أبريل 29, 2024 12:46 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرأي / الله يكثر العيش

الله يكثر العيش

في زمان قديم تزوج شاب من قرية مجاورة اختارتها والدته، وكانت العروس الجديدة تبذل قصارى جهدها في سبيل إثبات جدارتها وأحقيتها في الاحتفاظ بهذا المكان ، وعندما أثنت الجارات خيرا على الوافدة الجديدة ردت أم الزوج (شهر الجدة ما به عدة)، أي أن التقييم الحقيقي لن يكون إلا بعد شهر كامل من الرصد والمتابعة، ولعله لم يبلغ رضا الأم عن زوجة ابنها عبر التاريخ مستوى يجعلها محل ثناء عليها أو ذكرها بخير، ولذا عندما تسألها إحداهن بعد مضي الشهر عن مهارة الكنة ترد «الله يكثر العيش» ، وعندما تم اختيارنا للتدريس كان من الطبيعي أن يضعنا المدير الصارم تحت المجهر باعتبارنا في سني الشباب الأولى وللشباب ثورته وشعلة جنونه، وبرغم أننا كنا نتصور أن لدينا من الأفكار والمعلومات ضعف ما لدى أساتذتنا السابقين، إلا أننا لم نبلغ معشار ما بلغوه من علم وفضل، وعندما كان يأتي الموجه أو المشرف التربوي كنا نخمن ما يقوله المدير عنا الذي ربما كان يردد بينه وبين نفسه عندما يسأله الموجه «الله يكثر العيش»، ومن عادة المعلمين القدامى أن يرشدوا حماس وفورة المعلمين الجدد ويظلوا محل نقدهم وملاحظتهم حتى تنكسر الحواجز تدريجيا ويتم التطبيع، وأتصور أن الكاتب مع القراء يعيش حالة مشابهة أو قريبة من حالة العروس الجديدة مع أم زوجها، ونطلق عليها (العمة) و(الحماة)، فالقارئ ــ دون شك ــ يملك وعيا يفوق بمراحل أحيانا وعي الكاتب. والمقالة وجهة نظر خاصة ولا حصانة لها ولا لكاتبها من النقد أو الرد عليها. شرط ألا ينطلق القارئ الناقد من سوء الظن بالكاتب وما كتب. والتفسير مقبول، أما التأويل فلا يعلمه إلا الله، وليس هناك كاتب حصيف يود أن يخسر قراءه أو يسخر زاوية لينال من الناس، وكل من يرد اسمه هنا هو محل إجلالي وتقديري، والعبرة بالفكرة والنص لا بالشخص، ومن حقكم أن ترددوا بعد قراءة هذه الزاوية «الله يكثر العيش».. وسلامتكم.

شاهد أيضاً

كيف ستنعكس زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا على التبادل التجاري والعسكري؟

شدد خبير أمني ومحلل سياسي على أهمية زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى …