مارس 28, 2024 4:05 م
أخبار عاجلة
الرئيسية / قصة نجاج / يوسف الأحمدي ل “الرجل”: تبرعت بـ 50 ألفاً فوصلني 50 مليوناً

يوسف الأحمدي ل “الرجل”: تبرعت بـ 50 ألفاً فوصلني 50 مليوناً

 

*العمل التطوعي “ابني البارّ” الذي يزكّي مالي وينمّيه

* أسهمنا في وضع مقترحات تطويرية لمصلحة إنسان مكة ومكانه

*خطفتني التجارة باكراً من صفوف الدراسة

* سنصل إلى 100 وقف استثماراتها 200 مليون ريال لخدمة المجتمع

* رأس مالي الحقيقي قضاء حوائج الناس بالصدقه

*إحسان النيّة فتح له ألف باب للرزق، و«الأمانة» أجبرت التجار على شراكتي

 

حوار – علي المقبلي:

هناك رجال يظلون على السجيّة السمحة، ويعيشون حياتهم على حسن الطويّة، ويبقى كل ما يشغل بالهم، ويسيطر على أفكارهم إسعاد الآخرين، وقضاء حوائج الناس دون منّ ولا أذى، ولا تفاخر، واحد منهم يوسف بن عوض الاحمدي رجل الاعمال السعودي؛ اسم يعرفه الناس، لكنهم لايعرفون بدايته وتفاصيله، ولايعرفون جيداً هذا الرجل الذي شقّ طريقه صوب رحلة الملايين بعصامية واحترافية أهّلته خلال ثلاثة عقود ماضية، ليكون واحداً من أبرز رجالات الأعمال في المنطقة، وأحد أبرز الداعمين للمناشط الاجتماعية، من خلال تبرّعه بمواقع ومبان لمصلحة جمعيات خيرية واجتماعية، إلى جانب رؤيته الثاقبة في دعم الأوقاف ورعايتها في مكة المكرمة، من خلال أفكار تطويرية فريدة، ولم يكن الطريق أمام عضو لجنة التثمين في نزع العقارات في مكة مفروشاً بالورد، بل كان طريقاً شائكاً مضى عليه بفطنة تاجر يمتلك نفساً تواقة للنجاح، ويختزل في ذاته روح التحدي التي حوّلت كل المعوّقات التي مرّ بها إلى مقومات نجاح.

* أنت اليوم أحد أبرز العقاريين في السعودية، وخصوصاً في مكة المكرمة، ما أول مشروع بدأت به؟

دخلت مساهماً في أرض بقيمة خمسة آلاف ريال للسهم، فكسب السهم الضعف بعد شهر، ما زاد من ثقتي بالتفرغ للعقار. وكان أول عقار اشتريته من محمد صالح باشراحيل -رحمه الله- في حيّ النوارية بمكة، قطعة أرض ساعدني أن باعها لي بالأقساط، بعد أن استدنت جزءاً من ثمنها، وبعد فترة بعتها بمكسب جيد، ثم قررت شراء مخطط كامل بمساعدة إخواني، بعد أن أقنعتهم أن المكسب سيكون عالياً، وأخذت حينها قرضاً من البنك، وهنا كانت البداية الفعلية، حيث نجحت التجربة وتوسّعت في شراء أراض في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة، وصرت من المعروفين في العقار، فدخلت بعدها في شراكة مع تجار معروفين، بعد أن لمع اسمي، حيث كانت الاتفاقية أن أدخل بجهدي ونظرتي العقارية، وهم برؤوس الأموال، ففتح الله عليّ رزقاً واسعاً.

* عالم العقار هو مفتاح الثراء للكثير من رجال الأعمال، هل من عقار مازال محفوراً في ذاكرتك أدخلك خانة أصحاب الملايين؟

نعم هناك عقار اشتريته في المدينة بـ 200 ألف ريال، وبعد سنوات قليلة بعته بـ700 ألف ريال، عن طريق الدين والقروض والشراكة، من قبل عدد من إخوتي. وقصة أخرى عززت من دعمي في سوق العقار، فقداشترى أحد الأشخاص عقاراًلي خرج من خلاله بمبلغ 300 ألف ريال، ما مكنه من دخول شراكات أكبر مع العقاري المعروف الشيخ محمد السبيعي وشقيقه عبدالله، كانت نسبته تتجاوز 14%، في حين ارتفع رصيدي في عام 1425 هـ إلى 80 مليوناً.

