خلافاً للتوقعات المتفائلة بالإفراج عنهم، قضت محكمة جنايات مصرية بمعاقبة ستة متهمين، من بينهم ثلاثة من صحافيي قناة الجزيرة الإنجليزية بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات في إعادة محاكمتهم، لإدانتهم ببث أخبار كاذبة على قناة الجزيرة التلفزيونية، من شأنها جر مصر إلى حرب أهلية.

حضرت جلسة النطق بالحكم المحامية الحقوقية الدولية أمل كلوني لكونها ضمن فريق الدفاع عن مراسل الجزيرة السابق محمد فهمي، حيث قضت المحكمة والتي عقدت بمعهد أمناء الشرطة بطره جنوب القاهرة بسجن صحافيي الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد والأسترالي بيتر غريتسه ثلاث سنوات، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بـ “خلية الماريوت” التي واجهوا خلالها تهما ببث أخبار كاذبة.

كما تم الحكم على محمد فهمي بالحبس لستة أشهر إضافية بتهمة حيازة ذخيرة من دون ترخيص.

وتم النطق بحكم السجن ثلاث سنوات بحضور المتهمين محمد فهمي ومحمد باهر، في حين حكم غيابيا على بيتر غريسته بعد ترحيله إلى بلاده بموجب قرار رئاسي في فبراير الماضي.

وقضت المحكمة أيضا بالسجن لمدة ثلاث سنوات على 3 متهمين آخرين في القضية ذاتها، فيما قضت ببراءة متهمين اثنين هما نورا حسن البنا وخالد عبدالرحمن.

وفور النطق بالحكم انهارت مروة فهمي زوجه الصحافي محمد فهمي بالبكاء مغادرة قاعة المحكمة، بينما بدا التأثر على ملامح المحامية الحقوقية أمل كلوني والتي قدمت إلى مصر خصيصا لحضور المحاكمة.

إدانات دولية

واجه الحكم المصري إدانات عدة، حيث وصفت أمل علم الدين كلوني المحامية البريطانية الحكم بأنه “رسالة خطيرة جداً” تؤكد للصحافيين أنهم ليسوا في مأمن أثناء تأدية وظيفتهم ونقل الأخبار، وذلك خارج مبنى المحكمة العليا بالقاهرة اليوم.

وقبل ذلك وصف بيتر غريسته والذي تم ترحيله قبل 6 أشهر إلى سيدني، الحكم بأنه “مدمر” موضحاً أن قلبة يتمزق على زميليه الآخرين.

ومن جانبها أيضاً دانت منظمة العفو الدولية الحكم معتبرة إياه “إعلان وفاة حرية التعبير في مصر”.

كما أكد توبياس الوود وزير شؤون الخارجية البريطاني المسؤول عن الشرق الأوسط أنه يشعر “بقلق بالغ” بعد هذا الحكم، مضيفا “لقد أثرنا مرارا وتكرارا قضية القيود المفروضة على حرية التعبير في مصر مع وزراء ومسؤولين كبار”.

الحكم يعد تطورا مفاجئا في الملحمة القانونية المستمرة منذ فترة طويلة والتي بدأت مع اعتقال فريق قناة الجزيرة في القاهرة في عام 2013، حيث اتهم الصحافيين بالترويج للإرهاب ربما لاستضافتهم على الهواء أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، على حد قول الصحيفة البريطانية.

وكانت دائرة أخرى في محكمة جنايات القاهرة دانت الصحافيين الثلاثة بالسجن سبع سنوات لكل منهم في يونيو 2014 لإدانتهم بمساعدة جماعة إرهابية في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة عن مصر.

وفي ذلك الحكم عوقب باهر محمد بالسجن ثلاث سنوات إضافية لحيازة ذخيرة من دون ترخيص.

وفي يناير الماضي قبلت محكمة النقض أعلى محكمة مدنية في مصر طعنا على الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة.