. تفيد المجتمع بأسره!!

البنوك المحلية

@ ما هو دور البنوك المحلية في المساهمة في دعم قضايانا الاقتصادية.. أم انها مجرد دكاكين للكسب دون ان يكون لها أي أثر يذكر في اقتصادنا المحلي؟

– البنوك تعمل ضمن السياسة النقدية والمالية، وتعكس توجهاتها.. فالنقاش عن البنوك هو نقاش عن الظل.. فالبنوك أسست على أساس تجاري.. وتوسعت للعمل مع الأفراد.. والواقع ان اسوأ خدمات مصرفية للافراد عامة والنساء خاصة لدولة متقدمة ومتطورة تجدها في البنوك المحلية!!.. فالعمل التجاري للبنوك جيد.. لأن هذا تخصصها وفكرته ويحقق لها دخلاً جيداً.. اما الأعمال الموجهة للافراد فرغم ان حجمه كبير الا انه ليس جيداً ويهتم بنشاطات ربحية للافراد تعظم من التزاماتهم أكثر من تنمية ثرواتهم.

ويوضح الأستاذ وهيب بن زقر سبب ذلك بقوله: ان الفجوة والمساحة بين صاحب القرار الإداري للمصرف الوطني والقاع بعيد جداً مما يجعل الاهتمام معدوم الفائدة.. لأن صاحب القرار التنفيذي لديه قناعة بأن العمل ممتاز، ويرتاح للمسكنات البدائية في التدريب، واغلبية اعضاء مجالس الإدارة ملاك مطيعين للمرجع الرسمي نظامياً، ومهتمين بالربحية ربع السنوية والصرح المصرفي ينمو مع نمو الاقتصاد الوطني متناسين دورهم القومي في البناء!

ويضيف الأستاذ وهيب: لا شك ان هناك تحسناً قد بدأ يطرأ على الخدمات الموجهة للعملاء بعد سد النواقص في التخصصات التي لم تكن متوفرة.

ويذهب الأستاذ وهيب إلى القول إلى الخلل في خدمات البنوك إلى ان التركيبة العامة للآليات والوسائل النقدية والمالية في الاقتصاد السعودي لم تتطور مسايرة لتوسع الاقتصاد السعودي، وزيادة عدد السكان.. وزيادة احتياجات الناس.. وهذا يوضح ان المعلومات الدقيقة الصحيحة المفيدة للاقتصاد غير متوفرة!!

ويضيف الأستاذ وهيب كما ان نسبة الفوائد المأخوذة على القروض الشخصية مرتفعة جداً.. فلو فرضنا ان سلعة قيمتها نقداً مائة ريال.. وإذا اردت ان تقترض حتى بما يسمى الصيرفة الإسلامية يجد المتعامل بموجبها ان السعر مرتفع 18%.. وهذا لا يبرره عمل مصرفي تقليدي.. فكيف يسمح به في عمل مصرفي إسلامي؟!

سوق الأسهم.. يحتاج إلى المزيد من الإصلاحات

@ ماذا عن سوق الأسهم.. وما هو السبب الحقيقي لما يحدث فيه من تذبذبات وانهيارات؟

– يجيب الأستاذ وهيب بن زقر قائلاً: الذي اشعر به شخصياً ان هناك تنظيمات تصحيحية تصدر القطاعي لتعاملات الأسهم.. هذا بحد ذاته يعطي قناعة ان سوق المال فتح أبوابه قبل توفير التنظيمات الكاملة.. والتنظيمات الموجودة من قبل لم يفصح عنها، ولم يتم التدريب عليها واتباعها!!

ويطالب الأستاذ وهيب امام الحالة هذه بأن يعلن من هو متحمل أمانة هذا السوق قدر الاحكام المتوفر لإدارة هذا العمل.. حتى يعرف كل مستثمر في هذا السوق حجم المخاطرة أو الارتياح في هذا السوق.. وحتى نضع حداً للشائعات!!

ويوضح الأستاذ وهيب بن زقر جانباً آخر وهو ان بعض المراكز البحثية المالية العالمية اصدرت بحوثاً تؤكد أن سوق المال السعودي لا يمكن ان يصنف من الأسواق الناشئة.. وهذه المعلومات كتبت في الفاينياشال تايمز، ولا شك أن المسؤولين في المالية والنقد وهيئة سوق المال اطلعوا عليها!!

ويضيف الأستاذ وهيب ان ما يطمئن الآن أن هناك متابعة من الجهات المسؤولة ستعالج الكثير من مواقع الخلل في السوق؟!

ما اراه ان تجارة الأسهم مقامرة أكثر منها مغامرة لفوائض الاموال العامة والاهلية والخاصة التي ان زادت فهي من “باب زيادة” وان تبخرت يمكن العيش بدونها.. والمنتديات التي قامت بها الجهة المسؤولة عن تجارة الأسهم قدمت فكر وعلوم جامعات غربية لا لمواطنين عاديين، والمطلوب من الجهة الرسمية توثيق الجدارة والإدارة الأمنية، وايضاح المخاطرة والتأكيد ان سوق الاسهم ليس لتعظيم الثروات في جميع الاحوال لأن الرابح في السوق يبني ربحه على حساب كثيرين خاسرين!!

شحنة الايسكريم

@ الموقف الذي لا تنساه في عملكم التجاري؟

– أحياناً يعطيك الموقف احساساً بأهمية القرار السليم السريع لمواجهة حالة غير منتظرة لظروف غير تقليدية كثيرة تجنب خسارة أو تحقق ربحاً اضافياً.

في الستينيات من القرن الماضي كان تفريغ البضاعة المرسلة إلى جدة يتم مباشرة ومن بعد عشرة كيلو مترات عن الميناء.. وقد تأخر وصول شحنة الايسكريم لمعوقات روتينية عند بوابة الجمرك.. وهي من البضائع التي تتطلب سرعة التفريغ والتسليم لايصالها للمستودعات المبردة لتجنب تلف البضاعة.. ووجدت ان نجاح المهمة وانقاذ هذه الشحنة من التلف يتطلب تشجيع العمال على سرعة الاداء.. ودخلت في صفوفهم لمساعدتهم في نقل الكراتين من الساحة إلى المستودع.

النشاطات التجارية

@ أهم النشاطات التي تعملون فيها؟

– التجارة المتخصصة في المنتجات الاستهلاكية والصناعة المرتبطة بها طالما تحسن الخدمة للمستهلك وتقوية الربحية.. اضافة إلى استثمارات مشاركة في مجالات مالية وتأمينية ومواد طبيعية.