 

*هل من مشروع عقاريّ تراجعت عن الاستثمار فيه ؟

أبرز الصفقات التي تراجعت عنها في اللحظات الأخيرة، هي شراء جزيرة في دولة إسلامية سياحية، خططت أن تكون استثماراً سعودياًللسياحة المحافظة والبديلة للخليجيين، حيث اتفقت على شرائها بـ80 مليون ريال، لبناء منتجع سياحي للأسر التي تعيش الأجواء المحافظة في بيئة أوروبية، وقد زرتها12 مرة وتفقدتها بطائرة عمودية، لكني تراجعت ورأيتان الاستثمار في بلادي أفضل، وأن المواقع السياحية بمنطقة مكة المكرمة أحق بأن ينفق عليها المال المخصّص لبناء تلك الجزيرة.

* بعد ثلث قرن من تجارب التجارة والاستثمار،لمن تعزو ذلك  النجاح ؟

إلى فضل الله تعالى، ثم إلى خمس قواعد انطلقت منها، وجعلتها منارات تضيء لي طريق الاستثمار والتنمية والتطوير والتجارة، أولاها إحسان النية، وثانيتها الحرص على البحث عن الشريك التجاري الصالح، بعيداً عن أسلوب الإقصاء وممارسة السرية في شراء الصفقات العقارية، إيماناً بأن إحسان النيّات أساس الشراكة، وثالثتها توزيع تنمية المال على أكثر من مجال، دون حصره أو تجميده على طريقة “لا تجعل البيض في سلة واحدة، وإنما وزعه في سلال عدة”، ورابعة القواعد إتقان العمل والتعامل بمبدأ الأمانة، وخامستها قضاء حوائج الناس بالصدقة التي تؤخذ عن طريق البحث الشخصي عن المحتاج المتعفّف، إيماناً بأن الصدقة تنمّي المال وتحقق بركته.

* متى جنيت ثمرات تلك القواعد التيانطلقت منها ؟

بعد فترة وجيزة أصبحت معروفاً بوصفي وسيطاً ومستثمراً ومُطوِّراً عقارياً، حيث بدأت تتوالى عليّ عروض الشراكة من الرياض ومكة المكرمة وجدة، وهو ما قادني  إلى تأسيس مكتب بيع وشراء العقار في مكة المكرمة عام 1389هـ، واليوم وبفضل الله عزّ وجلّ أصبحت شريكاً مؤسساً في شركات «جبل عمر» و«درب الخليل»و«الشامية» و«المدعى»، وكذلك «التيسير» و«المسيال» و«إعمار أجياد»، حيث أملك عقارات فيها.

* معروف عنك حب أعمال الخير ومساعدة الاخرين، هل انعكس ذلك على تنمية مالك ؟

نعم، ولله الحمد،واحدة من القصص التي لمستها في حياتي من أثر الصدقة، أن سيدة اتصلت بي، وكنت حينها خارج المملكة، تطلب مساعدة مالية لدعم أيتام بمكة على وجه السرعة، فقدمت لها مساعدة مالية قدرها 50 ألف ريال، لتغطية حاجات الأيتام، وبعد أقل من ساعة تلقت اتصالاً من مستثمر عقاري حوّل لي 50 مليون ريال قيمة أرض اشتراها بمكة، بمشاركة شركاء دون أن أفرغ له الأرض، وللأسف أن نسبة كبيرة من رجال الأعمال والمال، لم يؤدوا مهمّتهم نحو المسؤولية الاجتماعية، وكذلك المشاركة في العمل التطوعي ودعم مؤسّسات المجتمع المدني، العمل التطوعي بالنسبة لي “الابن البار” الذي يزكّي مالي وينمّيه ويحقق لي أعلى الصفقات الرابحة مع الله تعالى، متطلعاً إلى تبنّي مشروعات تطوعية عبر الجهات الرسمية، أو عن طريق التدريب والتأهيل الوظيفي لأبناء الأسر المنتجة، حيث إن لدى مؤسّسات المجتمع المدني مشروعات تطوعية قُدِّمت بدارسات جيدة، إلاّ أنها تنتظر الدعم والتنفيذ

* ترأس مجلس إدارة شركة الافكار السعودية، وقدمت أفكاراً تطويرية لمكة المكرمة، أين وصلت تلك المشاريع؟

شركة الأفكار السعودية للتنمية إحدى الشركات السعودية التي تحمل مفهوماً جديداَ من خلال طرح الأفكار التطويرية والمخططات المستقبلية، لتطوير شامل ومستقبلي للمنطقة المركزية للحرم. وتنطلق رؤية الشركة من الدعوة الكريمة التي وجّهها الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين،أمير منطقة مكة المكرمة في لقاء الأهالي قبل نحو سبع سنوات وتوجيه دعوة للمواطنين للمشاركة في تنمية منطقتهم وطرح الآراء والأفكار التي تصبّ في مصلحة المنطقة. ومنذ ذلك الوقت وقبله عكفت على الطرح المميّز من خلال تقديم المقترحات التطويرية التي من شأنها الارتقاء بعمران مكة المكرمة، وإعادة تخطيط المنطقة المركزية للحرم، بما يتوافق مع توجيه حكومة خادم الحرمين الشريفين ووليّ عهده الأمين إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وعملت على تطوير عدد من المقترحات التي ارى أنها مناسبة لطبيعة مكة والمنطقة المركزية.

*عرف عنكم الطرح المتزن لعدد من القضايا في مكة، وكان آخرها مقترحات أعلنت عنها، هل وجدتم تجاوباً مع تلك الافكار؟

نحمد الله أن منّ علينا أننا من سكان مكة وجيران بيته الحرام، وهذا يتطلب منا كل في مجاله بذل الجهد والإنفاق، للمشاركة مع الدولة لتطوير هذه البقعة الطاهرة؛ وبخصوص الأفكار التي طرحت فقد وجدت صدى كبيراً ولله الحمد.

* كيف ترى وأنت أحد العقاريين سوق مكة العقارية، خصوصاً عقب نزع العقارات الكبيرة من جوار الحرم ؟

مكة تشهد نهضة عقارية كبيرة، خصوصاً عقب المشاريع التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين لتطوير المنطقة المركزية للحرم، وكذلك قطار الحرمين وقطار المشاعر، وهناك قوة طلب كبيرة من المستثمرين على أراضي مكة المكرمة، خصوصاً في المواقع المجاورة للمنطقة المركزية للحرم، فكما تعلم فإن هناك إقبالاً كبيراً على سكن الحجّاج والمعتمرين، يقابلها إحجام من المستثمرين عن التوجه لبناء الوحدات المجهزة للإسكان الدائم، وإن الإسكان الموسمي يحظى بنسبة 80 في المئة من حجم المشاريع القائمة.

* شاركت في عضوية لجنة التقديرات الحكومية للساحات الشمالية للحرم، وهناك انتقاد للجنة لعدم عدالة التقديرات، بماذا تردّ على ذلك ؟

اللجنة مكونة من عدد من الجهات الحكومية وعضوين من القطاع الخاص، وقبل بدء العمل تم وضع أسس وقواعد لعملية التقييم للمباني، حسب قربها وبعدها من المسجد الحرام، ووضع سعر عادل يرضي ملاك العقارات، حيث وضعت اللجنة معايير مشددة في تقدير العقارات، بحيث يؤخذ في الحسبان قرب العقار وبعده عن المسجد الحرام، وذلك لكل العقارات على مختلف مستوياتها ودرجاتها، وكذلك بالنسبة للعقارات التي تطل على المسجد الحرام مباشرة، إضافة إلى العقارات التي تقع على الشوارع الرئيسة في المنطقة المعنية بنزع ملكياتها لمصلحة التوسعة والأراضي الداخلية. وراعت اللجنة في تقدير العقارات عدد الطوابق المسموح بها في حالة حصولها على تصريح بناء، والنظر في توزيع بلوكات سعرية حسب استراتيجية الموقع. وعملت اللجنة على أداء عملها بحكم الأمانة التي تحملتها، وسعى جميع أعضاء اللجنة إلى تحقيق العدالة في عملية التقديرات.

* تبنيت تأسيس كرسيّالشيخ يوسف الأحمدي لدراسات واستثمار أوقاف الحرمين الشريفين، اين وصلتم في ذالك؟

الكرسي يختص بإدارة أوقاف الحرمين الشريفين وإدارتها علمياً، من خلال بحوث ومشاركات عدّة تختصّ بالحرمين الشريفين، ويعدّ من أهم وأكبر الكراسي التي توجد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لكونه يسهم في خدمة مجالات متعددة من أبرزها أوقاف وخدمات الطلاب وطلاب المنح، وكذلك تنمية بعض المجالات المتعلقة بهذه الأوقاف، ودعمها، لتؤدي هدفها المنشود منها، من خلال برامج ومناشط على مستوى المملكة العربية السعودية. أما تأسيسي لهذا الكرسي فيأتي انطلاقاً من المبادئ الشرعية المهتمة بالوقف الإسلامي للحرمين الشريفين، واختيار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جاء لما تحظى به هذه الجامعة العريقة المتخصّصة في مجال كراسي البحث العلمية.

أخيراً هل حافظت على المهن القديمه التي مارستها ؟

تجارة السيارات تملك مساحة واسعة في قلبي، ومازلت أحتفظ بعدد كبير من السيارات القديمة، بعد أن تحوّلت المهنة السابقة إلى هواية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

قصة نجاح شركة سامسونج من الزراعة إلى صناعة المستقبل

تعد شركة سامسونج من أشهر الشركات الموجودة حول العالم، حيث ورد أن مؤسس هذه الشركة …